دنيا الوطن تكشف : "أبو عمّار" استعدّ لتفجير نفسه خلال حصاره في المقاطعة

دنيا الوطن تكشف  : "أبو عمّار" استعدّ لتفجير نفسه خلال حصاره في المقاطعة
رام الله -خاص دنيا الوطن
هو ياسر عرفات .. ربما لكل مواطن فلسطيني في الداخل والشتات قصة معه .. قدره أن تبقى ذكراه حيّة في عقول وقلوب الفلسطينيين بلا استثناء ..

دنيا الوطن بحثت ولا زالت عن قصص لا زالت حيّة في عقول المواطنين وبطل تلك القصص ياسر عرفات ..

ظافر النوباني .. مسؤول ملف المساعدات الانسانية بمكتب الرئيس , عايش أبو عمار في الحصارين الأخيرين .. عرف الكثير وكان شاهد عيان على حصار ظالم أسفر عن قتل ياسر عرفات بالنهاية ..

يتحدث لدنيا الوطن وكأنه لا زال يعيش في الحصار ذاته .. قصص تُحكى وأخرى يتحفظ عليها .. كل ساعة حكاية , هكذا وصف ظافر النوباني حياته في الحصار مع ياسر عرفات ..

دنيا الوطن تنشر حكايا "النوباني وعرفات" 

إلى الحلقة الرابعة والأخيرة ..

متضامنون أجانب قدموا من كافة بلدان العالم .. جلهم من المثقفين والمفكرين . تقدميّون آمنوا بقضيتنا العادلة فانتفضوا لنصرة ياسر عرفات .. شكّلوا بحسب شهادة النوباني لدنيا الوطن درعاً واقياً لياسر عرفات من أي حماقة إسرائيلية كانت تفكّر بها ..

اشتدّ الحصار المفروض على المقاطعة .. بدأت الدبابات الاسرائيلية اقتحام كل مكان بالمقاطعة وبقي المبنى الذي تتواجد به غرفة ياسر عرفات , وبدأ جنود الاحتلال بالحفر بها من اعلى .

يقول النوباني :"كان أبو عمار يتوقع ان يقوم جنود الاحتلال بمحاولة اختراق مكتبه لاعتقاله او لاطلاق انواع معينة من الغاز واعتقاله بعدها , فاجتمع عرفات في حينها بـ"أبو عوض" قائد القوة الـ 17 وكان مطلوباً لاسرائيل ".

يكمل النوباني :" سال ابو عمار ابو عوض عن كمية الـ TNT الموجودة في المقاطعة فأجابه انها تقريبا 50 كيلوجرام فطلب ابو عمّار من ابو عوض بتجهيز القنبلة كاملة والتأكد انها في وضع الاستعداد , فوجيء ابو عوض من طلب ابو عمار لكن الاخير كان حازماً وجاداً وما كان من ابو عوض الا الالتزام"

يقول النوباني :"تم تجهيز ما طلب ابو عمار وكانت المتفجرات اسفل مكتبه".

يقول النوباني :"قال ابو عمار يومها لأبو عوض أن اسرائيل تحاول اذلاله وكسر هيبة الشعب الفلسطيني المناضل وتحاول اسقاط كوفيته , فبحسب ما يعتقد ابو عمار كانت اسرائيل تخطط لاعتقاله واذلاله باسقاط كوفيته التي اشتهر بها "

يستطرد النوباني :"طلب ابو عمار من ابو عوض انه في حال ارتكبت اسرائيل تلك الحماقة فانه سيقاتل حتى اخر رصاصة بحوزته , ولو حاول الاسرائيليون اعتقاله أعطى أوامر لأبو عوض بتفجير الغرفة به دون انتظار أوامر أخرى "

ينتقل النوباني لقصة "كويفا الايرلندية" , التي وصفها بجملية المتضامنين .

