قناة"الجديد" تبحث عن حزب الله في ريف حمص :هذه حقيقة أكاذيب المعارضة السورية عن مقاتلي حزب الله في القصير وضواحيها

بيروت - دنيا الوطن
"منذ أسابيع ترتفع عقيرة المعارضين السوريين ، الإسلاميين والليبراليين الأميركيين، الممولين جميعا من السعودية وقطر، بقصة اسمها تورط حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا. لم يبق خبر إلا وفبركوه ، ولا نصاب إلا وجاؤوا به للإدلاء بخبرياته. وكان آخر هؤلاء الشيخ المسعور والأجدب صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله ، الذي قاد الحزب إلى كوارث طائفية إبان قيادته له، بما في ذلك تحويل الضاحية الجنوبية والجنوب إلى "قندهار شيعية" ، قبل أن يأتي حسن نصر الله إلى قيادة الحزب العام 1992 ويبدأ حملة تنظيفات لهذا النوع من الوسخ الشيعي، ويقود حملة انفتاح حتى على الشيوعيين "الكفرة"أنفسهم، داخل لبنان وفي جميع أنحاء العالم."

لا يمر يوم تقريبا إلا ونسمع عن جنازات لأعضاء حزب الله في لبنان لعناصر منه قتلوا في سوريا، دون أن نرى أيا منها . جمعوا حتى المتوفين بحوادث سير ( كما أثبت الإعلام اللبناني بتحقيقات مصورة )، وحتى الساقطين من مناور البنايات، وقدموهم على أنهم قتلى حزب الله في سوريا ، رغم أن هؤلاء القتلى كانوا أسعفوا بعد الحوادث إلى "مشفى رفيق الحريري" في بيروت ، أي مشفى "الخصم"!

يفترض هؤلاء أن مساحة المناطق الشيعية في لبنان تبلغ مساحة صحراء نيفادا الأميركية أو صحراء الربع الخالي ، ويمكن إخفاء الجنازات فيها. لم ينتبهوا إلى أن مساحة حمص تعادل أربعة أضعاف مساحة لبنان، وأنه حتى حادث دهس دجاجة في لبنان لا يمكن إخفاؤه.

قصص هؤلاء جميعا مبنية على واقع يجري إخفاؤه ، وهو أن هناك قرابة 20 قرية سورية في ضواحي "القصير" يسكنها لبنانيون (من مختلف الطوائف) منذ القرن التاسع عشر، بل ومنذ القرن العاشر الميلادي. وهؤلاء بقوا ضمن الأراضي السورية بعد تقسيم سايكس ـ بيكو ، ولا يزالون لبنانيين ، يشاركون حتى في الانتخابات اللبنانية. هذه القرى ، وبعضها مزارع صغيرة، تحولت إلى جزر معزولة ببحر من عصابات "جبهة النصرة" و"الفاروق" وسواهما ، التي تريد تهجيرهم والسطو على ممتلكاتهم، كما فعلت فعلا الشهر الماضي حين سيطر المسلحون على قرابة ألفي دونم وطردوا أهلها منها بدعوى أنهم " شيعة مجوس" و"موارنة من عملاء ميشيل عون" ، رغم أن بعضهم كان من الروم الأرثوذوكس!

عندما اشتد الحصار على هذه القرى، ذهب وفد منهم إلى حسن نصر الله، كما يكشف مصدر لبناني مطلع لـ"الحقيقة"، وطلبوا منه المؤازرة . قالوا له" الجيش السوري لا يستطيع أن يحمينا، ونحن على وشك الإبادة. أليس من حقنا أن تحمونا "!؟ كان جواب نصر الله واضحا وقاطعا" مقاتلو الحزب مستنفرون في الجنوب، ولا يستطيع أي منهم ترك موقعه ، ونحن لن نتدخل في قضية سوريا داخلية. ولن يذهب مقاتل واحد من الحزب للقتال في سوريا حتى لو أبيد الشيعة فيها جميعهم. كل ما نستطيع فعله هو أن ندرب من منكم يريد التدريب على السلاح ونقدم لكم بعض الأسلحة التي تستطيعون الدفاع بها عن أنفسكم". وهذا ما حصل. قدم بضع مئات من الشباب والرجال من هذه القرى إلى البقاع والجنوب وخضعوا لتدريب على السلاح لبضعة أسابيع ، قبل أن يعودوا إلى قراهم ومعهم كمية من السلاح الخفيف والمتوسط ، وحوالي خمسة مدربين علموهم ـ على الأرض ـ كيفية إقامة الخنادق والتحصينات وما شابه ذلك. تلك هي القصة ، لا زيادة ولا نقصان!

"الحقيقة" كانت نشرت في 18 من الشهر الجاري تقريرا مصورا عن هذه القرى . وهنا تحقيق ميداني اليوم عن القصة نفسها من تلفزيون " نيو تي في" (الجديد) الذي ذهب ليبحث عن حزب الله في ضواحي القصير، فوجد شخصا "يؤذن" لطرد الشيعة من المنطقة ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم:

التعليقات