بالصور .."محمود المحمود" مصوّر فلسطيني أبدع في اليابان وحصد جوائز عالمية

بالصور .."محمود المحمود" مصوّر فلسطيني أبدع في اليابان وحصد جوائز عالمية
رام الله - دنيا الوطن
مصور مبدع بأعماله وأفكاره .. منذ نعومة أضافره عشقت أنامله مداعبة الكاميرا ليلتقط أجمل الصور وأروعها  وما أن بلغ صباه حتى أشتد عوده وأخذ يجرب بنفسه ممارسا هذه الهواية و متعلقا بها حتى أصبح يافعا فبحث عن التطوير الذي ليس له حدود جغرافية من أجل التزود بما عشقه في فنون التصوير و ابتكار الأساليب المتنوعة حتى أصبح من المشجعين لهذه الهواية التي هي مهنته ولا زال الأمل يحوده لتطويرها أكثر فأكثر .

دنيا الوطن تتعرف عن قرب من المصور

البطاقة الشخصية .. والبداية

هو (محمود المحمود ) ... هُجّرت عائلته من فلسطين من قرية " أم الزينات " قضاء حيفا وبعد عدة نزحات انتقلت عائلته  الى غرب نهر الأردن

يقول محمود : "  كانت الأردن وأجزاء لا بأس بها من فلسطين دولة واحدة لذا كانت وما زالت الجنسية أردنية, والتي احملها بكل فخر واعتزاز"

يكمل محمود مشوراه مع التصوير: " في سن مبكرة هاجرت الى اسيا وانتهى بي المطاف في اليابان وذلك عام 1986  الى يومنا هذا, كنت اهوى ان اكون امام الكاميرة دائماً في صغيري وتحول مركزي من امامها الى خلفها, وعشقت التصوير واحببته بكل جوارحي ولا انكر بان الطبيعة الخلابة لليابان كان لها الفضل الاكبر في ذلك, اشتركت في نادي تصوير فوتوغرافي ولحسن الحظ كان معظمهم فحول في التصوير سواء كانوا اصحاب مهنة (محترفين) ام هواة"

ويضيف: " تتلمذت على ايديهم لاربعة سنوات تقريباً تعلمت فيها جميع ضروب التصوير الفوتوغرافي ولم يبقى محور من محاوره إلا وصقلت معرفتي به باستثناء التصوير تحت الماءوما زلت الى يومنا هذا امارس هذه المهنة الممتعة خاصة وان حرية التصوير غير مقيدة مطلقاً رغم وجود اعداء لليابان مثل كوريا الشمالية والجنوبية والصين, فلا يوجد لديهم ما يسمى بأمن قومي يطرح في الشارع"

فن التصوير .. بعناية

وحول تجربته الفوتوغرافية يوضح محمود أنها  كانت على قاعدة صحيحة,حيث  تلقن الدروس تباعاً وتدرج بها من التعرف على الكاميرا والعدسات والعلاقة بينها الى ان وصل إلى المحاور.

ويضيف : " تعلمت المحاور  بشكل علمي مدروس ولم اقفز من محور الى اخر من دون اذن أستاذي وقبل تأكده من أني قد استوعبته بشكل كلي"

ويعزو محمود الفضل بذلك لأساتذته حيث يقول : " العناية الشديدة التي لقيتها من اساتذة التصوير اليابانيين كانت فوق العادة بالنسبة لي, فلم يكن لديهم شيء اسمه نصف مصور او نصف معرفة او نصف مثقف في عالم التصوير, لا يقبلون إلا بما هو قريب من الكمال قدر المستطاع, وهذا ما لم اجده بين بني جلدتي العرب, إذ تجده استاذ في التصوير الفوتوغرافي وقد يكون حكماً ولا يعرف اكثر من ثلاثة محاور فيه  - بغض النظر عما إذا كان يجيد هذه المحاور الثلاثة ام لا -  فتخيل معي كيف يكون مستوى الطالب الذي سيتخرج من تحت يديه"

