بناطيل الكسم الساحل وقصة شعر النيص في قطاع غزة

بناطيل الكسم الساحل وقصة شعر النيص في قطاع غزة
بقلم:د.كامل خالد الشامي
أستاذ جامعي وكاتب
جامعة غزة
التقيت صباح اليوم في جامعة غزة مع بعض الطلاب الذين أدرسهم مادة التنمية وقد أخبروني أن الشرطة صادرت جوالاتهم عاي مدخل الجامعة وطلبت منهم أن يذهبوا الي الحلاق ويقصوا شعورهم, وكان واحدا من الطلاب مسرح شعرة علي شكل قصة النيص والآخر علي شكل قصة البيتلز, هي قصات لم تكن مؤذية من وجهة نظري ولكنها غريبة بعض الشيء عن المجتمع الغزي,وقد عدت الشرطة الشباب بإعادة جوالاتهم بعد تغيير قصة الشعر ... الي هنا ينتهي الخبر.
لم يكن الطلاب مرتبكين أو منزعجين ولكنهم لم يقولوا انهم سوف يقصون شعورهم, وقد استغربوا من فعلة الشرطة , وقد قال لي أحدهم نحن لم نفعل شيئا فيه أهانه للمجتمع. وقال الآخر انها حريتي الشخصية.
وفي نفس السياق قرأت علي الفيس بوك علي صفحة الأستاذ ابو مرزوق رئيس وفد المصالحة الفلسطينية, الذي التقيته قبل فترة وجيزة في القاهرة, قرأت أنه لا يصدق أن تقوم شرطة غزة بمثل هذا العمل.. الي آخر الخبر
الحقيقة الأولي هي كالتالي: هناك قصات جديدة للبناطيل وهي الكسم الساحل اذا ارتداها الشاب تصبح الملابس الداخلية مكشوفة, وقد سمعت أحد الأساتذة في الجامعة وكان هذا بالصدفة يهدي أحد الطلاب بالتي هي أحسن الي ترك هذا النوع من الملابس. وقد أعجبتني طريقة زميلي في التعامل بطريقة انسانية جدا فهذه هي الجامعة.
الحقيقة الثانية التي اود أن أضعها أمام الشباب الذين يعنون المستقبل بالنسبة لي هي أن عددا قليلا في اوروبا يرتدون مثل هذه الملابس الساحلة, وعلي فكرة يوجد في اوروبا شباب ملتزم لا يدخنون ولا يتعاطون الخمر او حبوب الهلوسة والا لما رأينا المجتمعات الأوروبية متقدمة بهذا الشكل.
الحقيقة الثالثة: نحن مجتمع مسلم وعورة الرجل من صرته حتي ركبتية وهذا الأمر تجمع علية جميع المذاهب والله أعلم.
الحقيقة الخامسة: كل شيء يمكن التفاوض بشأنه, لماذا تقوم الشرطة بهذا الدور؟
الحقيقة السادسة :ان علي المجتمع الفلسطيني برجال إصلاحه ومؤسساته التوعوية أن تعمل علي اقناع الشباب بالحسني ووضع وضع خطة توعوية من عدة مراحل وتستمر لفترة طويلة جدا وتراقب نتائجها ويتم تحسين الخطة وتبديلها اذا ادعت الضرورة الي ذلك حتي يتم تحقيق الهدف المنشود.
الحقيقة السابعة: للشرطة أدوار أخري وكثيرة ولا يجوز ان تتدخل الشرطة في كل صغيرة وكبيرة, وعلي الشرطة أن تترك دور التوعية الي مؤسسات المجتمع المدني
وأن تكون داعمة لها لا أن تتولي هي الأمر.
مشاكل قطاع غزة هي اكبر بكثير من قضية بنطال أو قصة شعر , ولكن الشيء المطمئن ان أغلب الناس غير مقتنع بهذه القصات وهذه الموضة.
بقيت نقطة واحدة أود أن أنوه لها وهي أننا شعب واحد ونعيش تحت هواء واحد وفي فضاء واحد, ربما يفكر تجار الملابس أن لهم أولاد وبنات أيضا..
[email protected]

التعليقات