شاهد بالصور: احتفل بدون والديه.. الاسير المحرر "جندية" من قفص الاعتقال الاسرائيلي إلي قفص الزوجية "الغزّي"

غزة - خاص دنيا الوطن - محمد عوض
تعالت الزغاريد وصدح الشباب بالزفة وحُمل علي الأكتاف ورفع علم فلسطين والكوفية السمراء ، لوح للجماهير التي كانت محتشدة في حفلٍ أشبه بيوم وطني فلسطيني بإمتياز، غلب اللون الفلسطيني على العادات العائلية، رفع مسدسه بيمينه وفي يده اليسرى حمل كوفية الياسر ليرفع صوته عالياً أن الفرح يولد من عمق الجراح.
الأسير المحرر نهاد جندية الذي قضى في سجون الاحتلال أربعة وعشرون عام ، أطلق سراحه في الصفقة الأخيرة التي أبرمتها السلطو الفلسطينية مع الإحتلال الإسرائيلي وتم الإفراج عنه ، لتُعلن عائلته عن حفل زفافه بعد شهر من الإفراج عنه حيث بدأت التحضيرات علي قدم وساق .
دنيا الوطن حضرت حفل زفاف "نهاد" ووثقت فرحته بحفل زفافه في شارع النصر غرب مدينة غزة وبحضور زملائه الأسرى المحررين، إلي جانب الفصائل الفلسطينية والمؤسسات المهتمة بالأسري.
احتفلت عائلة جندية بزفاف إبنها الأسير المحرر " نهاد" في مهرجانٍ كبير ابدع علي خشبته الفنان الفلسطيني سامي الحرازين وباسم شخصة ، غنوا للوطن ولفلسطين وللأسري المحررين والقابعين خلف القضبان وإستذكروا الخالد ياسر عرفات وشهداء فلسطين دون أن يستثنوا أحد .
الأسير جندية قال في حديثه لدنيا الوطن خلال حفل زفافه "إن هذا الحفل خير دليل علي أن الإرادة الفلسطينية لآزالت مستمرة بداخلنا وبتنا متأكدين أن الفرج قريب علي كافة الأسرى الفلسطينين في سجون الإحتلال".
وواصل جندية في رسالة له للأسرى خلف القضبان وقال : "أنا اليوم برفقة زملائي بالسجن نحتفل بحفل زفافي رغم أنف السجان وقسوته إلا أننا لآزلنا متمسكين ان فلسطين من البحر للنهر وعاصمتها القدس الشريف ستكون حليفتنا في نهاية هذه المعركة المفتوحة مع الإحتلال الإسرائيلي، ورسالتي لكم أن الموعد قريب وسنحتفل بتحريركم وبزفافكم في حفل فلسطيني بإمتياز يشهد له القاسى والداني" .
وفي كلمة لعائلة جندية بالحفل : "إن هذا الحفل ليس لعائلة جندية فحسب بل إنه لكافة أطياف الشعب الفلسطيني وهي رسالة قوة وحدودية للفصائل الفلسطينية بالتوحد في وجه الاحتلال الغاشم ، وأن العريس نهاد هو إبن لكل الفلسطينيين من البحر حتي النهر"
وعلي هامش الحفل قدمت حركة فتح إقليم غرب غزة درع المحبة والوفاء للأسير المحرر "جندية " وألقت كلمة الفخار والعز علي منصة الحفل للعريس وعائلته الكريمة .
سيرة ذاتية عن الأسير المحرر نهاد جندية
نهاد جندية اعتُقل وهو طفل؛ لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، إلا أن إدارة السجن تعاملت معه كما تتعامل مع الكبار؛ في انتهاكٍ واضحٍ لـ"اتفاقية حقوق الطفل" و"اتفاقية جنيف الرابعة"؛ وحكمت عليه بالسجن لمدة 26 عامًا .
