مهندسة زراعية تجري تجربة ناجحة في كيفية التخلص من الصعوبات التي تواجه عملية استنبات الشعير

مهندسة زراعية تجري تجربة ناجحة في كيفية التخلص من الصعوبات التي تواجه عملية استنبات الشعير
غزة - دنيا الوطن- عبد الهادي مسلم
لم تيأس ولم تحبط واصلت الليل بالنهار بكل عزيمة واصرار غير أبهة بكلام الأخرين وأساليبهم المحبطة حتى نجحت تجربتها في عملية التخلص من الصعوبات التي واجهت عملية استنبات الشعير (انتاج أعلاف خضراء مركزه بطريقة غير تقليدية
بدون استخدام التربة ) خاصة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع سعر السولار

المهندسة الزراعية هدى أبو ندى والتي تعمل في مجالي المتابعة والتقييم في الأدارة العامة للتخطيط والسياسات في وزارة الزراعة بغزة استطاعت من خلال محاولاتها المتكررة بأن ترى تجربتها في مجال استنبات الشعير أن ترى النور ويشهد لها القاصي والداني بخبرتها وكفاءتها

تقول المهندسة أبو ندى والتي لها قصة صمود وتضحية أن فكرة الشعير المستنبت أخذتها من النت ومن قبل أحد المربين في مجال تربية الحيوانات وهو خالد الدن الذي قام بالتجربة في عامي 2011- 2012 وكان متابعا من قبل وزارة الزراعة

وأكدت المهندسة هدى أبو ندى أن طريقة الاستنبات هي التجربة الأولى في قطاع غزة، وهي تمنح الأسر الريفية أعلافا خضراء دائمة على مدار العام، بخلاف طريقة زراعة الشعير التقليدية التي لا تتوفر إلا في موسم الشتاء والربيع فقط.

وأشارت م.أبو ندى إلى أن طريقة الاستنبات لا تحتاج إلى تربة بل استخدام المناشف المبللة والمعقمة تخدم جميع الأسر الريفية التي تقتني الحيوانات والطيور الداجنة ( الغنم – الماعز – الدجاج - البط ) لإنتاج أعلاف خضراء بأقل التكاليف، منوهة إلى أن الشعير المستنبت يصلح كغذاء للحيوانات الكبيرة بمضاعفة
الكميات.

وذكرت أنه يتم تقديم العلف الأخضر المستنبت للحيوان بالتدريج بكميات قليلة في البداية بجانب العلف المستورد، وذلك لتعويد معدة الحيوان عليه، ومن ثم يتم زيادة كمياته تدريجيا وتقليل كمية العلف المستورد.

وبينت أن طريقة استنبات الشعير فكرة بسيطة غير مكلفة ماليا، حيث تحتاج إلى مساحة صغيرة لأنها تعتمد على الزراعة الرأسية، وتحتاج إلى مناشف مبللة ومعقمة لتهيئة الجو الشتوي لبذور الشعير لتنبت.

ونوهت م. أبو ندى إلى أن الأعلاف الخضراء التي تنتج عن هذه الطريقة، ذات قيمة غذائية عالية بخلاف الأعلاف المستوردة، لأن النبتة الخضراء وهي صغيرة الحجم تحتوي على نسبة مركزة و كبيرة من الفيتامينات والبروتينات، ونسبة الألياف فيها
قليلة.

ولفتت إلى أن الشعير الأخضر المستنبت يوفر من 60 إلى 70% من قيمة التكلفة التي يحتاجها الشعير الذي يزرع بالطريقة التقليدية في التربة، فهو لا يحتاج إلى حاويات ولا كهرباء ولا مكيفات ولا سولار في حال انقطاع الكهرباء، إنما يحتاج فقط لمناشف مبللة ومعقمة.

