وزارة العمل وGIZ يختتمان الأسبوع الوطني لتعزيز فرص التشغيل

وزارة العمل وGIZ يختتمان الأسبوع الوطني لتعزيز فرص التشغيل
رام الله - دنيا الوطن
اختتمت وزارة العمل الفلسطينية ومؤسسة GIZ، اليوم الأحد، الأسبوع الوطني لتعزيز فرص التشغيل، وذلك بعقد مؤتمر التشغيل بتنظيم من جامعة القدس المفتوحة وبالشراكة مع اتحاد الغرف التجارية.

وشارك في فعاليات المؤتمر الذي استضافته غرفة تجارة وصناعة الخليل ممثلين عن القطاع الخاص الفلسطيني والمؤسسات الشركات في جميع محافظات الوطن وعدد كبير من خريجي الجامعات الفلسطينية والمهتمين.

وأكد وزير العمل الفلسطيني د. أحمد مجدلاني، على شراكة وزارة العمل مع القطاع الخاص الفلسطيني ومع الجامعات المختلفة خصوصاً القدس المفتوحة لفتح مراكز ومكاتب للتشغيل في الجامعات ومن أجل الإرشاد والتوجيه المهني ولإيجاد فرص العمل للخريجين أيضا، وذلك في إطار الشراكة التي تحرص وزارة العمل على تجسيدها، مضيفاً ان الوزارة تعتقد أن مشكلة البطالة لا تستطيع الحكومة لوحدها مواجهتها بل على كل الأطراف تحمل مسؤوليتها.

وأشار مجدلاني، أن وزارة العمل ركزت على ثلاث استراتيجيات لمحاربة البطالة الأولى الإستراتيجية الوطنية للتشغيل، مطالبا بالتوجه لمكاتب التشغيل التابعة لوزارة العمل للتشغيل في مكاتب التشغيل ليمكنا ذلك من التعاون مع وزارة العمل، وكذلك أطلقت الحكومة صندوق التشغيل الفلسطيني رغم المشاكل في التمويل إلا أن الصندوق قدم إضافة نوعية في هذا المجال.

وأوضح مجدلاني، أن الإستراتيجية الثالثة لمعالجة مشكلة البطالة أطلقت الحكومة إستراتيجية التدريب المهني والتقني في فلسطين، بمشاركة عدد من الوزارات، لأننا نعتقد أن أحد الإشكاليات الرئيسة في البطالة هو نظام التعليم في فلسطين.

وأضاف أنه رغم البطالة العالية في فلسطين يوجد نقص شديد في عدد من القطاعات أبرزها قطاع الإنشاءات والبناء، لذا يجب على القطاع الخاص أن يولي أهمية أكبر للاستثمار في القطاع المهني، لأنه سيحل مشكلة البطالة.

ولفت مجدلاني إلى أنه جرى توفير 500 فرصة عمل خلال الاسبوع الوطني لتعزيز فرص التشغيل، ونحو 250 فرصة تدريب في مختلف المدن الفلسطينية.

من جانبه، قال أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، إن أبرز المشاكل التي تواجه الشباب الفلسطيني هي البطالة، والتي يتسبب بها الاحتلال بشكل رئيس عبر سعيه منذ احتلال فلسطين إلى تقليص فرص العمل، بعد أن فشل في تحويل الشعب الفلسطيني إلى قطاعات من العمالة لديه.

وأضاف أ. د. عمرو، أن التغلب على البطالة يحتاج إلى أمرين استراتيجيين الأول حسن التخطيط وحسن استنباط الأنظمة والقوانين والمعايير الناظمة لحياتنا كافة، وأن لا نبقى نعيش بلا نظرة فاحصة لما يجري، وأكبر دليل على ذلك أن بلادنا فلسطين لا تستحق أكثر من أربع إلى خمس جامعات فقط.

وأوضح أ. د. عمرو، أن جامعة القدس المفتوحة ومنذ تأسيسها وضعت مهمة التعليم إلى جانب مهمة التأهيل الوطني ووضعت نصب أعينها أنها جامعة في وطن ووطن في جامعة، وانتشرت مراكزها في 23 منطقة في ربوع الوطن والخارج، واعدت نظام التدريب والتأهيل إلى جانب التعليم، فلا يتخرج الطالب دون تأهيل وتدريب على ايدي كوادر متميزة في متابعة الخريجين مما يؤدي إلى تقلص نسبة البطالة في خريجي القدس المفتوحة.

