وزارة التربية تنظم المؤتمر الفلسطيني التربوي الأول حول معلم متميز لتعليم نوعي

وزارة التربية تنظم المؤتمر الفلسطيني التربوي الأول حول معلم متميز لتعليم نوعي
رام الله - دنيا الوطن
افتتحت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة اليونسكو والاتحاد الاوروبي،اليوم في مقر الهلال الأحمر بمدينة البيرة، وفي قاعات فندق المتحف في قطاع غزة، عبر تقنية الفيديو المرئي، وذلك فعاليات المؤتمر الفلسطيني التربوي الأول حول معلم متميز لتعليم نوعي، تحت شعار: "نحو معلمين متميزين من أجل الابتكار والتأمل والقيادة"، بحضور ومشاركة حشد من المعلمين والتربويين وممثلي المؤسسات الحقوقية والتربوية الدولية والمحلية، وطاقم الوزارة والمعلمين والمشرفين التربويين.

المعلم يقود ولا يقاد

بدورها أكدت وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي أن المؤتمر يتعاطى مع المعلمين بروح جديدة تستشرف آفاق الغد وتؤسس لمعلّم يقود ولا يقاد و يبتكر حلولا ناجعة للمشكلات التربوية؛ باعتبار ان المعلّم ليس مجرّد عنصر في مسيرة، بل هو الروح المتوقدّة التي تنير دروب الأجيال، مشددةً على ما جاءت به خطة
الوزارة الخمسية الثالثة من التزامات بتطبيق كل متطلبات تنفيذ إستراتيجية إعداد المعلمين وتأهيلهم.

وأردفت العلمي قائلة: " إن توقيت هذا المؤتمر يتزامن مع عودة قضيّة إعادة الاعتبار لمهنة التعليم وللمعلمين إلى الواجهة المجتمعية بعد ما لحق بالمسيرة من عثرات خلال العام الجاري، أملين أن يرتقي الجميع لمستوى الحدث، وأن تسود الروح الإيجابية من الحوار الهادف والبنّاء لوضع حدّ للتهديد المستمر على العام الدراسي الحالي، بتحقيق توازن بين الحق والواجب، ويعلم الجميع أن مواقف الوزارة انتصرت دوما للمعلّم لكنها لم ولن تغفل ما للأطفال من حقّ في التعليم، وما قد تتركه العثرات من آثار بعيدة المدى على جبين المسيرة بعد أن نجحنا في تلبية استحقاقات متطلبات غاية نوعيّة التعليم".

وشددت العلمي على دور اتحاد المعلمين في تقدم مهنة التعليم، مؤكدةً على ضورة تعزيز الشراكة بين الوزارة والاتحاد من أجل تحقيق المطالب وخدمة الطلبة، وضمان الوصول الى بيئة تعليمية مستقرة، منوهة الى اهمية هذا المؤتمر الذي يأتي بمثابة نافذة لسماع صوت المعلمين في الفعالية الخاصة بنقاش عبر طاولة مستديرة، والتركيز بشكل خاص على ضرورة التجديد في آليات تقييم المعلمين وتوظيفه لصالح تحفيز المعلمين وتطوير أدائهم المهني غير بعيد عن السعي لتحسين مسار المسيرة التربوية.

وأشادت العلمي بالبرامج النوعية التي نفذتها لتحسين مهنة التعليم وتاهيل المعلمين مثل برنامج أنظمة متميزة لمعلمين متميزين (QSQT) وبرامج إعداد المعلمين وتأهيلهم بروح تكاملية إبداعية يشكّل التزام المعلمات والمعلمين أبرز مقوماتها.

وأشارت العلمي الى أن برنامج إعداد المعلمين قبل الخدمة وأثناءها شهد نجاحات لافتة بشهادة خبراء دوليين والمعلمين أنفسهم دون انفصال عن محور القيادة التربوية، داعيةً الى البناء على ما تحقق في إجازة مزاولة المعلم للمهنة كأداة لجودة التعليم، وفي مدونة قواعد السلوك.

وأوضحت العلمي أهمية تعزيز آفاق التعاون والشراكة الفاعلة خاصة مع الجامعات المحلية من خلال برامج تأهيل واعداد المعلمين وتبادل الخبرات والمهارات المتخصصة، معربة في السياق ذاته عن تقديرها للقطاع الخاص والقوى السياسية
ودرهما في تحمل كلتا الجهتين للمسؤولية تجاه المعلمين التي لم ترتق للمستوى المأمول.

وتابعت العلمي :" نحن في الوزارة لن نتخلّى عن مسؤوليتنا التاريخية تجاه معلمينا، لقناعتنا بأهمية إنصاف المعلمين رغم وجود التحديات الكبيرة التي تحول من تمكين الوزارة والحكومة من تنفيذ تطلعاتها، وهو ما يقتضي أن تكون هناك وقفة مجتمعيّة ترتقي لمستوى الحدث، وأن هناك أطرافاً كثيرة مطلوب منها المبادرة لإنقاذ العام الدراسي، وتحصيل حقوق المعلمين، فهي معادلة يجب أن تكون حاضرة رغم صعوبة التوفيق بين جانبيها، والمهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة" .

