الميزان يستنكر اعتقال المريض محمد أبو عمشة أثناء سفره للعلاج في المستشفى الأردني بالضفة

رام الله - دنيا الوطن
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيودها المشددة على حركة وتنقل الفلسطينيين من قطاع غزة وإليه، ولاسيما المرضى الذين يحولون للعلاج في المستشفيات الفلسطينية في الضفة أو في المستشفيات الإسرائيلية، بحيث تحرمهم من حقهم في الوصول إلى المستشفيات، وتعتقلهم دون مراعاة لحالاتهم الإنسانية.

وتستغل قوات الاحتلال حاجة السكان للسفر لغرض العلاج في المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر للإيقاع بهم واعتقالهم أو الضغط عليهم ومساومتهم بين التخابر لصالح أجهزتها الأمنية أو العودة للموت في غزة، الأمر
الذي يرى فيه مركز الميزان انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، حيث تشير حصيلة أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان إلى أن عدد المعتقلين من معبر بيت حانون (إيرز) ارتفع إلى (16) معتقلاً فلسطينياً أثناء محاولتهم المرور منذ بداية العام الجاري 2013، من بينهم (5) من المرضى، كانوا في طريقهم إلى المستشفيات.

وبحسب باحثو مركز الميزان فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في معبر بيت حانون (إيرز)، عند حوالي الساعة 10:15 من صباح يوم الأربعاء الموافق4/12/2013
، المريض: محمد صابر محمد أبو عمشة (32 عاماً)، من سكان بيت حانون، أثناء سفره للعلاج في مستشفى (سيرجي كاري) الأردني في الضفة الفلسطينية. وتفيد التحقيقات الميدانية أن المريض أصيب أثناء عمله في البناء في عينه اليسرى وأجرى
عملية جراحية في مستشفى العيون بغزة، ثمّ حوّل للعلاج في المستشفى الأردني. هذا ويتابع محامو مركز الميزان قضيته.

وحسب إفادة شقيق المريض الذي كان يرافقه: خليل أبو عمشة (52 عاماً)، التي صرَح بها للمركز: "أنه وشقيقه محمد وصلا المعبر عند حوالي الساعة 9:00 من صباح الأربعاء نفسه، حيث استدعي شقيقه لمقابلة المخابرات الإسرائيلية، ثم استدعي هو
أيضاً، وخضع لتفتيّش دقيق بعد أن أجبر على خلع ملابسه، ثم دخل لمقابلة أحد أفراد المخابرات حيث سأله عن بياناته ومعلومات تخص عائلته واخوته خاصة محمد، وسأله عن منطقة سكناه، ثم خرج لقاعة الانتظار عند حوالي الساعة 13:00 مساءً، وبعد سؤاله أكثر من مرّة عن أخيه أمر عند الساعة 14:40 مساءً بأن يغادر المعبر، وعند سؤاله عن شقيقه قالوا له أنه عندهم وعليه أن يذهب لمنزله في غزة، فأخذ حقيبته وعاد إلى بيت حانون، وبقي شقيقه محمد معتقلاً ويحمل مبلغاً يعادل 900 دولاراً أمريكياً".

ومن الجدير ذكره أن معبر بين حانون يشكل المنفذ شبه الوحيد للمرضى من سكان قطاع غزة ممن لا تتوافر لهم علاجات في مستشفيات قطاع غزة ولا سيما بعد تكرر إغلاق معبر رفح والإجراءات والقيود التي فرضتها السلطات المصرية على عمل معبر رفح وعلى قدرة الفلسطينيين على السفر عبر مطاراتها ومعابرها المختلفة، بعد التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها جمهورية مصر العربية.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاعتقال سلطات الاحتلال المرضى ومرافقيهم وغيرهم من الفلسطينيين الذين تدفعهم حاجاتهم الإنسانية للسفر عبر معبر بيت حانون (إيرز)، فإنه يرى فيه استمراراً لسياسة ابتزاز المرضى
الفلسطينيين واستغلال معاناتهم، التي تواصلها قوات الاحتلال، في انتهاك خطير ومنظم لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ويحذر مركز الميزان المجتمع الدولي من مغبة تفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهور أوضاع حقوق الإنسان بشكل متسارع بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، ويجدد مطالباته السابقة بضرورة العمل على إنهاء حصار قطاع غزة والعمل على ضمان إلزام
سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعليه فإن الميزان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفعال لوقف انتهاكات إسرائيل الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، وتأمين الوصول الفوري للمرضى وغيرهم من سكان قطاع غزة للرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات الأساسية.

التعليقات