الأشغال: الشقق بغزة ليست منحة مجانية بل "مال دوّار" !

الأشغال: الشقق بغزة ليست منحة مجانية بل "مال دوّار" !
غزة - دنيا الوطن - لميس الهمص
يعلق الغزيون آمالا كبيرة على المشاريع التي تمولها دولة قطر في تحسين أوضاعهم، خاصة انها تتضمن مدينة سكنية ستساهم في حل أزمة السكن وغلاء اسعار العقارات التي يعانيها القطاع.

بيد أن تلك المشاريع لم تر النور منذ زيارة الأمير حمد للقطاع قبل خمسة أشهر، ما جعل الاحباط يتسلل إلى نفوس المواطنين.

"الرسالة نت" بادرت لفتح ملف المشاريع القطرية ومحاولة جدولة مواعيد البدء فيها فعليا على ارض الواقع.

المرحلة الثانية

وفي هذا السياق قال ياسر الشنطي وكيل وزارة الأشغال العامة والاسكان إن المرحلة الأولى من المشاريع القطرية تضمنت جزأين: الأول تعاقدات وترسية عطاءات لتجهيز مخططات لمجموعة من المشاريع الكبرى كشارع صلاح الدين والكرامة ومدينة الشيخ حمد ومستشفى الاطراف الصناعية تبلغ قيمتها اكثر من نصف المنحة، مشيرا إلى أن المخططات في مراحلها النهائية وقريبا سيتم طرحها على مقاولين للبدء في التنفيذ.

وبين الشنطي أن الجزء الثاني من المرحلة الأولى عبارة عن 25 من شوارع البلديات الداخلية تمت ترسيتها على مقاولين وقاربت على النهاية، منوها إلى أن المرحلة الأولى ستنتهي خلال شهرين.

وذكر أن الجانب القطري وقع الاثنين الماضي عقد البدء في الجزء الجنوبي من شارع صلاح الدين الواقع ما بين مفترق بني سهيلا ومعبر رفح مع مقاول للبدء في العمل.

وبحسب الشنطي فإن وزارته ستعلن خلال أيام قليلة عن طرح عطاءات لإصلاح عدد من شوارع البلديات بواقع 25 مشروعا، كما ستطرح المرحلة الثانية من شارع صلاح الدين للعطاء خلال أسبوع، ذاكرا أن الأمور تسير في المشاريع وفق ما خططت له الوزارة, قائلاً " إن  4 ألاف طن من مادة الباسكورس تدخل يوميا، كما سيدخل قريبا الاسمنت والحصمة".

دخول مواد البناء

ويرى الشنطي أنه من الصعب تحديد تاريخ معين للبدء في المشروع السكني ومركز الأطراف الصناعية وشارع الرشيد، منوها إلى ان العمل سيبدأ خلال أسبوعين في شارع صلاح الدين المنطقة الجنوبية.

في حين أشار إلى أن المشاريع الأخرى تحتاج لما يقارب الثلاثة أشهر لإنهاء كل ما يتعلق بالمخططات، فالتخطيط لتلك المشاريع ليس سهلا بسبب ضخامتها, مؤكدا أن البدء بتنفيذ تلك المشاريع يحتاج لستة أشهر.

وحول كفاية الآلات والمعدات المستعملة لتنفيذ المشاريع بين الوكيل أنها أحد العوائق التي لازالت تواجه المشاريع الكبيرة التي تحتاج لمعدات حديثة وضخمة ، أما الصغيرة فيمكن تنفيذها بالآليات الموجودة في القطاع.

وذكر أن المنحة القطرية نصت على توريد معدات بقيمة 4 مليون دولار لصالح وزارته, مؤكداً أن وزارته لن تنتظر ادخال المعدات للبدء في العمل، منوها إلى أن المقاولين سيبدؤون بالتنفيذ بالإمكانيات المتاحة.

أما عن ضجر المواطنين من أسعار الشقق التي اعلنتها الوزارة، أشار الشنطي إلى أن السعر هو فقط تكلفة البناء بدون البنية التحتية ولا المرافق العامة، مبينا أن المدينة ستضم حدائق ومساجد ومدارس.

وذكر ان الشقق ليست منحة مجانية بل هي مال دوار سيستفيد منه كل الشعب الفلسطيني من خلال صندوق إسكاني خاص ببناء الشقق ستوضع فيه جميع العوائد المالية من الشقق بعد تسليمها.

أنهينا التصاميم

ومن بين المكاتب الاستشارية التي رست عليها عطاءات رسم الخرائط والإشراف على تنفيذ المشروع الشركة الفنية للاستشارات الهندسية (TECC) حيث ذكر المهندس سمير منة مدير الشركة أن شركته رسا عليها مشروعان, الأول "مشروع شارع صلاح الدين"، والثاني تصميم شارع الكرامة، من بيت حانون حتى دوار الشهداء"، بكلفة مالية تقدر بحوالي 18 مليون دولار.

وبين أن شركته انتهت من تصميم خرائط شارع صلاح الدين من شهر ديسمبر الماضي، وسيتم طرح المشروع على اربعة مراحل الجزء الأول تم تسليمه لأحد المقاولين الاثنين الماضي للبدء في العمل خلال الأسبوع القادم بتنزيل المعدات للميدان بتكلفة تقدر ب25 مليون دولار، فيما ستبلغ تكلفة المراحل المتبقية 51 مليون دولار.

وأشار إلى أنه سلم الجانب القطري تصاميم شارع الكرامة إلا أن العمل به سيؤجل حتى الانتهاء من اجزاء من شارع صلاح الدين لكي لا يؤثر العمل على حركة المرور في القطاع، ولا يؤدي لتلوث بيئي.

وبين منة أن المشروع تبلغ مدة تنفيذه 24 شهرا كما تنص العقود، إلا أن الجانب القطري اتفق مع الجهة المنفذة على اختصار الوقت حتى 15 شهرا فقط.

وبحسب منة فإن العمل في شارع صلاح الدين سيسير بالتوازي، متوقعا البدء في الحفر والعمل فعليا من المنطقة الجنوبية للشارع مع مطلع الشهر القادم .

"الرسالة نت" بدورها تواصلت مع الشركة الهندسية المشرفة على مدينة حمد السكنية إلا انها تحدثت أنها غير مخولة بالتصريح للإعلام .

التسليم قد يتأخر

من جانبه قال المقاول المهندس سهيل السقا مدير شركة "اسكيلز اند كوالتي" والتي رسا عليها عطاء تنفيذ الجزء الجنوبي من شارع صلاح الدين إنهم بدأوا بالتجهيزات في المنطقة ونقل المعدات والتي تستغرق اسبوعين للبدء في التنفيذ الفعلي على الأرض، مشيرا إلى أن مدة المشروع تبلغ 15 شهر.

وأوضح أنهم بحاجة لإدخال عدد من الآليات لضمان سير العمل بالشكل المطلوب، منوها إلى ان هناك اتفاقا قطريا مصريا لإدخال تلك المعدات.

وبحسب السقا فإنه من المفترض البدء بإدخال الاسمنت والحصمة الاسبوع القادم، ذاكرا أنهم في انتظار إدخال معدات وزارة الأشغال الأسبوع القادم حتى يتمكنوا من إدخال معداتهم, لافتاً أنه يمكن العمل بالمعدات الموجودة إلا أن ذلك سيستغرق مدة أطول.

التعليقات