الحياة اللندنية "تغرم" والقضاء يأمر بحجز مكتب العراق لسرقتها تحقيق المقابر المسيحية في النجف

رام الله - دنيا الوطن
اصدرت دائرة تنفيذ الكرادة ببغداد امرا بحجز مكتب صحيفة الحياة اللندنية فرع العراق ،بعد مصادقة محكمة التمييز الاتحادية على الحكم الصادر من محكمة استئناف بغداد ،حكما يقضي بالزام جريدة الحياة اللندنية وغسان شربل رئيس تحرير الحياة وفاضل رشاد مراسلها في العراق بدفع مبلغ خمسون مليون دينار عراقي وذلك عن قيامها بنشر تحقيق تم سرقته من صحيفة الاصالة العراقية تحت عنوان المقابر المسيحية في النجف الاشرف يعود لكاتبه الاصلي الصحافي المعروف حيدر حسين الجنابي ونسبته الى احد صحافييها المدعو فاضل رشاد الحياة اللندنية في الوقت الذي تحتفل الحياة اللندنية بمرور ربع قرن على تأسيسها .
وقد رفع الشكوى الصحافي العراقي حيدر حسين الجنابي الذي نشر تحقيقا صحفيا بعنوان ( المقابر المسيحية في النجف ،النجف تضم اكبر مقبرة للمسيحيين القدامى) في صحيفة الاصالة  والذي نشرته صحيفة الحياة اللندنية فيما بعد  باسم مراسلها فاضل رشاد .
واكد المحامي الدكتور محمد الطائي وكيل الصحفي حيدر الجنابي  لوكالة النجف نيوز  ( تعتبر من الدعاوى المميزة جدا ، في نوعها ومدتها اشترك فيها معي المحامي علي البياتي  ، فالدعوى القضائية قضى فيها تسعة قضاة واحد من محكمة النشر والاعلام وثلاثة من محكمة الاستئناف وخمسة من محكمة التمييز ، واشترك فيها 24خبيرا،  خمسة خبراء في الملكية الفكرية من وزارة الثقافة  وثلاثة خبراء من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وستة خبراء من اساتذة كلية الاعلام ،وعشرة من الخبراء القانونيين ،واستمرت الدعوى القضائية من 12-12-2011 ولغاية 24-7-2013 ما يقارب سنة وسبعة اشهر (19شهرا )وتعتبر اول دعوى تدخل الى وزارة الثقافة العراقية ).
واضاف (ان الموضوع لا يعد خبرا وانما هو بحث علمي تم اعداده بعد ان بذل فيه الصحفي حيدر الجنابي جهدا ملحوظا حيث قام بعمل ميداني وتصوير فوتوغرافي وذكر فيه معلومات تاريخية وحقائق اثرية تتعلق بمقبرة المسيحيين في النجف لم تكن معروفة من قبل ذلك البحث . 

في حين ان المستأنف عليه نقل البحث حرفيا ولم يقم بإجراء أي مقابلات ولم يبذل فيه جهدا ملحوظا لدينا....الخ ،وقابل فيه اصحاب العلاقة ،واعترفت دائرة الاثار بإجرائه التحقيق بعد ان ارسلت المحكمة كتابا تستفسر فيه عن الصحافي الذي إجرى اللقاء الصحفي مع محمد هادي بدن الميالي مدير اثار وتراث محافظة النجف الاشرف بحسب (الكتاب رقم 99/ نشر مدني 2011في 16/1/2012) وكان جواب مفتشية اثار النجف بكتابها (العدد29في 17/1/2012) ان حيدر الجنابي هو الذي اجرى اللقاء وليس فاضل رشاد، فمن اهم شروط حماية حق المؤلف هو الاصالة . وحسب قانون حق المؤلف العراقي رقم (3 ) لسنة 1971 المعدل ، المنشور في الوقائع العراقية العدد1957في 21/1/1971 والذي عدل بموجب امر سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 83سنة 2004 المنشور في الوقائع العراقية بالعدد3984 في حزيران 2004، ويكون التحقيق موضوع الدعوى والمؤلف مشمول بالحماية " 

