تناقص عدد المسيحيين من 3500 إلى 1300 مسيحي بغزة.. الأب منويل مسلم : احترام كل من يرفع سلاحه باتجاه إسرائيل ويطلق الصواريخ

تناقص عدد المسيحيين من 3500 إلى 1300 مسيحي بغزة.. الأب منويل مسلم : احترام كل من يرفع سلاحه باتجاه إسرائيل ويطلق الصواريخ
غزة -خاص دنيا الوطن-أسامة الكحلوت
غزة..هذه البقعة الصغيرة بين الدول العربية الكبيرة تحتوى بداخلها أبناء الشعب الفلسطيني والذين يعتبروا من المسلمين  ، إلا أنها في الوقت ذاته تحتوى بداخلها على طائفة مسيحية تتعايش بإخوة مع المسلمين رغم أقليتهم إلا أنهم يعيشون بسعادة داخل غزة .

وينقسم المسيحيون في قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام منهم من كان يقيم في غزة منذ القدم وقسم ثاني هاجر خلال النكبة الفلسطينية عام  1984 ، وقسم ثالث جاء مع الرئيس الراجل أبو عمار خلال عودته إلى قطاع غزة وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 وأقاموا فيها .

ويمثل المسيحيون في قطاع غزة  الأب منويل مسلم رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية في حركة فتح واحد رؤساء الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ، والذي كان يمثل  الفئة المسيحية داخل المؤسسات الرسمية في فلسطين .

 وترك غزة للاستقرار مع أهله في بيرزيت حيث قال " بلغت السن القانوني وذهبت لبيرزيت لاننى بحاجة لخدمات اهلى ، وتركت مراكز العطاء والريادة بغزة لان الكنيسة تسير وفق القانون ، حيث اننى بلغت السن القانوني للتقاعد ، على الرغم من سعادتي في إقامتي بغزة لكن ظروفي الصحية منعتني من أن استمر كثيرا في غزة وسابقي أكن لغزة كل حب وتقدير واعمل على خدمتهم من بعيد "

ويشرح الأب أقسام المسيحيين في غزة قائلا " ينقسم المسيحيون في قطاع غزة لعدة أقسام ، فالقسم الأول هم المسيحيين الأصليين والمقيمين في غزة منذ القدم ،وكان عددهم 300 نسمة ، وكانوا يعيشون وسط المدينة حيث كان عدد سكان مدينة غزة في تلك الأيام يقارب 5000 نسمة.، و القسم الثاني  فحينما حدثت النكبة الفلسطينية عام 1948 بدأت فلسطين تتحول لمنطقة حرب ،ونتيجة الخوف الذي دب في قلوب الفلسطينيين والمسيحيين الذين كانوا يقيمون في بلداتهم المحيطة بقطاع غزة واللد والرملة ويافا فرحل 20 ألف مسيحي من هذه القرى  إلى قطاع غزة مع المسلمين ، واستقروا في غزة على اعتبار أنها ممر وسيعودوا قريبا إلى بيوتهم التي تركوها "

واستقر المسيحيون في قطاع غزة بعدما منعهم الجيش المصري من الذهاب لمصر، وذلك بعد توجه العديد منهم للذهاب لمصر حينما سمعوا انه يتواجد فيها طائفة مسيحية كبيرة من الأقباط ويعيشون حياة مجيدة ويحظون بحماية الحكومة ، ومكثوا في دير صغير وسط غزة ولجأ أيضا إلى غزة كاهن كبير هاجر من بيسان وأقام معهم في الكنيسة .

واستدرك الكاهن أن هجرتهم وإقامتهم ستطول لسنوات فذهب للحاكم المصري في غزة وطلب منه تخصيص قطعة ارض للمسيحيين وبدأ في بناء كنيسة لهم ومدرسة ويحافظ على كيانهم ، وحصل على ارض كبيرة تقع بين مخيم الشاطئ غرب غزة ومستشفى الشفاء وتم تسميته معسكر المسيحيين ، وبنوا لهم بالتعاون مع الكنيسة ومؤسسات الفاتيكان بيوت صغيرة على مساحة 100 متر وفتحوا لهم شوارع صغيرة بين المنازل على مساحة 3 أمتار على نمط المخيمات ونقلوا المسيحيين لهذا المعسكر. 