وأشار عمرو، إلى فلسطين تفتقر لخطة إستراتيجية وطنية للتعليم العام، وهو ما يزال منذ الاحتلال وما قبله يعتمد على العشوائية وكأن المسألة تتوقف عند محو الأمية، لان المرحلة الإلزامية هي الفيصل في تحديد المواهب بعدها يوجه الطلبة لمرحلة انتقالية لفحص وصقل المواهب، ثم المرحلة الأخيرة من التعليم العام وهي الفرز والتوجيه للتخصصات التي يبدع فيها الطلبة، متسائلا لماذا لا توضع خطة إستراتيجية من قبل وزارات التربية المتعاقبة للتعليم؟

وقدم شكره لمن نظم هذا المؤتمر، وقال إنه من أهم المؤتمرات التي يحتاجها الوطن في الوقت الراهن، متمنيا أن يصل المؤتمر إلى توصيات قابلة للتطبيق.

إلى ذلك قال أ. اندرياس كونغ مدير برنامج التدريب المهني وسوق العمل في مؤسسة (GIZ)، إنه سعيد بهذا المؤتمر باعتباره يتم بالتعاون مع القطاعين التعليمي والخاص الفلسطينيين، وهذا التعاون مهم مع القطاع الخاص بصفته المولد الرئيس للعمالة والتشغيل في فلسطين الآن وفي المستقبل.

وأوضح أنه يشارك الآن في اللقاء الثالث ضمن الأسبوع الوطني للتشغيل، ووجه رسالة إلى الجميع للاستفادة في روح التعاون التي تمت بين القطاعات المختلفة في هذا المجال لإحداث فرص عمل جديدة في فلسطين، فهذا الحوار ما بين القطاعات الحكومية والخاصة والتعليمية يجب أن يستمر لأنه يخلق واقعا جديدا.

من جانبه، قال د. محمد شاهين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وعميد شؤون الطلبة بجامعة القدس المفتوحة، إنه المؤتمر يأتي في اطار سعي وزارة العمل ومؤسسات التعليم العالي وعلى رأسها القدس المفتوحة والقطاعين العام والخاص لمعالجة مشكلة البطالة المتزايدة بصفتها أكبر تحديات التنمية في فلسطين، خصوصا في صفوف الشباب والخريجين.

وأضاف شاهين، أن المؤتمر يهدف إلى تقييم سوق العمل وإيجاد تصور لإستراتيجية وطنية لمكافحة البطالة في فلسطين، للخروج بفهم مشترك لإشكاليات التشغيل في فلسطين عبر تشخيص دقيق لقطاعات سوق العمل، ويهدف لإبراز واقع القوة التشغيلية في فلسطين، وتحديد مساهمة التشغيل بعامة في رفد سوق العمل بالخريجين، وكشف الفجوة بين سوق العمل والباحثين عن العمل، وبيان دور مؤسسات التعليم المهني في تعزيز فرص التشغيل، وإبراز أهمية المؤسسات الوطنية في تعزيز فرص التشغيل.

وأوضح شاهين أن المؤتمر يسعى للخروج برؤية للعمل على تقليل البطالة، عبر المواءمة بين التعليم العالي وسوق العمل، وخلق فرص لتبادل المعرفة في مجالات ريادة الأعمال والتعليم، ووضع تصورات لإجراءات متبادلة وعلاقة بين سوق العمل ومؤسسات التعليم والتدريب.

وقال إن المؤتمر يأتي تتويجا للأسبوع الوطني لتعزيز فرص التشغيل، لضمان رؤية اقتصادية وإستراتيجية عامة من أصحاب الاقتصاد قدم في جلساته، تقدم بالشكر لوزارة العمل التي بادرت بهذا النشاط المميز، وإلى الهيئة التنظيمية وهي جامعة القدس المفتوحة بكافة كوادرها وإداراتها العاملة.

وألقى محمد غازي الحرباوي رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل، كلمة اتحاد الغرف التجارية، تحدث فيها عن أهمية الخليل كقلعة للاقتصاد الوطني بريادة غرفة الخليل الصناعية والتجارية، وأن الغرف التجارية في فلسطين تسعى لتقليص نسبة البطالة لحماية الآمن المجتمعي في فلسطين، خصوصا أن فئة البطالة تصل بين الفئة المتعلمة إلى ما يقارب 40%.

