دنيا الوطن في المنزل "الزينكو" : غزل ويزن .. ينامان في الخزانة ليحلما بالبيت والحليب

دنيا الوطن في المنزل "الزينكو" : غزل ويزن .. ينامان في الخزانة ليحلما بالبيت والحليب
غزة -خاص دنيا الوطن-من علاء الحلو
احترت كثيراً وأنا أفكر بمقدمة يمكنها أن تصف حال تلك الأسرة، لكني لم أجد، فقررت أن تكون القصة دون مقدمة، فعدنا يجتمع الفقر والعوز والمرض والحرمان والضيق في غرفة واحدة لا يغطيها سوى الله وألواح من الزينكو، حينها لا يعد للكلام معنى أو قيمة.

غزل "سنتين ونصف" ويزن "سنة" لا ينامان ترفا في خزانة الملابس كبقية الأطفال المشاكسين، بل هرباً من برد الغرفة اللاذع، ومن قطرات الماء التي تتجمع على ألواح الزينكو وتتساقط على ملامحهم الجميلة، دفء الملابس وحده ما يمكن أن يشعرهم بالأمان.

زوايا الغرفة لا تبدو وكأنها غرفة شابين لا تتعدى سنين زواجهما أصابع اليد الواحدة، بل تبدو وكأنها غرفة عجوزان أنهكهما الفقر والحاجة، وذلك التلفاز وتلك السجادة التي تبرع فيها جارهما، لم يزيدا المكان جمالاً، فرائحة الحمام داخل الغرفة تنذر بمشكلة ما.

أصيب علاء الغندور 29 عام والد الأطفال الثلاثة "غزل، يزن، ووسيم" عام 2002 في حي الزيتون بعدة شظايا وطلقات نارية في القدم، كذلك أصيب بشظية كبيرة في ظهره في حرب 2008/2009 أدت الى تمزق شرايين العمود الفقري، وأخذ على اثرها 72 غرزة داخلية وخارجية.

بعد اصابته فرزت له مؤسسة أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية راتب "900 شيكل" ولكن قطعت عنه كوبونة الشئون باعتباره يحصل على راتب، ويعيل الغندور المتزوج منذ 4 سنوات أمه المقعدة ووالده الذي يعاني من جلطة في القلب وأخته الأرملة اضافة الى شقيقه العاطل عن العمل.

ويقول لدنيا الوطن : "الراتب الذي أتقاضاه لا يكفي لشئ في ظل كل هذه المتطلبات، وفي نفس الوقت لا أستطيع العمل بسبب اصابتي في أنحاء جسدي، لا أستطيع الوقوف كثيراً، وقد أخبرني الأطباء أنه سيتم استئصال قدمي في حال تعرضت لأي ضربة قوية أو ارهاق كبير".

نظر علاء الى أطفاله نظرة شخص لا يملك حولاً أو قوة، وأدمعت عيناه قبل أن يكمل قائلاً: "الزينكو مهترئ جداً وماء المطر يدخل علينا من كل النواحي، وطفلتي الصغيرة تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي وتحتاج لحليب "F 26"، وكانت امرأة تتبرع لها كل شهر بعلبتين ولكن بعد أن ماتت تلك السيدة صرت أشتري لها حليب المؤن لعدم قدرتي على شراء الحليب المطلوب.

ويستكمل علاء لمراسلنا : "يتقطع قلبي عندما أرى أبنائي، لو حدث لي شئ سيتشردوا، فالغرفة التي نسكن فيها غير مهيأة للسكن، لا يوجد بها حمام نظيف وكل أدوات السباكة الموجودة في حمام الغرفة الصغير غير صالحة، أنا لا أستطيع توفير أبسط مقومات الحياة لأبنائي ولزوجتي".

ويضيف: "أنا لا أطالب سوى ببناء بيت صغير حتى لو كان مكوناً من غرفة واحدة لها سطح اسمنتي يمكنني وضع أشيائي عليه، ويحمينا من البرد القارص في الشتاء والحرارة العالية في الصيف والتي تجعل الغرفة أشبه بمغطس الدجاج".

أما زوجته فاطمة، والتي تعاني من ضعف في السمع في احدى أذنيها، فتقول: "وضعنا سيئ للغاية، أولادي يناموا في الخزانة لعدم وجود متسع في غرفتنا الضيقة التي تكاد لا تتسع لطقم زواجنا والأدوات التي تبرع فيها الناس لنا، كل ما تراه في الغرفة هو من تبرع أهل الخير، ونحن بحاجة الى مكان مناسب يحمي الأطفال من المرض".

وتضيف لدنيا الوطن: "تركت لزوجي البيت أكثر من مرة وذهبت الى بيت أهلي لعدم قدرتي على تحمل الوضع المأساوي، لكني كنت أرجع بعد الحاح والدتي، كذلك وحزني على أطفالي، أنا أتغاضى عن الوضع السيئ على أمل أن يصبح أفضل، وأن يتم توفير منزل صغير يؤوينا من البوس الذي نحياه".

وتبقى عيون فاطمة وعلاء وأطفالهم معلقة وبقية الحالات المشابهة على أمل التفات الحكومة والجمعيات الخيرية والمؤسسات التي تعنى بتوفير حياة كريمة للمواطنين، خاصة في ظل الأجواء الباردة والتي تهيئ لدخول فصل الشتاء الذي سيكون قاسياً جداً عليهم هذه المرة.

للتواصل مع الحالة 0597904448





التعليقات