ويتابع " وفى عام 1994 دخلت السلطة الفلسطينية وعاد ألاف الجنود إلى فلسطين برفقة أبو عمار إلى قطاع غزة ودخل الكثير من  الجنود المسيحيين الذين كانوا برفقته حيث تنقلوا معه في الكفاح في الأردن وسوريا ولبنان والجزائر واليمن ، والكثير منهم كانوا يتولى مناصب قيادية في السلطة الفلسطينية  وعلى رأسهم رمزي خوري  ، ويعتبروا هم القسم الثالث في المسيحيين والذين تجمعوا بكثرة عددهم وسط بغزة بعد عودة السلطة".

وأكد أن المسيحيين متواجدين منذ القدم ويعيشون بين المسلمين براحة وسعادة ، حيث تم تحويل الكاتدرائية الكبيرة لمسجد حيث تم تسميته الجامع الكبير وسط غزة

ورحل الكثير من الشبان المسيحيين من غزة إلى إسرائيل بعدما حصل بينهم نسب وتزاوج وانتقلوا للعيش في الضفة الغربية وتنقلوا ما بين بيت جالا وبيت سأحور ورام الله .

وبدأت الكنيسة بالتوسع وبنوا كنيسة جديدة ثم مدرسة أخرى ثم عدة مدارس  ثم اتحاد للكنائس وأصبح امتدادهم يشكل عدة أماكن داخل مدينة غزة.

ويهاجر بعض الشبان المسيحيين من قطاع غزة بحثا عن علوم غير العلوم الموجودة بغزة ، فيذهبوا للأردن أو لمصر وأوروبا والشتات بحثا عن ملجأ وإكمال الدراسة ويحصلوا على مراتب عليا لأنهم واجهوا التحدي وجعلهم أقوياء في البحث عن مستقبلهم.

وأشار إلى أن غزة لا يتوفر فيها أسس العيش الكريم لان العالم يتكالب عليها بشكل غريب جدا ، وغزة في حالة ضيق وجرائم حرب بحجة أن حماس تسيطر على القطاع وسنعمل على ملاحق قيادات الجيش الاسرائيلى إمام المحاكم الدولية بعد اقترافهم مجازر في قطاع غزة.

وأضاف " ينظر المسيحي والمسلم من غزة للسهول والأشجار  عن بعد 5 كيلو مترات داخل  أراضينا المحتلة لأنها بالأساس بيوتنا وأراضينا ، ونتيجة ذلك يطلق المقاومون الصواريخ بهدف العودة إلى بلادهم ويحاولون فتح ثغرة لإيصال صوتهم للعالم .

وأكد أن المسيحي في غزة يعيش حياة كريمة بجانب المسلم ن والمسيحيين تعلموا مع المسلمين وليس من المسلمين ويعيشون الإسلام الوسطى وهذا الإسلام يتعامل مع المسيحيين كمان يتعامل مع المسلمين ولا نعيش بغزة اى تهديد وظلم واضطهاد .

وأجمل المواقف التي عايشها الأب منويل مسلم حينما قرر مغادرة قطاع غزة إلى أهله في بيرزيت تفأجا بتجمع عدد كبيرة من الشبان المسلمين والمسيحيين حول منزله لوداعه قبل السفر حيث عانق الشبان بعضهم بعضا ثم أحاطوا الأب وقبلوه تقديرا منهم على خدماته وانجازاته.

وأضاف "  إن الفرح مع  السلام ، وإسرائيل لا تريد السلام ويسير الفلسطيني باتجاه السلام بنية صادقة ولكن إسرائيل لا تريد أن تصل للسلام ،وأقول كلمتي لإسرائيل إن لم تبادر لصنع السلام الذي يقبله الفلسطينيون فسيكون السلاح الاسرائيلى هو نفسه الذي سيدمر إسرائيل تدميرا نهائيا "

 