"جندية" اعتقل بتاريخ 13-7-1989 في فلسطين المحتلة عام 1948، ووجهت له تهم بقتل جنود "إسرائيليين, أمضى أكثر من نصف عمره خلف أقبية سجون الاحتلال.
ولد نهاد يوسف جندية (39عاماً), شرق مدينة غزة بحي الشجاعية, في السادس من شهر يناير –كانون ثاني- من عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين, ليكون الأخ الأصغر لخمسة ذكور وسبع بنات.
في سن السادسة كان جندية ضمن تلاميذ مدرسة "حطين" يحمل كتاباً ملوناً بأطياف الحرية, كلما فتح كتاب الطفولة يبصر بين صفحاته صورة الوطن الجريح, فلا يملك إلا أن ترتقي صفحات العز بحرية الوطن.
وتمضي الأيام ويتلقى "نهاد" تعليمه الإعدادي في مدرسة الفرات في الحي نفسه, ليكُبر على مقاومة الاحتلال. لم تكد تلتهب شرارة انتفاضة 1987, حتى اخذ "نهاد" يصول ويجول في كل ساحات الفداء والعطاء, هنا يرشق الحجارة , وهناك يشعل الإطارات.
وبعد مرور عامين على انتفاضة 1987 المباركة, كانت هناك مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمواطنين في "حي الشجاعية" استشهد خلالها صديقه الشهيد "عاطف عليان جندية", فقرر "نهاد " ورفيق دربه الأسير "محمد محمود حمدية" أن ينتقما ويثأرا لدماء الشهيد "عاطف".
بعد اتخاذ قرار الانتقام من الاحتلال الاسرائيلي, بتاريخ 13-7-1989, بدأ التنفيذ في اليوم نفسه بأن يقوم نهاد ورفيق دربه الأسير محمد بعملية داخل فلسطين المحتلة، وأن يقتلا أحد الاسرائيليين.
استقرت ساعة الصفر لدى الأسير "نهاد " في منطقة "قان يبنا" داخل أراضي الـ48، وقتلا أحد الاسرائيليين بالسلاح الأبيض. وأثناء انسحابهما إلى القطاع، انتشرت قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية" وحواجز تفتيش، وتم القبض عليهما لوجود آثار دم القتيل الاسرائيليين على لباسهم.
لم يتجاوز عمر "جندية" السادسة عشر حين تنفيذ العملية البطولية واعتقاله من قبل جنود الاحتلال, فقد كان مقدم أوراقة الثبوثية للحصول على "هوية الشخصية" التي لم يستلمها بعد.
وبعد التحقيق القاسي من الشبح والتعذيب، اعترف "جندية" بتنفيذه العملية, فقام الاحتلال، وبعد عدة محاكمات تم تأجيلها حتى اكتمل عمره إلى 18 سنة، باصدار الحكم 30سنة + 6 شهور. وبعد ذلك تم استئناف الحكم وخفض له 5 سنوات من الحكم الأصلي، وأصبح الحكم حالياً 25 سنة + 6 شهور.
وشكل خبر اعتقاله صدمه كبيرة جدا على عائلة, حيث مكث والده فترة قصيرة بعد اعتقاله وهو يبكي على ابنه ثم توفي. وبعد فترة من الزمن توفيت والدة الأسير أيضا، والحسرة تحرق قلبها على فلذة كبدها, وكما تم نسف منزلهم المكون من أربعة طوابق بعد اعتقاله مباشرة بتاريخ 19-7-1989.
لم يتمكن الأسير جندية طوال فترة اعتقاله الـ 24, من رؤيته أفراد عائلته, والأمر الأصعب على الأسير في سجنه, انهم يعرفون ملامحه طفلا لم يتجاوز "16عاماً" والآن هو يبلغ من العمر " 39" عاما.
يعتبر نهاد من الأسرى القدامى في سجون الاحتلال، حسب إحصاء صادر عن وزارة الأسرى، ومن أقدم 26 أسيرا من أسرى قطاع غزة لدى الاحتلال الاسرائيلي .















