صحن ثريدة ومسلوعة، شوشبرك والمسخن.. مأكولات شعبية لايستطعمها الجيل الجديد والأجداد يتمسكون بها

صحن ثريدة ومسلوعة، شوشبرك والمسخن.. مأكولات شعبية لايستطعمها الجيل الجديد والأجداد يتمسكون بها
 نابلس- رام الله - خاص دنيا الوطن-عزيزة ظاهر 
تحظى الأكلات والمشروبات الشعبية الفلسطينية  القديمة بمكانة جيدة بقلوب أجدادنا وجداتنا حيث مازال طعم تلك الأكلات الشعبية القديمة التي يحنون إليها كثيرا يسكن في أفواههم  ولكل مدينة وبلدة أكلات تشتهر بها عن الأخرى، ولكل منها كذلك نكهتها الخاصة، وعلى الرغم من مرور الزمن وتوفر الكثير من الأكلات الحديثة، بقيت المأكولات القديمة تحافظ على مكانتها.

الحاجة صبحه من عصيره  الشمالية قرب نابلس  ( 78 )  ما زالت تستذكر الأكلات الشعبية وحياتهم البسيطة التي كانوا يعيشونها بالماضي وبينت لنا أن جميع الأكلات التراثية  تعني لهم الكثير، فهي تذكرهم بالماضي وبحياة أجدادهم وآبائهم، وتضيف " والله صحن ثريده من زمان أحسن من أربع جاجات محشيات من دجاج اليوم ، كل شيء كان بلدي وطازج تقطفه من البستان وتطبخه على طول كله طبيعي ما في ولاشيء فيه كيماوي يعني الكوسا من أرضنا والبندورة من أرضنا والبصل من أرضنا كنا نحوسهن مع بعض ونحط شوية مي وحفنة رز ونطبخ  ثريده  والله  أزكى من اللحمة وكل العلية  يتغدو ويتعشوا منها ، تصمت قليلا وتتساءل :

بتمشي  هالاكلة مع  جيل اليوم  إلي تعودوا على الجاهز والسريع  ؟ ". 

تقاطعها الحاجة بسيمة ( 76 ) سنة   وتقول لدنيا الوطن : والله يا بنتي أكل اليوم  كلو ما بعجبني ولا اشعر له بطعم  ، برغر ونكانك  والتاكي ومش عارف  ايش ( هي تقصد الهمبرغر  والنقانق  ودجاج  الكنتاكي ) وتضيف أي والله صحن مسلوعة  أحسن من كل هالخرابيش  كنا نطبخها إن كان لدينا شوربة عدس مجروش ورز مفلفل يعني من بواقي الأكل نطبخهم مع بعض ونضيف البصل والثوم المقلي والكمون ونوكل كل العيلة منها . وتؤكد الحاجة صبحه أن " أكلات زمان " ألذ   بكثير من الوجبات السريعة مشيرة إلى أن أبناءها وأحفادها كثيرا ما يأتون لها بوجبات طعام  من المطاعم لكن لا طعم له  ولا لون .أما  صفاء الشولي ( 25 )  وهي متزوجة حديثا تقول  : " الزمن تغير وأصبحنا بزمن السرعة فالأكلات القديمة بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين لصنعها وكما أن الجيل القديم لا يستوعب الحديث فنحن لا نستوعب القديم ."  

الرقاقة والششبرك  

وبالانتقال إلى الحاجة أم زاهي (79 ) سنة   التي ذكرت لنا بعض الأكلات الشعبية تقول :" كنا نطبخ أكلة الرقاقة بالعدس الصحيح وهي عجين مقطع قطع صغيرة نضعه على شوربة العدس الحب ونتركه يغلي مدة ربع ساعة ثم نضع عليها البصل والثوم المحمر وكان إلي بآخر  الحارة يشم رائحة هالأكلة اللذيذة  ، وعن الششبرك تقول هي  أكلة تريد وقت كبير نوعا ما حتى تصبح جاهزة للأكل لأنها تصنع من العجين المقطع قطع صغيرة نرقه ونحشيه بالحشوة المصنوعة من اللحمة والبصل المفروم والثوم والكزبرة واهم شيء البهارات وثم نلف قطعة العجين بعد حشوها على شكل الطاقية ثم نضعها بعقيدة اللبن وتطهى لمدة ساعة حتى تصبح جاهزة للأكل ، تضيف "  أعطيني وحدة من بنات اليوم مستعدة تتعب حالها وتطبخها ."