وتوضح المهندسة أبو ندى أنها قامت من خلال جمعية الهلال الأحمر بغزة وتحت اشراف وزارة الزراعة وبتمويل من البنك الأسلامي للتنمية بمتابعة مشروع انشاء حاويات استنبات شعير عدد 4 في شمال غزة وكانت المساهمة مناصفة ما بين المؤسسة والمربين ولقد نفذ المزارعين التجربة واستنبتوا الشعير وقدموه أعلافا لعجول التسمين والأبقار وتبين أن العجول التي تتغدى على شعير الأستنبات يزيد وزنها يوميا ما يقارب 2 كيلو بالأضافة إلى زيادة كمية الحليب لدى الأبقار

وأشارت إلى أنه نتيجة انقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أدى ذلك إلى زيادة من نسبة الفطريات والتي من الممكن أن تؤدي إلى موت الحيوانات عند تناولها لهذه الأعلاف وكذلك نتيجة الحصار واغلاق الأنفاق توقف المزارعين عن ممارسة هذه العملية من استنبات الشعير لأنهم كانوا يحصلون على الشعير البلدي من مصر والذي يتميز بنسبة انبات مرتفعة

وأوضحت أنه بعد دراسة وتفكير في كيفية تذليل هذه العقبات كانت الأجابة سريعة من خلال استخدام اسم من الكلور لكل لتر ماء على صواني الأستنبات بشرط أن يكون في المكان ظلام باستخدام ومناشف مبللة بنفس نسبة الكلور المروي بها وبعد فترة
ومن خلال ملاحظاتي تبين أن تكاثر الذباب على الصواني قل كثيرا ويكاد أن ينعدم بالأضافة إلى أنه تبين أن استنبات الشعير زاد طوله في اليوم الثاني 3سم أفضل من الطريقة القديمة

وتضيف الخبيرة الأغدية المهندسة أبو ندى أنني استمرت بري الصواني بالماء 3 مرات يوميا مع بل المناشف وتغطيتها فوجدت أن الشعير أصبح طوله 25سم طبعا في أشهر الصيف في مدة لا تتجاوز 9 أيام وفي الشتاء في مدة 12-15 مع استخدام أساليب أخرى لتخفيض درجات الحرارة

وحول مراحل استنبات الشعير قالت المهندسة أبو ندى أن هناك عدة مراحل تبدأ من غسيل الحبوب وزل المياه الشائبة وإضافة مياه جديدة واضافة الكلور (نقع الحبوب ) لمدة 24 ساعة .

والخطوة الثانية من مراحل الأستنباث تصفية حبوب الشعير وجعلها كومه فوق صبة من البطون وتغطيتها مع مراعاة ريها بالماء + الكلور مرتين في اليوم في مدة 24 ساعة خطوة مع جعل الحبوب كومه مع مراعاة الري والتغطية بالمناشف المبللة المعقمة بشرط أن يكون الري مرتين باليوم وأيضا في زمن 24
ساعه أما المرحلة الثالثة لعميل الأستنبات تتمثل في فرد حبوب الشعير على صبة البطون بعرض 30 سنتيمتر وطول متر ونصف مع التغطية والري من فوق المناشف بالماء والكلور لمدة3 مرات في اليوم وفي زمن لا يتجاوز 24 ساعه .

 من فوق المناشف

وأشارت أنه بعد تنفيذ هذه المراحل يتم ملاحظة زيادة حجم الجذور وبداية خروج الريشم وتكون مدتها 24 ساعه .

 مع مراعاة مرة أخرى الري 3 مرات باليوم مع نسبة الكلور المخفف 1 سنتمتر / 1 لتر ماء , حيت يتم زيادة طول حجم الجذور وطول الرشيم .