                                   مسيحيون شرقيون وغربيون

وشرح تفاصيل مسميات المسيحيين بالشرقيين والغربيين قائلا " في القرون الأولى انفصلت الإمبراطورية الرومانية في روما إلى قسمين فالمسيحيين الذين كانوا في الشرق الأوسط سموا بالشرقيين ولما دخل الإسلام وحارب الإمبراطور الرومانية الشرقية انفصلت الكنيسة مع الإمبراطورية وضل المسيحيين في الإمبراطورية الشرقيين والمسيحيين الذين مكثوا في روما تم تسميتهم بالكاثوليك "

وأضاف " الكنيسة الأرثوذكسية تعيش في الشرق وتتبع للإمبراطورية الرومانية ولها إلحانها وصلواتها ،ومع مرور الزمن أرسل بعض المسيحيين الكهنة ألينا وأسسوا من جديد الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تعيش في روما على أساس أن تعيد اللحمة  بين الكنيسة الشرقية والغربية "

وتابع " والكنيسة الشرقية تتبع في تقويمها للتقويم اليوليسى كما وضعه الإمبراطور يوليس قيصر وصحح هذا التقويم في القرن الثامن عشر إلى التقويم الغوريغورى فأصبح بين التقويمين فارق 13 يوما ، فلهذا  يقيموا شعائر عبد الميلاد على الطقس الغربي وبعد 13 يوما على الكنيسة تعيد عيد الميلاد على الطقس الشرقي "

وللكنيسة الكاثوليكية الغربيين يتبع لها في غزة دير اللاتين ومدرسة راهبات المحبة وراهبات الوردية وجمعية كاريتاس  ومدرسة العائلة المقدسة .

أما الكنيسة الارثوكسية الشرقيين فلها مدرسة خاصة ومشتركين في اتحاد الكنائس ومشتركين في جمعية الشبان المسيحية تابعة للجميع .

وتتبع المستشفى الاهلى العربي ومدرسة النور للمسيحيين البروتستانت.

وتقوم الكنيسة الغربية  بإحياء عيد الميلاد بتاريخ  25/12 فيما تقوم الكنيسة الشرقية بإحياء عيد الميلاد بعد 13 يوميا ويكون ذلك بتاريخ 7/1.

ولا يفرق الاحتلال الاسرائيلى بين مسيحي شرقي وغربي  لأنهم ليس معنيين بهذه التفرقة ، لكنهم مهتمين بالتفرقة بين مسلم ومسيحي ،وقد أعلنت إسرائيل في الوقت السابق أنها تعطى التصاريح للمسيحيين لخلق  البلبلة بين المسلمين والمسيحيين ولأنهم في غزة مضطهدين لان عشرات الشبان المسلمين يلاحقونهم في غزة.

"والدليل على ذلك في تاريخ  25/12 كان عيد الكاثوليك فقام الخورى المتواجد بغزة بعمل تصاريح للمدرسات المسيحيات والمسلمات في المدرسة لزيارة بيت لحم لحضور الأعياد من اجل الخروج سويا ، فقامت إسرائيل بمنح التصاريح للمسيحيين ولم تعطى اى مسلمة تصريح وهذا من اجل التفرقة كأننا الخاصرة الضعيفة في غزة " حسبما قال الأب .

وتناقص عدد المسيحيين في غزة من  3500 مسيحي إلى 1300 مسيحي فاغلبهم غادر القطاع للاستقرار في أوروبا والدراسة في الأردن ومصر ، وحياة المسيحيين ليس مختلفة عن المسلمين في غزة وليس في رفاهية ، بل الأمور سيئة نتيجة الحصار المفروض على غزة .

وأشار " كنت مدير مدرسة دير اللاتين  في غزة وكان عندي 86 موظفا منهم 16 موظف مسيحي فقط والباقي مسلمين ، و 1350 طالب منهم فقط 140 طالب مسيحي ، وثلثين موظفين جمعية الشبان المسيحية من المسلمين ، وحينما  وزعنا بعض المساعدات أيام الحرب الأولى تم التوزيع على المسلمين والمسيحيين بدون استثناء وكنا نستهدف  الفقراء"

وأطلق البابا الجديد فرنسيس نداء عالمي للمسيحيين للعودة لفلسطين وينادى بحق العودة ، وكل من لديه القدرة بالعودة لفلسطين ، وسيقوم بزيارة لفلسطين في شهر 6 المقبل .

