هيئة العلماء المسلمين تصدر بيان

بسم الله الرحمٰن الرحيم
تداعت هيئة العلماء المسلمين -صيدا- إلى لقاء عاجل في
مسجد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب *في منطقة عبرا*، وصدر عنهم البيان التالي:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

إنّ الاعتداء على أبناء الوطن مدنيين وعسكريين من أي جهة كانت محرم في الإسلام لقوله تعالى: ﴿وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.

وفي معركة لا يعرف أهل صيدا كيف بدأت ولا كيف انتهت، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة إلا سلاح العقل والمنطق، وبغزارة نيران غير مسبوقة ومساحات اشتباك واسعة طاولت أحياء المدينة وتخومها.

على مذبح أي تسوية ارتكبت هذه الجرائم بحق الجيش والمدينة، أي عقل إجرامي هذا الذي نَصَب الكمين المزدوج للجيش والشيخ الأسير.

لم يبق أحد إلا وتكلم في اشتباكات صيدا من وليد المعلم إلى بان كي مون ثم تقولون: أن خطأ ارتكب على حاجز قد سبب كل هذا الدمار.

وبعد أن استفاقت المدينة على هول الفاجعة وحجم الضحايا من العسكريين والمدنيين إضافة إلى الأضرار النفسية والخسائر المادية التي طالت جميع أبنائها وأحيائها، *يهمنا أن نبين ما يلي*:

1- إننا نؤكد حرصنا على الجيش اللبناني ضباطًا وجنودًا، واستنكارنا أي اعتداء على المؤسسة العسكرية.

2- إن هيئة علماء المسلمين في صيدا تأسف أشد الأسف *لرفض قيادة الجيش المبادرة التي قدمتها الهيئة بوقف إطلاق النار ولو لساعة واحدة* من أجل الحالات الإنسانية وتجنبًا لسفك الدماء، للتفاهم مع الشيخ أحمد الأسير حول مطالب الجيش التي تَضَمَنَتها المبادرة.

3- نهيب بالمؤسسة العسكرية الحرص على حقن الدماء، وضمان الالتزام بالقانون، *وعدم أخذ الناس بالشبه والأشكال والاتهامات وعدم التوسع في الاعتقالات*، مما ينذر بردات فعلٍ عفوية وغير مسؤولة تهدد أمن الوطن والمواطن.

4- *يتساءل العلماء عن دور حزب الله وتواجده العسكري في منطقة عبرا أثناء المعركة وقيامه بمداهمات لبيوت المنطقة* وتحديدًا في المناطق التي وقعت تحت سيطرته، مما توافق مع شهادات أبناء عبرا في مشاركة حزب الله في الأعمال القتالية، ومن ضمن من شملتهم هذه التجاوزات عالمان من هيئة علماء المسلمين في صيدا.

5- إن استباحة المدينة والتعدي على حرمات الناس ومحاصرة دارة نائب المدينة السيدة بهية الحريري وأعمال القنص من قبل عناصر حزب الله تشكل تحديًا لمنطق
الدولة وضربًا لهيبة الجيش الذي كان يعمل على إستعادتها على بُعد أمتار قليلة.

6- نؤكد على حق العائلات الصيداوية في معرفة مصير أبنائهم ممن سقطوا في المواجهات والجرحى والمعتقلين.

7- إن المجموعات المرتبطة بحزب الله بما يسمى بسرايا المقاومة وغيرها -والتي عاثت فسادًا في مدينة صيدا خلال المعركة من خلال إطلاق الرصاص وترويع الآمنين والتهجم على المواطنين وإستعمال أعمال التشبيح- صارت ملاذًا آمنًا لكل المجرمين وأصحاب السوابق والخارجين عن القانون، مما يضع المسؤولية أمام الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية لسوقهم إلى العدالة وإغلاق شققهم التي كانت وما زالت سببًا للإشعال الفتنة في صيدا.

ختامًا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقن دماء إخواننا المسلمين، وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

التعليقات