تعالت الزغاريد وصدح الشباب بالزفة وحُمل علي الأكتاف ورفع علم فلسطين والكوفية السمراء ، لوح للجماهير التي كانت محتشدة في حفلٍ أشبه بيوم وطني فلسطيني بإمتياز، غلب اللون الفلسطيني على العادات العائلية، رفع مسدسه بيمينه وفي يده اليسرى حمل كوفية الياسر ليرفع صوته عالياً أن الفرح يولد من عمق الجراح.
الأسير المحرر نهاد جندية الذي قضى في سجون الاحتلال أربعة وعشرون عام ، أطلق سراحه في الصفقة الأخيرة التي أبرمتها السلطو الفلسطينية مع الإحتلال الإسرائيلي وتم الإفراج عنه ، لتُعلن عائلته عن حفل زفافه بعد شهر من الإفراج عنه حيث بدأت التحضيرات علي قدم وساق .
دنيا الوطن حضرت حفل زفاف "نهاد" ووثقت فرحته بحفل زفافه في شارع النصر غرب مدينة غزة وبحضور زملائه الأسرى المحررين، إلي جانب الفصائل الفلسطينية والمؤسسات المهتمة بالأسري.
احتفلت عائلة جندية بزفاف إبنها الأسير المحرر " نهاد" في مهرجانٍ كبير ابدع علي خشبته الفنان الفلسطيني سامي الحرازين وباسم شخصة ، غنوا للوطن ولفلسطين وللأسري المحررين والقابعين خلف القضبان وإستذكروا الخالد ياسر عرفات وشهداء فلسطين دون أن يستثنوا أحد .
الأسير جندية قال في حديثه لدنيا الوطن خلال حفل زفافه "إن هذا الحفل خير دليل علي أن الإرادة الفلسطينية لآزالت مستمرة بداخلنا وبتنا متأكدين أن الفرج قريب علي كافة الأسرى الفلسطينين في سجون الإحتلال".
وواصل جندية في رسالة له للأسرى خلف القضبان وقال : "أنا اليوم برفقة زملائي بالسجن نحتفل بحفل زفافي رغم أنف السجان وقسوته إلا أننا لآزلنا متمسكين ان فلسطين من البحر للنهر وعاصمتها القدس الشريف ستكون حليفتنا في نهاية هذه المعركة المفتوحة مع الإحتلال الإسرائيلي، ورسالتي لكم أن الموعد قريب وسنحتفل بتحريركم وبزفافكم في حفل فلسطيني بإمتياز يشهد له القاسى والداني" .
وفي كلمة لعائلة جندية بالحفل : "إن هذا الحفل ليس لعائلة جندية فحسب بل إنه لكافة أطياف الشعب الفلسطيني وهي رسالة قوة وحدودية للفصائل الفلسطينية بالتوحد في وجه الاحتلال الغاشم ، وأن العريس نهاد هو إبن لكل الفلسطينيين من البحر حتي النهر"
وعلي هامش الحفل قدمت حركة فتح إقليم غرب غزة درع المحبة والوفاء للأسير المحرر "جندية " وألقت كلمة الفخار والعز علي منصة الحفل للعريس وعائلته الكريمة .
سيرة ذاتية عن الأسير المحرر نهاد جندية
نهاد جندية اعتُقل وهو طفل؛ لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، إلا أن إدارة السجن تعاملت معه كما تتعامل مع الكبار؛ في انتهاكٍ واضحٍ لـ"اتفاقية حقوق الطفل" و"اتفاقية جنيف الرابعة"؛ وحكمت عليه بالسجن لمدة 26 عامًا .
"جندية" اعتقل بتاريخ 13-7-1989 في فلسطين المحتلة عام 1948، ووجهت له تهم بقتل جنود "إسرائيليين, أمضى أكثر من نصف عمره خلف أقبية سجون الاحتلال.