وتقول " هناك  أكلات كثيرة  أخرى مثل مسفن الحلبة ومسفن الزعتر والبسيسة ومجدرة البرغل والعدس والفريكة ."

المسخن .. تراث فلسطيني بامتياز

تعتبر أكلة  المسخن من أشهر الأكلات التراثية الفلسطينية  بطحين قمح فلسطيني وزيت زيتون فلسطيني ، وقد بينت الحاجة أم زاهي  " أن هذه الأكلة دائما يقبل الناس على طبخها بعد الانتهاء من قطف الزيتون لتطبخ بزيت الزيتون الجديد بنكهته الحراقة وكنا بالماضي نستخدم خبز الطابون الرغيف البلدي أما اليوم ما في طوابين نستخدم خبز الأفران واهم مكونات هذه الأكلة  السماق لذا يسميها البعض السماقية  والبصل واللوز المحمص ، وتطرقت  أم  زاهي  لأكلة المفتول تقول أهم مكوناتها الطحين البلدي والبرغل والحمص وكنا دائما نطبخها بفصل الشتاء لأنها  أكلة تمدنا بالطاقة . وقد أشارت الحاجة بسيمة إلى أكلة الخبيزة  واللوف  والزعمطوط واللسينة  والمرير والسلق ووصفتها بالمأكولات الشتوية الشعبية .

تراث لا يستطعمه الشباب  

السيدة أم هاني ( 42 ) عام تقول " كلها أكلات طيبة و أنا  أحبها واطبخها جميعها و أحبها من يد أمي  أكثر لان لها طابع خاص  من  تحت  يدي   أمهاتنا  لكن المشكلة أن زوجي  لا يحب كل هذه الأكلات  و أولادي  ايضا فان طبختها اضطر لعمل طبخة أخرى  لهم ، ولكن بين الحين والآخر اطبخ لحماتي  ثريده  أو مسلوعة أو رقاقا أحيانا وبالشتاء اطبخ لها بحبوثة  لوف . 

أما  الحاج احمد سعد  وعمره  تجاوز  المائة عام يقول  لدنيا الوطن : يوميا  اطلب من زوجة ابني أن  تطبخ لي ثريده  كوسا  أو  بطاطا يعني الشيء المتوفر أو عدس مجروش  أو  صحيح  و على مدار الأسبوع  التناول أكلات تراثية حتى  لو كانوا طابخين خروف محشي . 

ليندا سعادة ( 35 )  عام  تقول : " لا يعلى على  الأكلات  الشعبية أنا اطبخها ببيتي مثل مجدرة  البرغل وعدس و رز و المسخن ومفتول و الخبيزة  وعودت  أولادي على  أكلها  أما زوجي يقوم  ويقلي البيض لنفسه ." 

من جهتها هناء  الشولي  ( 20 ) عام "  تشكر الله لان أمها لا تعرف أن تطبخ هذه  الأكلات وتضيف إن جدتي كانت مجننتنا  كل ما تشوف حالها فاضية تطبخ لنا ثريده  و مسلوعة  أو مجدرة برغل . 

من ناحيته الشاب امجد رواجبة ( 18 ) عام   قال : " من المستحيل آن أكل من هذه الأكلات  لا يوجد لها   طعم  ولا لون و إذا وجدت أمي طابخة مجدرة مثلا أكيد اتجه للسندويشات "  .  آما  فلاح  ياسين  ( 22 ) عام يقول : "  الثريدة  ممكن أن استوعبها أما مسلوعة ورقاقا وغيرها من المستحيل " .

الحاجة بسيمة

المسخن الفلسطيني

المفتول الفلسطيني

الحاجة صبحة

التعليقات