محمد بن راشد :هذا ما قاله أبي لشاه إيران

محمد بن راشد :هذا ما قاله أبي لشاه إيران
رام الله - دنيا الوطن
أن نشر الكواليس المثيرة لمنتدى الإعلام العربي الذي إحتضنته دبي مؤخرًا، لم يكن ممكناً بالتزامن مع الحدث لأسباب تتعلق بكثافة التغطية الكلاسيكية للحدث الاعلامي السنوي الأهم في المنطقة العربية، ومن ثم يصبح للكواليس قيمتها بعد أن هدأت عواصف الجلسات العلنية، والمناظرات الاعلامية، وغيرها من الأنشطة .

وكانت الجلسة الخاصة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مع كوكبة من القيادات الصحفية والاعلامية العربية، وكبار الكتّاب، مثيرة كعادتها السنوية، حيث أكد حاكم دبي أن بعض الحكام العرب ظلوا يعيشون في أبراجهم العالية بعيداً عن هموم وقضايا أمتهم، وشدد على إيمانه المطلق بأن الحاكم يستطيع الكذب على شعبه لعام أو عامين وربما لأكثر من ذلك قليلاً، ولكن ذكاء الشعوب يظهر عاجلاً أم آجلاً. وكان لعبدالغفار حسين أحد القامات الثقافية الكبرى في الامارات دور في إثارة هذه القضايا مع الشيخ محمد بن راشد، وسط مناقشات اتسمت بالشفافية المطلقة مع كوكبة إعلامية وصحافية عربية، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، حمدي قنديل، وسمير عطالله، ومحمد يوسف، وظاعن شاهين، وسامي الريامي، وناصر الظاهري، ومحمد الحمادي، وغيرهم من الصحافيين والكتّاب.

وكشف محمد بن راشد خلال الجلسة الخاصة عن جانب من مسيرته السياسية، التي صقلها في مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كان يرافقه في رحلاته الخارجية والشخصية سواء السياسية أو رحلات القنص والصيد، كما أكد حاكم دبي أن والده الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم كان مدرسة سياسية نهل من معينها.

الشعب لا يحب الشاه

ولم يبخل حاكم دبي على الحضور بسرد واقعة كان لها مفعول السحر في تشكيل وعيه السياسي، حيث أكد أن الراحل الشيخ راشد وجه حديثاً تاريخياً لشاه إيران، خلال زيارته لطهران في أواخر سبعينات القرن الماضي، حيث قال له إنه "أي شاه إيران" يتمتع بمكانة كبيرة وشهرة واسعة خارج إيران، ولكن شعبه لا يحبه، مما أثار دهشة الشاه الذي رد قائلاً: "التقارير التي أملكها تؤكد أن شعبي يحبني" فكان رد الشيخ راشد "التقارير هي أساس المشكلة".

كما يشهد التاريخ للشيخ راشد وعيه السياسي وجرأته اللافتة في التفاعل مع محيطه العربي والاقليمي، وعلى الرغم من أن دبي لم تكن تتمتع في ذلك الوقت بمكانة عالمية كتلك المكانة التي تمتلكها الآن، ولكنه لم يتردد في توجيه النصيحة للزعيم العربي جمال عبدالناصر بأن عليه أن يحسن علاقته مع الولايات المتحدة باعتبارها اللاعب الأساسي في المعادلة الدولية.

وبحسب وثيقة بريطانية من مجموعة "ريكورد أوف دبي" من المجلد الثامن من الموسوعة، يوجد هناك تقرير يقول إنه ضمن لقاء للشيخ راشد مع جمال عبدالناصر نصح الشيخ راشد عبدالناصر قائلاً: "لا بد وأن تحسن علاقاتك مع بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية باعتبارهما اللاعبين الأساسيين في اللعبة السياسية بالمنطقة"، ولكن عبدالناصر أبدى عدم رغبته في إقامة تلك العلاقات مع الغرب آنذاك.

رسائل إلى شعب مصر

ومن بين الملامح الأخرى التي رصدت في أروقة وكواليس المنتدى الاعلامي، استمرار الإمارات في توجيه رسائل مباشرة تتسم بالدفئ للشعب المصري، بعيداً عن القبضة الإخوانية التي تسيطر على مقاليد السلطة، ولكنها لم تنجح في نقل التوتر إلى علاقة الامارات حكومة وشعباً مع الشعب المصري، فقد تم تكريم حمدي قنديل، وسط حضور شيخ الأزهر، أو كما يطلقون عليه "شيخ الأهرامات"، والذي لم يخفت وقار حضوره رغم تواجد المغنية أحلام صاحبة مقولة "كنتاكي" الشهيرة.

وكان الحضور المصري لافتاً، وخاصة من جانب أقطاب التيار الرافض لأيديولوجيات وأفكار الحكم الإخواني. وبعد مرور عدة أيام على المنتدى يمكن القول إن الشعب المصري تلقى الرسائل الاماراتية، بما يؤكد أن الشوكة الإخوانية لن تقوى على الوقوف في حلق العلاقة الدافئة بين الإمارات ومصر.

غياب ضاحي والوزراء

وجاء غياب الشخصيات السياسية الشهيرة في الامارات، والوزراء، والقائد العام لشرطة دبي عن المؤتمر ليبعث برسالة واضحة المعالم، وهي رغبة دبي وحاكمها في التواصل مع الحضور بصورة مباشرة بعيداً عن القيود الرسمية، وفي تفسير آخر لهذا الغياب قال البعض "إن الجهات المنظمة للمنتدى كانت ترغب في ضبط ساعتها دون عوائق".

تألق إعلاميات دبي

وما يقال عن منى المري ينطبق بصورة أو بأخرى على مريم بن فهد صاحبة الجهد الواضح في ضبط إيقاع أحداث وجلسات المؤتمر بحكم منصبها كنائب لرئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، ومنى بوسمرة المديرة العامة لنادي دبي للصحافة، الجهة الشريكة في نجاحات المنتدى في كافة دوراته.

ثمة ملاحظة أخرى جديرة بالرصد في منتدى الإعلام العربي، وهي التألق اللافت للوجوه الإعلامية النسائية في دبي، سواء أكان تنظيماً أو تفاعلاً مع الحضور، فقد كان أداء منى المري المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي واثقاً، وكاشفاً عن رغبتها في استعادة مكانتها "المستحقة" في المنظومة الإعلامية لدبي، بعد فترات من الابعاد والإقصاء للعنصر النسائي المتميز.

التعليقات