98 ألف عاطل بغزة .."العمال في درب النسيان" !

98 ألف عاطل بغزة .."العمال في درب النسيان" !
رام الله - دنيا الوطن
كمال عليان 
تبدو الحيرة والقلق واضحة على وجه العامل الفلسطيني نعيم ديب، بعدما يزيد عن سبعة أعوام من تركه عمله داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، جراء فرض (إسرائيل) حصاراً مشدداً على قطاع غزة، وهو ما حال دون وصوله إلى عمله هناك.

ديب (45 عاماً) يقول لـ "الرسالة نت" إن أمراضاً عدة بدأت تنهش في جسده، لطول فترات جلوسه في البيت دون عمل، الأمر الذي دفعه للتفكير جدياً في الهجرة إلى ليبيا والعمل هناك بمهنته الأساسية "البناء".

ويشكو ديب العاطل عن العمل إهمال المسئولين في الحكومتين (غزة والضفة) لفئة العمال.

ويعاني العمّال الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفاً اقتصادية صعبة؛ جراء منعهم من العمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 من جانب، واستمرار فرض الحصار على القطاع من جانب آخر، وهو ما نجم عنه ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

ويصادف  الأربعاء (1/5) يوم العمال العالمي، وهو احتفال سنوي يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال، ويعد يوم عطلة رسمي في دول كثيرة.

ظروف صعبة

العامل أبو نهاد عطا فيقول إن عمله كمزارع داخل الأراضي المحتلة عام 48 كان يدر عليه مالاً وفيراً، ما مكنه آنذاك من تلبية احتياجات أسرته كاملة، لافتا إلى أنه في الوقت الراهن لا يستطيع تأمين المواد الأساسية للبيت؛ نظراً لصعوبة الظروف الراهنة.

ويعتمد أبو نهاد، الذي يعيل 8 أفراد، على المساعدات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في قطاع غزة.

ويعتمد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على المعونات الغذائية والعمل بمشروع البطالة ضمن مشاريع عدة تقدمها الحكومة و"أونروا" وعدد من المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة.

ولم يخف أبو نهاد سعيه المتواصل منذ منعه من دخول الأراضي المحتلة عام 48، للبحث عن مكان عمل جديد يضمن له توفير احتياجات أسرته ولكن دون جدوى، مما دفعه للجلوس في البيت.

بيد أنه وعلى الرغم من أوضاعه المادية الصعبة، يصر أبو نهاد على تعليم أبنائه، فالوقت كما يقول الآن لحملة الشهادات "وإن لم يحصل أبنائي على وظائف في هذه الأيام فإن حقهم محفوظ فيها".

ويشير إلى أن ثلاثة من أبنائه تمكنوا من إنهاء دراستهم الجامعية، وما زالوا يبحثون عن عمل.

ويناشد العامل أبو نهاد الحكومتين بغزة والضفة، لحل مشكلة العمال المتعطلين عن أعمالهم كتوفير أعمال لهم أو تقديم مساعدات تلبي احتياجاتهم.

وبينما كان ينقل بعض البضائع الواردة من الأنفاق بمدينة رفح جنوب القطاع يقول الشاب عرفات مصطفى (37عاما) :" منذ أن فتحت الأنفاق وأنا أعمل بها، بعد توقف عملي في إسرائيل، فالعمل بالنسبة لي مسألة حياة أو موت".

ويشير مصطفى ذو اللحية الخفيفة إلى أنه يعيل عائلات أخوته العاطلين عن العمل بفعل المرض بالإضافة إلى والديه الكبيرين في السن، معرباً عن أمله في تحسن أوضاع العمال الفلسطينيين.

ويعمل أكثر من 20 عاملاً مع مصطفى في أحد الأنفاق الممتدة جنوب القطاع، حيث يجر بعضهم البضائع والمواد الغذائية من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني تحت الأرض، فيما يرفع آخرون هذه البضائع عبر "البكرات" إلى "عين النفق"، ليتم نقلها إلى التجار.

وتشغل المخاوف التي يثيرها البعض حول إغلاق المصريين للأنفاق، بال العاملين هناك، ومما يزيد من قلقهم هو عودة إدراج أسمائهم مجددا على قوائم البطالة، في حال جرى تدمير الأنفاق.

ارتفاع معدلات البطالة

ويشير جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقرير أصدره سابقا، إلى أن معدلات البطالة ارتفعت نسبيًا في الأراضي الفلسطينية خلال العام الماضي.

وبلغ عدد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية 124 ألفًا، بحوالي 17% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر؛ 16% للذكور و23% للإناث، في حين بلغ العدد 98 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة، بحوالي 28% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر؛ 26% للذكور و44% للإناث.

فيما أظهرت دراسة تناولت ظروف العمال الفلسطينيين في مواقع وجودهم في: الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس، والمستوطنات، وأراضي الـ(48)؛ أن العمال في قطاع غزة هم الأقل أجورًا.

وبينت الدراسة التي أعدها مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) ونشر نتائجها؛ أن عمال القدس يحصلون على أعلى الأجور فلسطينيًّا.

وحسب الدراسة، قد صرح 27% من العمال بأنهم يعملون بأجر أقل من 750 شيقلًا شهريًّا، و32% تقع رواتبهم بين 750 و1500 شيقل، ونحو 20% تقع أجورهم بين ما يزيد على 1500 و2500 شيقل شهريًّا، والباقي (20%) تزيد أجورهم على 2500 شيقل.
الرسالة نت

التعليقات