كما وقدمت العلمي شكرها وتقديرها للداعمين والمانحين من الاتحاد الأوروبي ودول التمويل المشترك، واليونيسف والمنظمات والدول الصديقة على الجهود التي بذلتها وما تزال في سبيل خدمة قطاع التعليم في فلسطين، كذلك لجميع طاقم الوزارة من
معلمين وتربويين على حرصهم النبيل على مصلحة الطلبة

التعليم العمود الفقري لدولة فلسطين

من بين ممثل الاتحاد الاوروبي سيرجيو بيكيو الجهود التي قدمها الاتحاد عبر العديد من المشاريع والبرامج الداعمة لقطاع التنمية في فلسطين خاصة لقطاع التعليم، مشدداً أن التعليم يعد العمود الفقري للدولة الفلسطينية الديمقراطية على الرغم من كل الظروف الصعبة الراهنة.

وأوضح بيكيو اهمية تعزيز الشراكة وآفاق التعاون من اجل الوصول الى برنامج يضمن تحقيق التعليم النوعي وانتزاع حقوق الاطفال عبر توفير كافة مقومات الحياة الأساسية وعلى رأسها الحق في التعليم، مؤكداً على الدور الذي يلعبه التعليم في
تنمية المجتمعات المدنية وفتح آفاق متميزة في المستقبل.

ودعا بيكيو الى ضرورة تضمين النظام التعليمي الفلسطيني لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان واحترام الرأي الآخر وفق اسس ومنهجيات واضحة ومتينة، معرباً عن سروره لتوجه فلسطين نحو انتهاج ممارسات تسهم في تحقيق مهننة التعليم وضمان مستقبل افضل للجيل القادم.

الانتصار للحق في التعليم
من جانبه وصف مدير منظمة اليونسكو في فلسطين ديريك الياس هذا المؤتمر بالحدث الهام والتاريخي كونه يأتي من أجل للانتصار للحق في التعليم وتحسين نوعيته وضمان الجودة، موضحاً ان الجودة تتضمن في مكوناتها العديد من الجوانب والتي ترتكز بشكل رئيس على تحقيق البيئة الصحية للأطفال في مدراسهم ورفد المعلمين بالمهارات والمعارف والتركيز على الحوكمة والشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي.

ولفت الياس الى أهمية استراتيجية تأهيل المعلمين باعتبارها خطوة رائدة بالنسبة لليونسكو، منوهاً الى اهمية هذا المشروع التي تنفذه الوزارة من خلال الشراكة مع المنظمات الدولية حيث يعكس التوجهات الفاعلة لتحقيق التميز على مستوى المعلمين.

وبين الياس الاهمية التي يتضمنها هذا البرنامج؛ نظراً لارتكازه على التعليم كمهنة، الأمر الذي يتطلب تحقيق الغايات المنشودة وضمان وصول الأطفال الى التعليم وفي كافة المناطق خاصة في ظل عضوية دولة فلسطين في منظمة اليونسكو.

الارتقاء بمهنة التعليم انسجام وخطط الوزارة

وعلى هامش فعاليات المؤتمر، أشار وكيل وزارة التربية محمد أبو زيد الى أن هذا المؤتمر ينسجم وتوجهات الوزارة، لا سيما وأن الارتقاء بواقع مهنة التعليم ظلّ قاسماً مشتركاً بين الخطط المتعاقبة للوزارة، لافتاً الى أن إستراتيجية إعداد المعلمين وتأهيلهم التي تتضمن إعداد المعلمين قبل الخدمة، وتأهيل المعلمين غير
المؤهلين بشكل كاف.

وأوضح أبو زيد أن الوصول الى افضل هذه النتائج على صعيد هذين المحورين يتطلب النظر الى عدة جوانب أهمها رفع وتيرة التنسيق والتناغم مع الجامعات، في ظل تبادل الأدوار فيما يرتبط بمدخلات ومخرجات كل منهما، وبما لا يغفل طبيعة العلاقة بين قطاعي التعليم العام والعالي.

وقدم أبو زيد عدة تساؤلات كان ابزها أين المعلّم من كل هذه الخطط والبرامج؟ وهل نجحنا فعلا في تقديم رؤى عصريّة للدور المفترض للمعلم وللمكانة التي يجب أن يحظى بها في صلب النظام؟ وكيف لنا أن نستلهم مؤشرات المتابعة والتقييم فيما
يختص بالأساليب التي يتبنّاها المعلمون؟.

وقال أبو زيد : "هذا المؤتمر يشكل حلقة مركزية من الحلقات التي نتطلّع لترفد صناعة القرار التربوي وبما يضمن تضمين رؤى النخبة المشاركة في السياسات التربوية، ونأمل أنه تكون الأوراق والنقاشات المتضمنّة فيه مما يعزّز الشراكة في صنع القرار".