يقول النوباني :"أبو عمار جهز السواتر الحديدية التي تقطع وصول الجنود الاسرائيليين لداخل مقر المقاطعة بأفكار غريبة وأثثبتت نجاعتها , وعندما كان يقاطعه أحدهم معترضاً كان يرد عليه (احترموا هندستي) " .

ومن المعروف ان ياسر عرفات مهندس مدني تخرج من القاهرة


يستذكر النوباني قصة كويفا :"جاءت مع المتضامنين وكانت تعيش معنا , وفي يوم جاءت وطلبت مغادرة المقاطعة .. فوجئت بطلبها وحاولت اقناعها بان الأمور الأمنية بالخار سيئة ولا تستطيع الخروج , لآن الجيش الاسرائيلي حاصر المقاطعة ودباباته لا تبعد عن الوابة الرئيسية التي اغلقناها بالسواتر الحديدية سوى أمتار قليلة" .

يضيف النوباني :"ألحّت كويفا بطلبها لمدة 3 ايام حتى أبلغت ياسر عرفات , طبعاً كان من الصعب استمرار اقناعها حتى لا يأخذ أي متضامن صورة أننا نحتجز المتضامنين كرهائن أو يصوّر ذلك الاعلام الغربي ".

يقول النوباني :"في اليوم الثالث سألتها , إن اساء احد معاملتها او ضايقها فتؤكد عكس ذلك تماماً , إلى أن اعترفت لي بالقصة".
يقول النوباني "فوجئت بقولها لي أنّها تريد التوجه لمخيم جنين , فهي تعشق مقاوم هناك من عائلة السعدي وتريد الذهاب اليه والاطمئنان عليه" .

يضيف النوباني :"كان الهاتف الوحيد الذي باستطاعتنا استخدامه هو هاتف المتضامنة الفرنسية واقترحت عليها اجراء اتصال بالسفير الايرلندي في اسرائيل ليقوم بعمل تنسيق لها للخروج من الحصار , فتحدثت معه واستغرب السفير وجود متضامنة من بلده في الحصار ووبخها وقال لها , حضّري نفسك للخروج من الساعة 12 منتصف الليل حتى ال6 صباحاً ".

توجهت لياسر عرفات لابلاغه بالقصة , والحديث للنوباني , ويكمل :"بعد ان اخبرت ياسر عرفات القصة وكان بجواره اهم القيادات الامنية والعسكريين , فهبّ واعلن حالة الطواريء .. وعند سؤاله عن السبب استغرب من مواعيد الخروج التي اعطاها السفير للمتضامنة الايرلندية ولماذا 6 ساعات فقط ولماذا قيل لها بعد دقيقة من الساعة السادسة ستقتلي !؟؟" 

يقول النوباني :"اعلن عرفات الاستنفار وامتشق سلاحه ولم ينم ليلتها مرابطاً , يتوقع عرفات بدء الهجوم على المقر الساعة السادسة صباحاً , اي بعد المهلة التي اعطيت للمتضامنة الايرلندية , وهكذا اقتنع ولهذا السبب اعلن الاستنفار" .

يكمل النوباني حكايته :"انتهى اليوم ولم يبدأ الهجوم كما توقع أبو عمّار , وخرجت كويفا بسلام بحسب ما تم التنسيق لها" ..

بعد وصل الكهرباء اثناء زيارة وزير الخارجية الامريكية كولن باول يقول النوباني :"كنت اشاهد قناة الجزيرة القطرية فاذا بصورة لكويفا وهي ترقد على سرير بمستشفى جنين " , تحدث النوباني إلى محافظ المدينة في حينها قدورة موسى وطلب منه ايصاله لكويفا للاطمئنان عليها .. يكمل النوباني :"تحدثت مع كويفا فأخبرتني أنها بخير وأن (حبيبها) بخير ولم يمسسه سوء وانه يقاوم الاحتلال في مخيم جنين".

لمتابعة الحلقات السابقة :



التعليقات