 ونضوج الاستنبات لطول من 23 إلى 26 سنتمتر وفي هذا اليوم نمنع الري ومراعاة التغطية بالمناشف المبللة وسحب المستنبت من تحت التغطية وقت تقديمه للحيوانات المنتجة للحوم والألبان

و وصفت المهندسة أبو ندى الاستنبات النهائي بطبقة الجذور البيضاء التي يترواح طولها من 5 إلى 6 سم وطول منطقه الريشم 3 - 4 سم وطول المجموع الخضري 15سنتمتر

وعن فوائد الشعير المستنبت قالت :أن قيمته الغذائية عاليه جدا لاحتوائه على الأحماض الأمينيه والفيتامينات والأملاح والحيوان يستفيد منه أكثر من 95%. 2_شرط تقديم المستنبت رطب مباشره للحيوانات المستفيدة وذلك حتى يقلل من كمية مياه الشرب وعدم تعرضه لضوء الشمس مما يجعل الحيوان تناوله طازجا خالي من الفطريات

وتمنت المهندسة أبو ندى أنها بمجهودها ومجهود الأخرين أن تعم هذه التجربة على الأسر الفقيرة ومربي الثروة الحيوانية لأن أهدافها عظيمة في توفير لحوم حمراء وبيضاء وتوفير المال لصالح المربي والمستهلك ولها هدف استراتيجي عظيم لشأن
الوطن لتقلل من واردات الأعلاف المركزة بنسبة 60% لأنني أسمي هذا الاستنبات أعلاف خضراء مركزه (نسبة البروتين فيها 18%) .

وحول فكرة تعميم هذه التجربة على المزارعين قالت أبو ندى أن وزارة الزراعة بغزة لديها طموح أن تعمم هذه التجربة في المؤسسات والجمعيات التي لها علاقة بالزراعة والبيئة

وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت عن نجاح تجربة استنبات حبوب الشعير باستخدام المناشف المبللة والمعقمة، بدون استخدام حاوية الاستنبات التي تحتوي بداخلها على عوامل الري والإنارة والتكييف والتعقيم.

وحول الدوافع التي دفعت وزارة الزراعة نحو تجربة استنبات الشعير بدون تربة، أفادت م. أبو ندى أن تشديد الحصار وإغلاق المعابر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، وقلة عدد الحيوانات اللاحمة المربية في قطاع غزة، دفعت الوزارة إلى إحلال البدائل.

وأشارت إلى أنه يتم استيراد 200ألف طن أعلاف سنويا، وكل طن ثمنه يصل إلى 600 دولار، وهذه العلف الأخضر المستورد يغني ويقلل من استيراد الأعلاف، في حال تم تعميم الفكرة على نطاق أكبر من المزارعين ومربي الحيوانات.

وعن مواصفات المنتج ، بينت أن الشعير المستنبت من الأسفل توجد به الجذور البيضاء النظيفة المعقمة مع حبات الشعير وهي تتميز بقيمتها العالية والتركيز العالي من البروتين والطاقة والألياف، ومن الوسط توجد طبقة "الريشم" الغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية، ومن أعلى توجد الطبقة الخضراء بطول 15 سم.

وأكدت أن القيمة الغذائية الإجمالية للشعير الأخضر يتميز بقابليته للهضم أكثر من 95% ، غني بالبروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والألياف لذلك يعتبر وجبة غذائية كاملة مع تقليل كمية الألياف المركزة في العلف المستورد.

ونوهت إلى أن إنتاج اليوم الواحد18 كيلو شعير أخضر يكفي لتسعة من الماعز، أو تسعة من الأغنام أو 60 أرنبا حجم كبير وصغير أو 80 دجاجة.

وأوضحت أن مخرجات عملية استنبات حبوب الشعير بالتجربة الأولى توفير 6.5 أطنان من الأعلاف الخضراء خلال السنة، كما أن كل طن علف أخضر يستخدم 340 لتر ماء خلال السنة، كما يساهم في تقليص الواردات من مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأعلاف المركزة والمبيدات والأسمدة.

وأشارت إلى أن الأعلاف الخضراء توفر لحوما حمراء وبيضاء خلال السنة بأقل سعر، كما تزيد دخل الأسرة الريفية.