سائقو غزة أنتجوه فردياً .. الضفة : مصنع لتحويل "زيت الفلافل" إلى "سولار مركبات" .. شاهد الصور والطريقة

رام الله -خاص دنيا الوطن-من بشار النجار
لم يعد المواطن الفلسطيني يمثل رمزاً للثبات والصمود أمام غطرسة الاحتلال وحسب، بل رسم كذلك صورة لأبرز معالم الإبداع والتطور، فتارةً نسمع عن شاب قام بتصنيع مركبة زراعية، وآخر حصل على جائزة عالمية، وفتاة سجلت براءة اختراع، واليوم انجاز جديد في سجل الإبداع الفلسطيني، مصنع في قرية المدور في قلقيلية يعمل على تحويل زيت الفلافل والقلي إلى سولار يتم استخدامه كوقود للمركبات.

ياسر غرابة 45 عاماً صاحب فكرة هذا المصنع والتي كرسها على أرض الواقع بعد أن اكتسب الخبرة اللازمة لتشغيله وانتاج مادة السولار أو ما يسمى "البيو ديزل" والذي أثبت الدراسات الحديثة انه صديق للبيئة، ويعد هذا المصنع قفزة نوعية في حال تم تقديم الدعم والتسهيلات له، وفي هذا الحال سوف يعمل استخدام "البيوديزل "على تقليص نسبة ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المنبعثة من السيارات.

للحكاية بداية

يقول صاحب المصنع ياسر غرابة انه اكتسب هذه الخبرة من احدى المصانع الإسرائيلية على مدار عدة سنوات وفكر بعدها بنقل هذه التجربة إلى مدينة قلقيلية وبناء مصنع فيها، وحسب غرابة فان الحاجة باتت ملحة لمثل هذه المصانع في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد ونقص الوقود او غلائه، وذلك من أجل سد جزء بسيط من هذا المنتج الذي يمكن له ان يكون بديلاً للبترول.

وبين ياسر غرابة أن الدراسات أثبتت أن " البيو ديزل" لا تنبعث منه اي غازات سامة، ولهذا فهو بديل جيد للطاقة ويعمل بسلاسة في أجزاء المحركات.

يعد هذا المصنع هو الأول في فلسطين على الرغم من وجود بعض المحاولات الفردية التي قام بها عدد من المواطنين في قطاع غزة في ظل الحصار المفروض، لكن ياسر غرابة استطاع نصب الفكرة على أرض الواقع بمصنع المواد المستخدمة فيه لزيوت الحيوانية والنباتية المتبقية من استخدام المطاعم ومصانع الشبس وغيرها.

مراحل الإنتاج

تمر مراحل إنتاج السولار في عدة مراحل وحسب شرح أيسر حماد احد فني تشغيل المصنع فان المرحلة الاولى تكون من خلال تصفية الزيت وفلترته حتى يتم تنقيته من الشوائب وبقايا الطعام، ومن ثم يتم إدخاله إلى خزان لتسخينه ليتبخر الماء الموجود فيه، وبتابع حماد يضاف إلى الزيت النظيف مواد كيميائية وتخلط لفترة زمنية لا تزيد عن ساعة، حتى تصل إلى المرحلة الأخيرة والتي يفرز فيها المنتج إلى فرازة بحيث تخرج كل الشوائب ليكون جاهز للاستخدام.

وأشار فني التشغيل حماد إلى أن الطاقة الإنتاجية اليومية لمصنع "بيوديزل فلسطين" تقدر 5 ألاف لتر من السولار، وان سائقي المركبات بدأوا الإقبال عليه تدريجياً.

في ظل المخاطر التي تهدد كوكب الأرض جراء الانحباس الحراري والانبعاث المتزايد لثاني أكسيد الكربون فان البحث عن مصادر بديلة وغير ملوثة للطاقة بات ضرورياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهنا في فلسطين جاء مصنع " بيوديزل" صحيح انه يعمل بالات صينية الصنع الا أن الجهد الفلسطيني كون هذا المصنع ليكون مصنع " بيوديزل فلسطين ".