وأوضح الحرباوي، أنه نظرا للصبغة الصناعية لهذه المدينة التي تتضمن قرابة 3 آلاف منشأة يعمل فيها 28 ألف مواطن ويزيد، فإن اتحاد الغرف التجارية يسعى لإيجاد مصانع جديدة تستوعب الخريجين الجدد، باعتبار أن الصناعة تشكل 12% من الناتج المحلي، وأن ارتفاع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي يوفر آلاف فرص العمل، عبر ثقافة دعم المنتج المحلي وهي مسؤولية جماعية.

إلى ذلك، قدم المدير التنفيذي لباديكو أ. سمير حليلة، رؤية اقتصادية استراتيجية لتعزيز فرص التشغيل في فلسطين. وقال حليلة أن الاحتلال أصبح يستخدم شماعة لما نواجه، فمعظم العاطلين عن العمل هم خريجي جامعات وليسوا مطلوبين في إسرائيل، وبالتالي مشكلة البطالة لن تستطيع إسرائيل حلها لانها بحاجة إلى عمال وليس إلى متعلمين.

وأضاف أن البطالة تتركز في الضفة الغربية بين المخيمات وأقل نسبة بطالة هي في الريف وفي المدن 21% وفي المخيمات 28 %، لذا يجب أن نفكر في حلول بشكل كبير لما يجري، عبر التخطيط للحد من البطالة، ونحن بحاجة لـ750 ألف فرصة عمل خلال السنوات العشرين القادمة للمحافظة على مستوى البطالة 28% وعدم ارتفاعها، وهذا هو الهاجس الأكبر لنا حاليا.

وأوضح حليلة أنه يوجد نقص حاد في خريجي الزراعة والسياحة بشكل كبير في فلسطين، كذلك يوجد نقص في العمالة المهرة وهو ما يجب العمل على تطويره بشكل كبير، فعلينا النظر أيضا ماذا يريد العالم من فلسطين صادرات ونقوم بإنتاج هذه الصادرات لبيعها ورفع الاقتصاد الفلسطيني.

أبرز جلسات المؤتمر:

بعد ذلك، بدأت جلسات العمل، في المؤتمر الذي أداره د. عبد القادر دراويش،  وكانت الجلسة الأولى بعنوان:" التشغيل في فلسطين: واقع ومعوقات ورؤية اقتصادية، وعقدت برئاسة د. غسان شاهين عميد كلية العلوم الإدارية في جامعة وبولتكنك فسطين، وقدم العرض الأول الخبير الاقتصادي د. باسم مكحول بعنوان واقع سوق العمل أم العرض الثاني فهو حول فرص العمل في الشق الأوسط وشمال أفريقيا وقدمه أ. ياسر الجمل المدير في البنك الدولي، وقدم العرض الثالث أ. سامر سلامة من وزارة العمل، حول رؤية وسياسات وزارة العمل الفلسطينية.

وفي الجلسة الثانية التي كانت بعنوان: المواءمة بين مخرجات المؤسسات التعليمية واحتياجات سوق العمل، والتي ترأسها د. محمد الجعبري عميد كلية التمويل والإدارة بجامعة الخليل، قدمت مجموعة من العروض: حول رؤية سوق العمل والإجراءات نحو المواءمة قدمه د. محمد المسروجي رئيس اتحاد جمعيات رجال الأعمال الفلسطينية، وعرض حول التدريب للطالب الجامعي ودوره في جسر الهوة بين نتاجات التعليم العالي وسوق العمل، وقدمه د. محمد شاهين من جامعة القدس المفتوحة، اما العرض الأخير فهو عبارة عن دراسة الاحتياجات التدريبية الكمية والنوع من القرى العاملة المدربة ضمن مستويات العمل السياسية، قدمتها م. رندة هلال من المشروع البلجيكي لدعم التدريب المهني والتقني في فلسطين.

والجلسة الثالثة عقدت تحت عنوان: "تجارب وقصص نجاح في الريادة والتدريب وفتح فرص التشغيل برئاسة د. عطية مصلح عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بجامعة القدس المفتوحة، والعرض الأول قدمه القطاع الخاص ممثلا بشركة الوطنية موبايل، وقدم العرض الثاني شركات تكنولوجيا المعلومات ممثلة بالحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات (بيكتي)، وقدم العرض الأخير برنامج التمكين الاقتصادي للأسر الفلسطينية.

وشهد المؤتمر مداخلات من المشاركين والحضور، دعت الى وجود استراتيجية وطنية واضحة لحل مشكلة البطالة، وانتقدت سياسات الحكومة في التعامل مع المشكلة.



التعليقات