وزير الخارجية "المالكي" : لن يبقى مسجد أقصى للمسلمين بعد 6 أشهر

وزير الخارجية "المالكي" : لن يبقى مسجد أقصى للمسلمين بعد 6 أشهر
رام الله - دنيا الوطن
قال وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي انه اذا لم يتحرك المسلمين لانقاذ المسجد الاقصى فلن يبقى للمسلمين اقصى بعد 6 شهور .
تصريحات المالكي جاءت في خضم مقابلة اجرتها معه صحيفة السياسة الكويتية , ننشرها كاملة /

عندما طرحت "السياسة" سؤالها "واقدساه؟" على وزير خارجية دولة فلسطين د.رياض المالكي في المؤتمر الصحافي المصغر الذي عقده خلال مشاركته في اجتماعات القمة العربية - الافريقية, ارتفعت وتيرة صوته بشكل لافت وتحدث بحرقة ظهرت ملامحها على وجهه, وخلص الى "اقول واتحمل المسؤولية انه خلال الستة شهور المقبلة, اذا لم تتحرك الدول العربية والاسلامية لوقف ما يحدث في المسجد الاقصى, فلن يبقى لنا كمسلمين مسجد اقصى".

واستعرض المالكي السياسة الاسرائيلية الاستيطانية الممنهجة في القدس والعمل على اسقاط الجو التوراتي عليها مما سيعطي انطباعا لزوارها بانها مدينة يهودية في الاصل ولم يعد فيها اية مظاهر اسلامية عربية على الاطلاق, واشار الى وجود خطط فلسطينية وبرامج تفصيلية لاحتياجات البنية التحتية وتعزيز صمود المقدسيين قدمت الى قمم عربية واسلامية لتوفير الدعم المالي, ولكن النتيجة لا شيء!

وعلى الصعيد الفلسطيني - الفلسطيني اكد د.المالكي على ان حماس هي من تعيق المصالحة لان رؤيتها ليست فلسطينية خالصة, مشيرا الى ان حماس "الذين يعتبرون جزءا من الاخوان المسلمين شعرت بالنشوة بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا لمصر ممثلا لحركة الاخوان المسلمين, وماطلت في تنفيذ اتفاق الدوحة قبل سنتين والذي عمد من القاهرة, واعتقدت ان الانتظار سيكون في صالحها من خلال الضغط على السلطة الفلسطينية والرئيس عباس من اجل مزيد من التنازلات" اما الان وبعد سقوط نظام الاخوان في مصر فقد شعرت حماس بانها ضعيفة وانها في حال ذهبت للاتفاق مع السلطة ستحصل على نتائج اسوأ بكثير مما كان يعرض عليها, ولذلك هي تفضل الانتظار حتى تتغير الظروف لصالحها, وقال و"فلسطين هي التي تدفع ثمن هذا الانقسام".

وتناول الحديث مع وزير خارجية فلسطين مستجدات محادثات السلام, كما اعرب عن التقدير للكويت لمواقفها على اصدار بيان للقضية الفلسطينية في القمة العربية - الافريقية.. وفيما يلي التفاصيل:

 كيف قرأتم البيان الخاص بفلسطين الصادر عن القمة العربية الافريقية وهل يعبر عن الدعم المطلوب لهذه القضية?

 نحن نتفهم تماما ان هذه القمة تحمل شعار "شركاء في التنمية والاستثمار" وبالتالي نحن لانريد الخروج عنه من خلال التركيز على البعد السياسي, وقد ارتأت الدولة المضيفة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي ان تأخذ القمة هذا الطابع لذلك نقدر موافقة الكويت بان يكون هناك بيان خاص بفلسطين, وارتأينا ان يكون البيان قصيرا ولكنه جامع, يأخذ بالاعتبار القضايا الاساسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية, ونحن لم نكن نرغب في استئثار الحالة كاملة داخل القمة, ولكن في الوقت نفسه لايمكن ان تعقد قمة عربية  افريقية بهذا العدد الكبير من الدول المشاركة, الداعمة دائما للقضية الفلسطينية بشكل كبير دون اثارة القضية, فلدينا مناخ مؤيد لفلسطين في مناخ ايجابي جدا يتطلب منا التعبير عنه من خلال بيان حتى لو كان قصيرا ومحدودا لتبين عدم غفلان الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

 أليس من الاجدر وبدلا من البيان ان تكون هناك مطالبة لتشجيع الاستثمار داخل فلسطين او بالاستفادة من الخبرات الفلسطينية في هذه الشراكة العربية الافريقية?