وبين الطائي (ان موضوع الدعوى له علاقة بأحكام قانون حق المؤلف رقم 3 لسنة 1971 والمعدل بقرار سلطة الائتلاف المؤقتة المرقم 83 لسنة 2004 حيث انه يتعلق بحماية المصنفات الاصلية في الآداب والفنون والعلوم وذلك لان التحقيق موضوع الدعوى هو عبارة عن بحث علمي مدروس وقد بذل فيه مؤلفه وقتا وجهدا واجرى فيه مقابلات . ويمكن ان نلاحظ ان مراسل الحياة فاضل رشاد قد خالف نص المادة (1) والمادة (2) والمادة(3)و المادة (7) والمادة (10) والمادة(14)و المادة (15) والمادة (17) والمادة(49)، واستنادا الى المادة 44 ( لكل مؤلف وقع التعدي على حق من حقوقه المقررة بمقتضى احكام هذا القانون الحق بتعويض مناسب ، ويؤخذ بالاعتبار ، عند تقدير التعويض ، المنزلة الثقافية للمؤلف والقيمة الادبية والعلمية والفنية للمصنف ومدى الفائدة التي حصل عليها المعتدي من استغلال المصنف). 
من جانبه اكد الصحافي حيدر حسين الجنابي في تصريح خاص لوكالة النجف نيوز "انتهاء الدعوى القضائية لصالحي تمثل انتصارا للصحافة العراقية والقانون العراقي وتشكل الضربة الكبرى لجميع وسائل الاعلام التي تعتمد على السرقة الصحفية ولا انسى ان اقدم شكري وتقديري  الى وكيلاي المحاميان الرائعان الدكتور محمد الطائي الذي ابلى بلاءا وقدم كل ما ممكن ودافع بإخلاص وشرف عن قضيته وايضا المحامي علي البياتي لما بذلا من جهد جبار وكبير في هذه الدعوى وادوا واجبهم بكل امانة وعلمية واقدم كل الشكر والتقدير والعرفان للجهود الكبيرة للقضاة والخبراء  الذين ادوا واجبهم بكل امانة ومهنية وحياد واتخذوا الراي والقرار العادل ونصروا القضية التي تعتبر سابقة من سوابق القضاء العراقي في قضايا النشر والاعلام ".

 وبين "ان الحياة وبعد انتهاء الدعوى واكتساب الحكم الدرجة القطعية قدم وكيلاها لائحة تمييزية الى محكمة التمييز خارج المدة القانونية بقصد المماطلة والتسويف هذا من جانب ، ومن جانب اخر قدمت امام محكمة الاستئناف دعوى اعادة المحاكمة ،تشتمل على اسباب مكررة وواهية ايضا بقصد المماطلة والتسويف ليس الا " .

واوضح الجنابي " نشرت تحقيقا صحفيا يخص العثور على مقبرة للمسيحيين القدامى في النجف  في صحيفة الاصالة في  1/8/2011 وتفاجأت بنشر تحقيقي في جريدة الحياة اللندنية في 13/9/2011 باسم فاضل رشاد مع تغيير للعنوان وبعض الكلمات وبتاريخ 12/12/2011رفعت دعوى قضائية ضد رئيس تحرير جريدة الحياة اللندنية غسان شربل في لندن  اضافة لوظيفته ومراسل الحياة فاضل رشاد  في العراق  وتم الحكم بتغريم رئيس التحرير غسان شربل ومراسلهم فاضل رشاد بعد سنتين من المعارك القانونية  في المحاكم لأثبات  حقي في التحقيق "..
واضاف  الجنابي ( عند تنفيذ الحكم النهائي  لدى دائرة تنفيذ الكرادة الصادر من محكمة الاستئناف الاولى/ بغداد الرصافة الاتحادية ، بعد المصادقة عليه من محكمة التمييز وتم تبليغ مكتب صحيفة الحياة فرع العراق الذي يقع في العاصمة بغداد،و تبليغ غسان شربل رئيس تحرير جريدة الحياة اللندنية و فاضل رشاد مراسل الحياة ، وبسبب عدم تنفيذ الحكم ومراجعة دائرة التنفيذ لتسديدهم مبلغ خمسون مليون دينار ، اصدر المنفذ العدل في  دائرة التنفيذ في الكرادة التابعة لوزارة العدل  قرارا بحجز مكتب صحيفة الحياة اللندنية الواقع امام فندق شيراتون ، وتم  تشكيل لجنة وعند قيام اللجنة بإجراءات تنفيذ قرار المنفذ العدل بالحجز على المكتب الحياة اللندنية في بغداد فوجئت اللجنة بان المكتب المذكور قد تم غلقه والانتقال الى جهة مجهولة وكان ذلك بعد ايام قليلة من تبليغهما بقرار الحكم .