ولد نهاد يوسف جندية (39عاماً), شرق مدينة غزة بحي الشجاعية, في السادس من شهر يناير –كانون ثاني- من عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين, ليكون الأخ الأصغر لخمسة ذكور وسبع بنات.
في سن السادسة كان جندية ضمن تلاميذ مدرسة "حطين" يحمل كتاباً ملوناً بأطياف الحرية, كلما فتح كتاب الطفولة يبصر بين صفحاته صورة الوطن الجريح, فلا يملك إلا أن ترتقي صفحات العز بحرية الوطن.
وتمضي الأيام ويتلقى "نهاد" تعليمه الإعدادي في مدرسة الفرات في الحي نفسه, ليكُبر على مقاومة الاحتلال. لم تكد تلتهب شرارة انتفاضة 1987, حتى اخذ "نهاد" يصول ويجول في كل ساحات الفداء والعطاء, هنا يرشق الحجارة , وهناك يشعل الإطارات.
وبعد مرور عامين على انتفاضة 1987 المباركة, كانت هناك مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمواطنين في "حي الشجاعية" استشهد خلالها صديقه الشهيد "عاطف عليان جندية", فقرر "نهاد " ورفيق دربه الأسير "محمد محمود حمدية" أن ينتقما ويثأرا لدماء الشهيد "عاطف".
بعد اتخاذ قرار الانتقام من الاحتلال الاسرائيلي, بتاريخ 13-7-1989, بدأ التنفيذ في اليوم نفسه بأن يقوم نهاد ورفيق دربه الأسير محمد بعملية داخل فلسطين المحتلة، وأن يقتلا أحد الاسرائيليين.
استقرت ساعة الصفر لدى الأسير "نهاد " في منطقة "قان يبنا" داخل أراضي الـ48، وقتلا أحد الاسرائيليين بالسلاح الأبيض. وأثناء انسحابهما إلى القطاع، انتشرت قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية" وحواجز تفتيش، وتم القبض عليهما لوجود آثار دم القتيل الاسرائيليين على لباسهم.
لم يتجاوز عمر "جندية" السادسة عشر حين تنفيذ العملية البطولية واعتقاله من قبل جنود الاحتلال, فقد كان مقدم أوراقة الثبوثية للحصول على "هوية الشخصية" التي لم يستلمها بعد.
وبعد التحقيق القاسي من الشبح والتعذيب، اعترف "جندية" بتنفيذه العملية, فقام الاحتلال، وبعد عدة محاكمات تم تأجيلها حتى اكتمل عمره إلى 18 سنة، باصدار الحكم 30سنة + 6 شهور. وبعد ذلك تم استئناف الحكم وخفض له 5 سنوات من الحكم الأصلي، وأصبح الحكم حالياً 25 سنة + 6 شهور.
وشكل خبر اعتقاله صدمه كبيرة جدا على عائلة, حيث مكث والده فترة قصيرة بعد اعتقاله وهو يبكي على ابنه ثم توفي. وبعد فترة من الزمن توفيت والدة الأسير أيضا، والحسرة تحرق قلبها على فلذة كبدها, وكما تم نسف منزلهم المكون من أربعة طوابق بعد اعتقاله مباشرة بتاريخ 19-7-1989.
لم يتمكن الأسير جندية طوال فترة اعتقاله الـ 24, من رؤيته أفراد عائلته, والأمر الأصعب على الأسير في سجنه, انهم يعرفون ملامحه طفلا لم يتجاوز "16عاماً" والآن هو يبلغ من العمر " 39" عاما.
يعتبر نهاد من الأسرى القدامى في سجون الاحتلال، حسب إحصاء صادر عن وزارة الأسرى، ومن أقدم 26 أسيرا من أسرى قطاع غزة لدى الاحتلال الاسرائيلي .