 

 

صحيح هذا الموضوع نوقش داخليا فيما بين الوفد الفلسطيني ولكن نحن ايضا لانريد ان نعطي لانفسنا اهتماما على حساب بقية الاهتمامات الأخرى, وفلسطين اخذت الطابع السياسي والقمة تركز على التنمية والشراكة, لهذا السبب وافق الجميع على اعطاء فلسطين هذه الخاصية في الموضوع السياسي, ولكن ان تعطى خاصية ايضا في الموضوع الاستثماري فهناك دول عربية او افريقية قد تقول حالنا قد يكون اسوأ من الحال الفلسطيني, فلماذا لا تذكر بلدي تحديدا مثل فلسطين وستكون هناك حساسية تجاه هذه الموضوع, وفي الوقت نفسه كانت لدينا مداخلة في الجلسة المغلقة خاصة عندما تم التحدث عن البنود السبعة التي كانت تحتوي على تقارير تتطلب اقرارها, فان البند الأساسي الذي توقف حوله الجميع كان الزراعة والأمن الغذائي, وهو موضوع تم التركيز عليه بشكل كبير من غالبية الدول الافريقية والمداخلات خلال المناقشات كانت افريقية ولم تكن عربية وهذا عكس خصوصية كان يجب على العرب ان يلتقطوها بشكل كبير, وهي ان الافارقة تحدثوا عن الامن الغذائي واعطوا اهتماما كبيراً له وقالوا انهم يملكون الاراضي والمياه فلماذا لا نعمل على تطويرها ضمن شراكة تدخل فيها الدول العربية من خلال الدعم المالي? وكانت ردود الفعل العربية محدودة جدا في اطار هذه المداخلات الافريقية, فاما ان الدول العربية كانت تعتمد على الاجتماع الوزاري الذي تم في الرياض او انهم لم يلتقطوا هذه الملاحظة التي ترددت على لسان اكثر من وزير خارجية او رئيس وفد افريقي.

  هل برأيك ان هذه القمة ستؤسس علاقة متينة مع الدول الافريقية?

  قد تؤسس لأنه وحتى هذه اللجظة فان جميع ما تم وقدم رائع ولكن المطلوب المتابعة, فمن سيضمن لنا متابعة قرارات هذه القمة? وأطالب وسائل الاعلام ان تكون اكثر الحاحا من اجل متابعة هذه القرارات وآلية متابعتها والالتزام بها, نحن الآن أمام مفصل في العلاقة العربية الافريقية, لانه ربما تكون الدول الافريقية تحاول منحنا الفرصة الأخيرة, وللعلم فان تنفيذ ومتابعة قرارات هذه القمة ستعني اعادة بناء الثقة بين الطرفين مما سيرجع هذه العلاقة الى طبيعتها, وفي ظلت القرارات دون متابعة فسيكون الطلاق بين الدول العربية والافريقية, وأول من ستضرر من ذلك هي القضية الفلسطينية, بالاضافة لجميع الدول العربية لان القمة مهتمة ايضا بالأمن الغذائي. 

الانقسام الفلسطيني

 ما الذي يؤخر موضوع المصالحة الفلسطينية?

