حوار الشبابية تنظم ندوة بعنوان "دور الاعلام في تعزيز ثقافة الحوار في المجتمع الفلسطيني في جنين

حوار الشبابية تنظم ندوة بعنوان "دور الاعلام في تعزيز ثقافة الحوار في المجتمع الفلسطيني في جنين
جنين - دنيا الوطن - رامي دعيبس
نظمت مجموعة حوار الشبابية في محافظة جنين بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية لتمكين ورعاية الشباب ندوة اعلامية تناولت موضوع دور الاعلام في تعزيز ثقافة الحوار في المجتمع الفلسطيني وذلك في قاعة الغرفة التجارية في مدينة جنين .

واستضافت الندوة متحدثين بارزين للتحدث حول الموضوع حيث افتتحت بكلمة للدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الامريكية الذي أدار الحوار و رحب في بداية الندوة بالحضور وقدم في مداخلته مشددا على أهمية هذه الندوة ودور الاعلام في الوقت الحالي في معالجة أو مواكبة أو التأثير في كل القضايا المحورية المطروحة سياسيا ومجتمعيا وفي كل المجالات وركز في كلمته على اهمية وجود اليات عملية حقيقية اعلاميا ومجتمعيا من أجل نشر ثقافة مجتمعية مرتكزة على الحوار الايجابي والبناء اضافة الى ان الاعلام له الدور الكبير في نقل الواقع من حالة انقسام منتشرة جغرافيا أيضا وليس سياسيا الى حالة من الوحدة بفعل التأثير الإعلامي وتطرق الى دور الشباب في اعتماد حقيقي على نشر ثقافة الحوار في ظل غياب تلك الثقافة واستمرار الانقسام مما يتطلب قوة شبابية قادرة على فرض ثقافة الحوار وإنهاء حالة الانقسام التي تعيشها القضية الوطنية والتي أثر عليها سلبيا وتراجع اهتمام الاعلام العالمي بها .

 وفي كلمة  للسيد عبد الله بركات نائب محافظ جنين تحدث فيها حول ثقافة الحوار ودورها في الحفاظ على تماسك المجتمع وعدم انتشار الظواهر السلبية فيه وأن مثل هذه الانشطة وطرح هذه المواضيع له من الاهمية الحقيقية في الضغط باتجاه التغيير الايجابي ونشر قيم التصالح والوحدة ، فنحن نلاحظ اليوم اثار الانقسام موجودة بفعل التأثير الاعلامي والتحريضي ونشوء قنوات تلفزيونية تابعة وموجهة استعاضت عن الوطنية بالحزبية وأهمية الدفاع اعلاميا عن وجود تلك الحزبية واستخدام سياسات ومصطلحات لا تعزز من دور الحوار الذي يؤدي الى المصالحة والكل لاحظ تلك المصطلحات والألفاظ ويسمعها باستمرار ومع ترديدها ترسخت طريقة التفكير الحزبية الضيقة التي تعبر عن غياب ثقافة الحوار .

وأشار بركات الى أهمية اعتماد لغة الحوار الراقية المتحضرة التي ذكرت في كتاب الله عزوجل فلماذا لا نعززها مع أنفسنا ومع غيرنا وشدد على ضرورة أن نضع نصب أعيننا المصلحة العامة المشتركة وليس المصلحة الخاصة الضيقة من اجل الارتقاء بهذا الواقع الصعب والخطير نحو الافضل .

وتحدث في الندوة السيد ابراهيم دحبور النائب في المجلس التشريعي عن الدور المحوري للإعلام فهو يعبر عن الرأي العام والحالة التي يعيشها الناسب يغطي الاحداث ويفترض أن يغطي بمهنية الرأي والرأي الاخر ولكن مع دخول أزمة الانقسام وغياب الثقافة الحقيقية للحوار داخل المجتمع أصبحنا نلحظ ان الاعلام أصبح من سلطة رابعة الى سلطة تابعة ودخلت الحزبية وتفشت في الام وتدخلت فيما يعرض وما يقال وما يقدم للجمهور وطغى على المادة الاعلامية الهجوم والتحريض وقراءة الاحداث من الزاوية الحزبية وغاب الدور الحقيقي للإعلام في التأثير من أجل نشر ثقافة الحوار مجتمعيا وأصبح التراشق الاعلامي هو المهيمن على الاعلام ، وطالب النائب بضرورة عمل مراجعة شاملة وصادقة لما يقدم في الاعلام وليس من المقبول ان تقوم كل قناة حزبية بتجنيد مواد وضيوف وجمهور يتناسب ويتعاطى مع ما تقدم من سياسة اعلامية وان يتم تجاهل القضية الكبرى وجزء كبير من العقول التي لا تقبل أي سياسة ضيقة بعيدة عن الهم الوطني الحقيقي وبعيدة عن تقبل الحوار الصادق مع كل الاطراف واستشهد بحديثه بالآيات والأحاديث التي تحض على الحوار بالطريقة اللينة والحسنى والقريبة الى القلوب .

وفي كلمة الاكاديمي والمثقف السيد جمال حبش تطرق الى الدور الهام والمحوري للمثقفين والأكاديميين في مختلف أماكن تواجدهم وأكد على أن المفاهيم التي انتشرت وما زالت منتشرة هي بفعل غياب مستمر لهذه الثقافة أدى بشكل كبير الى تفكيك وتفتيت وعدم نضوج فكري في المجتمع الفلسطيني وتشوهت الحقائق  وهنا جاء الدور الاعلامي الذي واكب هذه الحالة وأصبح الكلام سيد الخطاب فجزء من الاعلام التابع ساهم في تأجيج هذه الحالة وجزء من الاعلام لم يرتقي الى مستوى الازمة وجزء منه نأى بنفسه مما ساعد في وجود حالة ضبابية أدت الى تشتيت الجمهور وزيادة الخلافات حتى داخل الاسرة الواحدة وضياع الحقيقة وهي أن وحدة المجتمع وتماسكه ونشر القيم الفضلى فيه هو من أهم الاولويات للحفاظ على بنيته وعدم انهياره ، وأهمية الاعلام الصادق هو نقل الواقع والهم الحاصل وبناء ثقافة وتفكير ايجابية داخل المجتمع وعدم تفريقه .

وكان النقاش تفاعلي في الندوة حيث قدم الشباب مداخلاتهم التي ركزوا فيها على المشاكل التي لا يلتفت لها السياسيين والاعلاميين ولا حتى الاحزاب التي تدير قنوات اعلامية وأن الفجوة تزداد بين الشباب والمجتمع والقيادة وأنهم غير قادرين على التأثير بفعل وضع المعيقات وأهمها التحريض الاعلامي والتوجيه الحزبي خاصة في الجامعات والاستقطاب الذي رافق حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.

وأوصوا بضرورة عدم الاكتفاء بالحديث والكلام والشعارات فالشباب اليوم محبطون بسبب انقسام السياسيين والحوارات العديدة التي فشلت وعدم السماح للشباب بممارسة دور حقيقي ايجابي من اجل نشر ثقافة الحوار وطالبوا الاعلام بالمصداقية المتناهية في الطرح والمضمون وطالبوا بضرورة الالتفات الى التحديات التي تواجه مجتمعنا والشباب بسبب قلة الفرص والمشاكل الاجتماعية الناتجة عن ذلك وأهمية التركيز الاعلامي على الحقوق المجتمعية الشبابية والحقوق الوطنية الثابته خاصة فيما يتعلق بالتحرر من قبضة الاحتلال .

التعليقات