مبينا  " ان خبراء الاعلام والقانون في الدعوى القضائية اعتبروا ان الاعتداء الحاصل لا يتعلق بنشر المعلومة ونشر التحقيق  اذ طالما تم نشره في الجريدة فبإمكان أي جهة اعادة النشر وهذا النشر حق متاح و مباح لجميع وسائل الاعلام ، والمحظور والممنوع هو في نسبة هذا التحقيق  لشخص اخر مما حقق اركان وشروط المسؤولية الفكرية والادبية فلم ينشر باسمي او بدون اسم ولم توضع عليه كلمة ( متابعة) ، ولم يأخذ اذن كتابي مني بالنشر فالسرقة  تتعلق بالاستحواذ على جهد علمي وهذا الراي اجمع عليه 14خبيرا وعدوا  الموضوع لا يتعلق بتشريعات الصحافة والاعلام بما فيها حق النشر او نقل المعلومة او النبأ او حرية الاعلام والرأي وحددوا التعويض (خمسين مليون دينار عراقي )حسب المنزلة الثقافية للمؤلف والقيمة الادبية والعلمية  للتحقيق ومدى الفائدة التي حصلت عليها جريدة الحياة مما حقق شهرة لها aالاثري والخاص بالعثور على مقبرة للمسيحيين ونشره في جريدة عالمية"

مؤكدا ان" الخبراء اعتبروه بحث علمي مميز يحتوي معلومات تاريخية واثرية جديدة تتعلق بمقبرة المسيحيين في النجف لم تكن معروفة قبل ذلك البحث ، وبالاطلاع على كتاب دائرة اثار وتراث محافظة  النجف ومطابقة  الموضوعان المنشوران في الصحيفتين ( الاصالة ، والحياة اللندنية )الذين اتسما بوجود نسبة عالية من التطابق في عدد المتحدثين وهويتهم وحجم ونوع وتفاصيل المعلومات التاريخية ما يشير الى حالة الانتهاك حق الملكية الفكرية وتأكدنا من وجود حالة السرقة والاقتباس غير القانوني والمهني الذي تسبب بالضرر المادي والمعنوي للصحفي حيدر الجنابي ،وترى هيئة الخبراء  ان القضية موضوع الدعوى تمثل خروجا على قواعد العمل المهني  (الصحفي) وتمثل حالة من السرقة الادبية وانتهاكا لحقوق الملكية الفكرية ،واستحقاقي للتعويض ونشر اعتذار لي في جريدة الحياة اللندنية "
موضحا ان" راي الخبراء التسعة ينص (نقدر قيمة التعويض الذي يستحقه المستأنف مبلغ قدره (50,000,000) خمسون مليون دينار عراقي استنادا لنص المادتين (45,44) من قانون حق المؤلف فضلا عن مطالبتهم برفع الموضوع من ارشيف جريدة الحياة اللندنية ، حسب المادة 46(1- أ ) (مطالبة المتعدي بوقف انشطة المخالفة للقانون ونشر اعتذار رسمي في صحيفة الحياة اللندنية بنسختيها الالكترونية والورقية).

وختم قوله "ان الخبراء الخمسة كان رايهم مقارب للخبراء التسعة الذي جاء في تقريرهم (ان الموضوعان المنشوران في الصحيفتين ( الاصالة ، والحياة اللندنية ) اتسما بوجود نسبة عالية من التطابق في عدد المتحدثين وهويتهم وحجم ونوع وتفاصيل المعلومات التاريخية ما يشير الى حالة الانتهاك حق الملكية الفكرية بالنسبة للمستأنف .وان القضية موضوع الدعوى تمثل خروجا على قواعد العمل المهني  (الصحفي) وتمثل حالة من السرقة الادبية وانتهاكا لحقوق الملكية الفكرية ، ما يترتب على ذلك ضررا ماديا ومعنويا للمستأنف عليه ، وعليه نعتقد باستحقاقه للتعويض فضلا عن استحقاقه اعتذارا ينشر في صحيفة المستأنف عليه)".

التعليقات