 لدى القيادة الفلسطينية اهتمام والتزام بانهاء ملف الانقسام نهائيا وهناك جهد كبير بذل من القيادة الفلسطينية بهذا الملف, والقضية ليست مرتبطة برغبة القيادة الفلسطينية أو بشخص الرئيس عباس ولكنها مرتبطة بالطرف الآخر المتمثل بحركة حماس والذين يعتبرون جزءاً من الإخوان المسلمين , وقد توصل الطرفان لاتفاق قبل سنتين في الدوحة وعمد الاتفاق بالقاهرة بأن يتم  التوافق على تشكيل حكومة انتقالية غير حزبية ومستقلة برئاسة محمود عباس وتحضر لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال فترة ثلاث أشهر, لكن حماس رفضت السماح بدخول لجنة الانتخابات المركزية الى قطاع غزة من أجل تحديث سجل الناخبين, وبعد فترة طويلة من التأجيل سمحت لهم, ثم طلبت تأجيل الحديث في تشكيل الحكومة ريثما تنهي حماس انتخاباتها الداخلية فيما يتعلق بمجلس الشورى وقياداتها الداخلية والخارجية, وانتظرنا شهوراً حتى انتهت  حركة حماس من كل ذلك, وخلال هذه الفترة حدث تغير ملحوظ ونوعي على المستوى العربي وهو انتخاب الرئيس محمد مرسي في مصر ممثلا لحركة الاخوان المسلمين, فشعرت حماس بالنشوة وقالت لماذا اقبل بتطبيق هذا الاتفاق مع ان لدي وضع افضل للمفاوضات بعد انتخاب الرئيس مرسي ومن الممكن ان تحصل على امتيازات افضل مما جرى الاتفاق عليه في الدوحة, واعتقد ان الانتظار سيكون في صالحها بحيث يكون هناك ضغط على السلطة الفلسطينية والرئيس عباس من أجل مزيد من التنازلات, نحن اصبحنا رهينة وضع خارجي غير فلسطيني, فحماس ارتأت ان تربط  مستقبل فلسطين بما يحدث في مصر وهذا تسبب في تعطيل وتأجيل المصالحة, والان وبعد سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر فقد اصبحت حماس تشعر انها ضعيفة وانها في حال ذهبت للاتفاق مع السلطة ستحصل على نتائج أسوأ بكثير مما كان يعرض عليها, ولذلك هي تفضل الانتظار حتى تتغير الظروف وتكون لصالحها.

 وفلسطين تدفع ثمن هذا الانقسام بسبب ذلك والسبب رغبة حركة حماس بذلك, وفي اللحظة التي تأتي فيها حركة حماس وتقول نحن جاهزون الآن لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الدوحة ستكون القيادة الفلسطينية جاهزة على الفور للتنفيذ, وللأسف حماس هي من تعيق المصالحة لأن رؤيتها ليست فلسطينية خالصة.  

مفاوضات السلام

 وزير الخارجية اللبناني صرح بأنه واهم جداً من يعتقد ان اسرائيل ستتفاوض مع الفلسطينيين للوصول إلى شيء إيجابي لانها تراهن على الوقت فما رأيكم?

 قد يكون كلام وزير الخارجية اللبناني صحيح, ليس لدينا ادنى شك بأن اسرائيل تراهن على الوقت من أجل تغيير المعالم على الأرض, وما حدث منذ اتفاق مدريد وحتى اليوم يؤكد ذلك ولكن هذه القناعة التي توفرت لدى صديقي الوزير اللبناني ولدى الكثيرين غير متوافرة لدى المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية والغرب, نحن نتعامل مع واقع فالقضية الفلسطنية لم تعد قضية داخلية بل دولية, ولهذا شكلت الرباعية الدولية وتدخلت دول كثيرة والآن الولايات المتحدة هي من يرعى المفاوضات, نحن بحاجة لكي تصل الادارة الاميركية وأوروبا الى نفس القناعة التي وصل اليها الوزير اللبناني. 

ونستطيع اقناعهم بذلك من خلال عدم انسحابنا من المفاوضات لأي سبب حتى لا يقال ان الفلسطينيين غير جادين في المفاوضات, ومن جهة ثانية ومن خلال الاجراءات التي تقوم بها

التعليقات