وشدد أبو زيد على أن نجاح هذا المؤتمر مرهون بمدى ما سيقدمّه من تساؤلات تتيح التأمل ومحاكمة السياسات والبرامج والممارسات، مبيناً أن انجاز إستراتيجية إعداد المعلمين وتأهيلهم بحاجة الى متطلبات تم تحقيق بعضها نظرياً والواقع المراد تحقيقه هو إتمام المتطلبات العمليّة.

ودعا أبو زيد الى عدم اغفال دور القيادة التربوية( الإدارة المدرسية) وضرورة النظر إليها في ضوء المعايير المبنية على معايير المعلم بما يعزّز تطوير الممارسات الإبداعية المقامة على التأمل في الممارسة التعليمية.

وختم أبو زيد حديثه قائلاً : "من يطلّع على البرامج المنفذّة يدرك أنّنا بتنا نسير وفق خطّة واضحة المعالم، بعيدا عن العشوائية والارتجالية، وخلال هذا المؤتمر يمكن رصد نقاط إيجابية تكشف عن مدى اهتمامنا بأن تكون برامج الإعداد والتأهيل ثورة حقيقية، فنحن لا نستهدف فقط تغيير الأساليب بل التغيير في طريقة
التفكير لا بالقولبة بل بتحرير العقول من المسلمّات، والتقوقع على الذات".

تأهيل المعلمين مهنياً

بدوره قدم الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير د. بصري صالح عرضاً بعنوان:"التأهيل المهني للمعلمين: خارطة طريق نحو تعزيز الجودة"، أوضح فيه أهم الركائز التي يستند عليها تطوير المعلم والتعليم ممثلة بالمناهج وبناء القدرات ورسم السياسات والتشريعات ونظم التقويم ومصادر التعليم والتعلم وتطوير نظام حوافز واضحة.

وبين د. صالح أن تطوير المعلم يأتي منسجماً مع التوجهات العالمية من خلال الانسجام مع كافة الجهود المبذولة في هذا السياق خاصة فيما يتعلق بالشراكات مع المنظمات الدولية كجامعة الدول العربية واليونسكو والبنك الدولي، منوهاً الى أهم التوجهات المحددة في اطار تطوير المعلمين من حيث استقطاب أفضل الطلبة لمهنة التعليم وتوفير حوافز مرتبطة بجودة الاداء وربط مهارات المعلم باحتياجات الطالب وتعميم افضل الممارسات وإشهارها وتعزيز تبادل الخبرات وتوفير الدعم الاداري والفني وإيجاد مسارات تنسجم مع التطور المهني المستمر وغيرها من
الجوانب المتعلقة بتطبيق اجراءات ملائمة للمتابعة والتقويم.

واستعرض د. صالح بعض الجوانب المرتبطة بنوعية برامج اعداد المعلمين قبل الخدمة، مبيناً الخطوات التي تضمنها برنامج انظمة متميزة لمعلمين متميزين ممثلة بتنفيذ الاستراتجية وبناء منظومة من الاسس اللازمة لتطوير المعايير وقواعد السلوك وإطلاق شراكة مع مؤسسات التعليم العالي وبناء القدرات والتوعية بدور المعلم.

محاور وفعاليات المؤتمر

وتضمنت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، الذي تولى عرافته نائب مدير عامالمعهد الوطني للتدريب التربوي صادق الخضور، مداخلتين رئيسيتين، قدم الأولى منها، الخبير اندرو بورك، مستشار البنك الدولي، حول آليات تحقيق برامج اعداد المعلمين ذات جودة عالية، والثانية قدمها د. هيف بنيان من أكاديمية الملكة
رانيا العبد الله، حول الابتكارات والتوجهات في برامج اعداد المعلمين، ومن ثم تمحورت الجلسات الفرعية حول نقاش 9 اوراق بحثية توزعت على مجالات تعزيز الجانب العملي في اعداد المعلمين وربط المدارس ببرامج اعداد المعلمين في مؤسسات التعليم العالي وضمان برامج جودة اعداد المعلمين قبل الخدمة، وتحدث فيها ممثلون عن الجامعات والوزارة.

أما المحور الثاني تمحور حول تأهيل المعلم أثناء الخدمة، عالج فيه عدة جوانب ارتبطت حول تحقيق المعايير المهنية والوطنية للمعلمين والقيادة المدرسية كداعم لنجاح برامج التأهيل وممارسات ابداعية في مجال تأهيل المعلمين.

ويتوقع ان تشهد جلسات اليوم الثاني، تقديم المزيد من الاوراق البحثية المتخصصةحول دعم مهنة التعليم والاتجاهات الحديثة في ذلك، وستتمحور الجلسة الأخيرة حول تقييم اداء المعلم بهدف اثراء النقاش حول ابرز التحديات التي تعترض منظومة تقييم التعليم والتعلم.






التعليقات