ويعيش المسيحيون حياة أخوة وترابط مع المسلمين  لأنهم  تربوا في المدارس الإسلامية ومجتمع اسلامى كصلة رحم ، ولهم بعض الاختلافات في إحياء عيد الميلاد فيعملوا مغارة ذكرى ميلاد سيدنا المسيح ، ثم يقوموا بتزيين شجرة عيد الميلاد وليس لها علاقة بالعيد ولكن يتم اضائتها وتبقى قبل العيد وبعده لأنها ترمز للحياة ويأتي المسلمين لتهنئتهم بأعيادهم قبل المسيحيين  .

ويستنكر بعض المتزمتين الذين يقولون ويفتون بان المسلم إن قال للمسيحي كل عام وأنت بخير فذلك يكون اعتقادا بهم وإيمانا بدينهم وهذا حرام ، وأضاف  " صار لنا 1400 سنة بيحكولى المسلمين كل عام وأنت بخير في أعيادنا ولم أرى اى شخصا منهم أصبح مسيحي ، أو حتى العكس حينما نعيد على المسلمين نصبح  مثلهم"

وتصادف استقباله قبل عدة أيام لصحفي فلسطيني مقيم في مصر في بيته ببيرزيت ، واستغرب الصحفي أن كل زوار بيته مسلمين أسمائهم احمد ومحمد ومحمود وحينما سال الصحفي الأب عن ذلك أجابه أن زواره دائما مسلمين ، وهم من يهنئونه بالعيد قبل المسيحيين.

وأكد أن علاقتهم بحماس علاقة طيبة وعاش معهم فترة من الزمن وهى فصيل سياسي مقاوم، وحماس لا تقاوم المسيحيين بل تقاوم المحتلين وتقاوم الظلم والاضطهاد الممارس على شعبنا في غزة ، ولن نقبل كشعب فلسطيني الاستسلام ، ونحيي كل شاب يحمل السلاح للدفاع عن فلسطين ويقاوم الاحتلال.، فإما أن نأخذ السلام الذي نريده  وأما فلن تعيش إسرائيل في أمان.

وحين يسمعه بعض الإخوة حينما يتكلم عن حماس يظنوه عضو المكتب  السياسي لحماس ، لكنه فلسطيني تتناسب أفكاره مع فتح ولا تتناسب مع حماس ،وطالب حماس بفك ارتباطهم بالإخوان المسلمين وان يضعوا أسس المصالحة الحقيقة ليكون الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة في مواجهة الاحتلال ، فيد تحمل السلاح ويحمل تحمل المفاوضات.

ويمتلك عدد قليل من المسيحيين  ثلث اقتصاد المسيحيين في قطاع ، بعكس ما نشر في تقارير سابقة على الانترنت وفهم بالخطأ أن المسيحيين يمثلون ثلث اقتصاد قطاع غزة.

والإسلام أباح للمسلم الزواج من أهل كتابه واعتبر أن المسيحي صاحب كتاب " لكم دينك ولى دين " وقال " ونحن نشكل دين والإسلام يتعامل مع المسيحية صاحب دين وأجاز للبنات المسيحيات زواج المسلمين ،ولا نقبل هروب الفتيات مع الشبان المسلمين لان هناك عادات وتقاليد يجب أن تتبع في انتقال الفتاة لزواج ، ويسقط عنها كل الحقوق ويعتبر إجرام هروبها من بيت أهلها ".

وطالبت إسرائيل مرارا وتكرارا من الطوائف المسيحية بالانضمام في الجيش الاسرائيلى لخلق الفتنة بينهم وبين المسلمين  إلا أنهم يرفضوا ، ويصروا على أن السلاح وجب أن يوجه للاحتلال فقط .

وبمناسبة عيد رأس السنة الميلادية وانطلاقة حركة فتح  وجه تحية للشعب الفلسطيني قائلا لهم " أمامنا ألان دفتر جديد وصفحات بيضاء وتفضلوا اكتبوا فيه أجمل الكلمات والأمنيات وتخطيط لحياة جديدة رائعة وأجمل آيات المصالحة مع بعضنا البعض لنعيش حياة جميلة وارفعوا رأسكم برغم الاحتلال "