حزب التحرير يعلن عن تنظيم أعمال جماهيرية لرفض زيارة أوباما

حزب التحرير يعلن عن تنظيم أعمال جماهيرية لرفض زيارة أوباما
رام الله - دنيا الوطن
أعلن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين في مؤتمر صحفي له اليوم عن تنظيم الحزب لأعمال جماهيرية للتعبير عن رفضه ورفض أهل فلسطين لزيارة رئيس الدولة "الإرهابية" الأولى على مستوى العالم كله، ومن هذه الفعاليات الاحتشاد في المسجد الأقصى الجمعة الماضية، وإطلاق خطابات جماهيرية في كافة مساجد الضفة، إضافة إلى نية الحزب تنظيم احتشاد في رام الله يوم غد الأربعاء، وآخر في بيت لحم الخميس، وأعمال في الجامعات.

وأكد الدكتور ماهر الجعبري، عضو المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين في كلمته على رفض الحزب لهذه الزيارة جملة وتفصيلا ورفض تدخل الولايات المتحدة، في قضايا المسلمين بعامة وفي قضية فلسطين خاصة.

وتابع: النهج الذي اتخذته الولايات المتحدة، وريثة الاستعمار البريطاني في المنطقة، تجاه قضايا المسلمين عموما، وقضية فلسطين خصوصا، هو نهج عدائي إجرامي، تمثل بتبني أمريكا لكيان الاحتلال اليهودي، وإمداده بالمال والسلاح الفتاك، ومساندته بالقرارات الدولية الظالمة الصادرة عن وكر التآمر على المسلمين، الأمم المتحدة وهياكلها، والتغطية على جرائم الاحتلال ومجازره البشعة منذ إنشائه، كما فعلت خلال السنوات الماضية في منع مساءلة قادة اليهود في المحافل الدولية، على جرائمهم في مخيم جنين وقطاع غزة، وما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق أسرانا في سجونه.. وكانت الجريمة الأم على صعيد القرارات الدولية، إنشاء دولة اليهود على أرض المسلمين المغتصبة.

وقال الجعبري: نقول لأوباما لا تتدخلوا في قضايانا، وارفعوا أيديكم عن أمتنا، واسحبوا جنودكم من بلادنا، وأوقفوا تحديكم لحضارتنا، فإن فجر الأمة أوشك على البزوغ، وسيكون جوابنا ما ترون لا ما تسمعون. وأضاف: أمريكا منذ تحديها الأمة، خاصة بعد إعلانها الحرب الصليبية على لسان بوش الابن، بل وقبل ذلك، وتشن حرب إبادة على المسلمين، وتقوم بحملة تحريض عالمية لتشويه صورة الإسلام وضربه كدين وكنظام حياة، في محاولة منها لشيطنة الإسلام ووصفه بالإرهاب.

وشن الجعبري هجوما على الرأسمالية ودور أمريكا في فرضها على العالم فقال: فرضت على المسلمين مبدأها الرأسمالي الديمقراطي العفن، الذي ينتهك إنسانية الإنسان، ويجعل من الإنسان رقما وسلعة، ويعفي الدولة من مهمة الرعاية، ويدفع الناس إلى الصراع حتى يأكل الأقوياء الضعفاء ويستأثروا بثروات البلاد، ويصبح كل شيء قابل للبيع دون استثناء بدءا بالملكيات العامة مرورا بجسد المرأة وترخيص الدعارة،
وليس آخرها تشريع بيع الدول حصتها في حق تلويث البيئة.

ولم يستثن الجعبري في حديثه السياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان وباكستان وسوريا، بقوله "أمريكا هي التي احتلت بلاد المسلمين وقتلت وعذبت وارتكبت الجرائم بحق المسلمين في العراق وأفغانستان وباكستان، ونهبت الخيرات والنفط وجعلت المسلمين في حالة فقر مذلة، وساندت الحكام الطغاة الذين أذلوا الأمة، وهي تتآمر على ثورة الشام من أجل سرقتها، وحتى تستبدل بطاغية الشام طاغية آخر يحافظ على نفوذها"، في إشارة منه إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي رده على سؤال حول الحرب الدينية، اعتبر الجعبري أن ما تخوضه الأمة "صراعا حضاريا سياسيا عسكريا" وقال: لا يوجد أي حرب دينية بين ديننا وأي ديانة أخرى، والحروب الدينية انتهت منذ زمن، والصراع الحالي هو صراع حضاري.

ودعا الحزب أهل فلسطين للوقوف في وجه هذه الزيارة التي وصفها بـ"الوقحة"، ومشاركته في الفعاليات الرافضة للزيارة، كما دعا الأمة الإسلامية لبذل وسعها لـ"استعادة سلطانها المسلوب من الحكام الطغاة وإقامة الخلافة الراشدة التي
تحرر فلسطين كاملة، وكافة بلاد المسلمين المحتلة، وتنقذ أسراهم في فلسطين وفي كافة بقاع الأرض، وتمنع التدخل الوقح لأمريكا وأوروبا وروسيا في قضايا المسلمين".

من جانبه، قال عضو المكتب الإعلامي للحزب، المهندس باهر صالح: بغض النظر عن هدف الزيارة أكانت شكلية أم تحريكية، لكن ما يهمنا أنّ أوباما هو عدو الأمة الإسلامية، وأكبر مجرم يقود الدولة التي احتلت بلاد المسلمين وقتلت المسلمين،
فزيارته مرفوضة لفلسطين، ولا نقبل أن تطأ قدمه هذه الأرض المباركة.

وأضاف: منذ نشأة دولة يهود وأمريكا هي حاضنة لهذه الدولة، فهي الأب الحنون والعدو الأصيل لأهل فلسطين، مستشهدا بما جاء في تصريح بايدن قبل أيام من اعتبار دولة يهود سفينة حربية لا تغرق ومصلحة استراتيجية لأمريكا، معتبرا أنّ من عدم الوعي أو التضليل اللجوء إلى أمريكا للمساعدة.

ونفى صالح أن يأتي أوباما لتحرير فلسطين أو الإسهام في ذلك، مؤكدا على أنّ كل مبادرات أمريكا هي من أجل تثبيت كيان يهود والحفاظ عليه في النهاية.

وحول ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية الداخلية، قال صالح إنّ "المصالحة لفظ اجتماعي وما يجري على الأرض هو اتفاق سياسي وتقاسم للتركة ومشاركة في التمثيل والتفاوض على قضية فلسطين على الأرضية المرفوضة، والمصالحة بهذا المفهوم نعارضها ونرفضها، ولكننا مع توحد المسلمين وتكاتفهم ووقوفهم يدا واحدة".

وعن وجهة نظر الحزب في الحل لقضية فلسطين، قال صالح، أنّ الحزب هو الوحيد الذي يملك مشروعا حقيقيا وجديا لتحرير فلسطين، بخلاف الباقين الذي لا يطرحون أصلا أجندة وبرنامجا لتحرير فلسطين وإن كانوا يتمنون ذلك، وقال أنّ مشروع الحزب يتمثل في العمل على تحريك جيوش المسلمين وتوحيدهم للتحرك نحو فلسطين لتحريرها، ومن خلال إقامة دولة الخلافة الكفيلة بتحرير فلسطين بكامل ترابها.


التعليقات