بعد توزيع حزب التحرير بيانا شديد اللهجة ضد تصريحات رئيس السلطة، الاعتقالات تطال العشرات من عناصره

رام الله - دنيا الوطن
قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أن الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية اعتقلت العشرات من عناصره وأنصاره في كافة أنحا ء الضفة الغربية، على خلفية توزيع بيان للحزب كان شديد اللهجة ينتقد فيه تصريحات رئيس السلطة لمجلة نيو يورك تايمز  التي قال فيها "أنه اقترح على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن هذه القوة من حلف الناتو ستبقى لمدة طويلة وسيكون بإمكانها الانتشار في كل مكان تريده وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل القدس، وأن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون بلا جيش ومنزوعة السلاح ولن تمتلك إلا قوة شرطية بحيث تتولى القوة الدولية مهمة منع تهريب الأسلحة ومواجهة الأعمال الإرهابية التي تخافها "إسرائيل".

واعتبر الحزب في البيان الذي وزع على أبواب المساجد في كافة أرجاء الضفة الغربية وغزة بعد صلاة الجمعة، أن المنظمة ارتكبت جريمة في أوسلو لمنحها كيان يهود شرعية على الأرض المباركة، وأن السلطة لبست ثوب الخزي والعار بالتنسيق الأمني لحفظ أمن يهود، وسعي السلطة اليوم لإعطاء الشرعية لاحتلال دولي يجثم على صدر المسلمين في بيت المقدس وأكنافه هو جريمة كبرى ليس بعدها جريمة.

وأضاف البيان لقد سعت بريطانيا من قبل لإرسال قوات دولية إلى فلسطين، وإلى القدس تحديدا، لتحقيق أطماعها الصليبية ولكنها فشلت في ذلك، ثم تلقفت أمريكا هذا المشروع وتبنته بشكل عملي بعد حرب عام 67 وسعت لتنفيذه مراراً عبر عملائها ولكنها فشلت في تنفيذه حتى الآن، والقاصي والداني يدرك أن محمود عباس لا يملك أن يقترح على أمريكا في هذا الشأن فهذا المشروع هو مشروع أمريكي بامتياز وما عباس ومنظمته وسلطته إلا أداة في تنفيذه.

وعن أهداف أمريكا من وراء نشر قوات النيتو قال البيان "إن أمريكا والغرب حذروا قادةَ الاحتلال بأن كيانهم في خطر وأنهم أمام فرصة تاريخية للحفاظ على دولتهم إذا قبلوا الرؤية الأمريكية للسلام، فأمريكا والدول الغربية يدركون أن الأمة تتحفز لاستعادة سلطانها وإزالة حكام الضرار العملاء الذين حافظوا على حدود الاحتلال، وحذّروا من الخلافة التي ستقتلع نفوذهم من بلاد المسلمين وتحرّك جيوشها لتحرير فلسطين كاملة وتقضي على كيان الاحتلال، لذلك فإنهم يسعون لتوقيع اتفاقية سلام شاملة تحفظ أمن يهود وتستجلب القوات الدولية الأمريكية والغربية إلى القدس وإلى الحدود الأردنية ومعظم المناطق الحدودية حتى تقف في وجه جيوش الخلافة الزاحفة لتحرير الأرض المباركة".

وشدد المكتب الإعلامي للحزب على أن السبب الرئيسي للاعتقالات هو كفاحية شباب حزب التحرير في توزيع البيان ولأنهم لا يعترفون بشرعية الاحتلال اليهودي ولا يريدون احتلالا دوليا يكون فيه أبناء فلسطين في سجون أمريكا السرية ويطالبون المسلمين بتحرير فلسطين وإقامة الخلافة.

هذا واستنكر حزب التحرير في بيانه بشدة ما صدر عن رئيس السلطة من تأكيد على دور الأجهزة الأمنية المتمثل في حماية أمن الاحتلال بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" والأجهزة الأمنية الأمريكية.