بداية الاحتراف

وحول بداية امتهانه التصوير يقول محمود : " بدأت كأي هاويٍ للتصوير ونمت الفكرة بشكل سريع عندما أحسست اني قد احببتها ووجدت تشجيع من اصحاب الفضل عليّ لدرجة احسست باني اقدم شيئاً مغايراً عما يقدمه الزملاء"

ويضيف : " كنت مشتركاً بعدد كبير من المجلات الفوتوغرافية الاجنبية وبدأت استشف الفن الاوروبي والامريكي والاسيوي عموما والياباني بشكل خاص, وتأثرت بكل هذه المدارس حتى بت ارى الامور على غير ما يراها زملائي, فقد اصبحت مخيلتي اكثر اتساعاً وقد ساعدني استاذي حينها على عدم  تقييدها إذ كان استاذاً متفتحاً ومتجدد ويستوعب كل ما هو جديد"

ورغم موهبته في التصوير إلا أنه يعتقد أن التصوير دراسة لا موهبة "  وانا شخص لا أؤمن بشي اسمه موهبة, في الغالب هي اصرار الشخص على الوصول لشيء ما, وما ان يلبث حتى يصل طالما انه صب كل جهده فيه "

ويضيف : " لو سلمنا لشخص نعتقد بانه موهوب وطلبنا منه ان يصور من غير ان يتعلم خبايا التصوير ولم نعلمه سوى استعمال الكاميرة فهل يا ترى سيبدع وتظهر علينا موهبته جلية واضحة؟  بالتأكيد لن يستطيع ان يفعل شيء, فلا يوجد كرامات في التصوير الفوتوغرافي, فبقدر ما تتعلم من منهاج قويم بقدر ما تصبح اكثر براعة"

الجوائز الدولية ... استغلال

وحين سؤاله عما إذا حصد أي جوائز دولية سابقا خلال مسيرته المهنية أجاب : " لا اخفيك باني تمنيت ان لا اسمع هذا السؤال فالاهتمام بالفوز بالجوائز خلق تجار مسابقات يستغلون هذا الفوتوغرافي المسكين لجمع المال , و معظم هذه المسابقات اسست لجمع المال واقلها قد يكلف كحد ادنى خمسين دولار"

وأضاف : " ان الضغط الذي يولده الشارع العربي الفوتوغرافي جعل الفوتوغرافي العربي يبحث عن أي جائزة مهما كان الثمن حتى لو سلم رقبته لجشاعة تجار المسابقات, والسبب ببساطة لان اساتذة التصوير في بلادنا يعجزون تقيم فوتوغرافيينا لذا يحتاجون للاجنبي لكي يقيمهم لهم"

ويرى محمود أن المسابقات العربية لا يمكن القياس عليها "  فهي في اغلبها توزع الجوائز السخية على مواطنيها ومن والاهم, وتعجب كل العجب حين النظر الى تلك الصور الفائزة لفقرها لأدنى مقومات الصورة"


وأوضح أنه لم يشترك في مسابقات منذ حوالي 14 سنة, لكنه اشترك سابقا بكثرة وكان يفوز بأكثر من جائزة حيث أن الاشتراك بالمسابقات مجاني والتشجيع المالي لها من الجميع سواء شركات ام دوائر حكومية وبلدية.

رسالة إلى المصورين

ووجه محمود اللقاء برسالة يوجهها إلى المصورين يقول فيها : " اقول لطالب التصوير بان التصوير فيه اكثر من عشرة محاور وجميعها مكملة لبعضها البعض ولا يمكن باي حال فصلها عن بعضها, حين تتعلم التصوير الفوتوغرافي ابحث عن استاذ يجيدها جميعها وذلك بالسؤال عنه عند من لهم خبرة, فكلما قلت محاوره قلت فنونه في التصوير أي قل عطائه"

وختم قوله " أفتخر بالصورة التي ارسمها في مخيلتي قبل تصويرها وانجح بتصويرها كما رأيتها في مخيلتي"

 



التعليقات