القرابة "النووية" بين كوريا الشمالية وإيران..خبراء غربيون: كوريا الشمالية أصبحت حقل تجارب نووي لإيران

القرابة "النووية" بين كوريا الشمالية وإيران..خبراء غربيون: كوريا الشمالية أصبحت حقل تجارب نووي لإيران
رام الله - دنيا الوطن
 نقلت وسائل إعلام إسرائيلية الخبر أن خبراء أجنبيين يظنون أن التجارب التي قامت بها كوريا الشمالية قبل بضعة أشهر حين أطلقت صاروخا بالستيا، والتجربة النووية التي أجريت أمس، لم تكن فقط لإرضاء الحكم في كوريا الشمالية، إنما لأن إيران قد طلبت بإجراء مثل هذه التجربة. ويقول هؤلاء أن كوريا الشمالية أصبحت حقل تجارب نووي لمساعي إيران النووية.

وقارن الإعلامي الإسرائيلي أليكس فيشمان بين البرنامج النووي في كوريا الشمالية، وبين البرنامج النووي في إيران، وقال إن المراحل التي مرّت بها كوريا الشمالية حين اطلقت برنامجها النووي مشابهة بما تمرّ به اليوم إيران، وأن هذا يستدعي القلق بالنسبة لإسرائيل ودول العالم. وأوضح فيشمان كاتبا اليوم في "يديعوت أحرونوت" أن الدول العظمى الخمس زائد كوريا الجنوبية، عقدت مفاوضات مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووي المحظور مثلما تفعل مع إيران، من دون حل حقيقي.

وأضاف فيشمان أن الإدارة الأمريكية تخبطت في مسألة الهجوم العسكري على كوريا الشمالية، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، إلا أنها منحت المسار الدبلوماسي الفرصة، وقد مضى 20 عاما على المفاوضات من دون نتيجة، حتى وصلت كوريا الشمالية، حسب التقارير الإعلامية أمس، إلى المرحلة الأخيرة من امتلاك رأس حربي نووي. وفي ذلك، ينصح فيشمان القادة في إسرائيل بعدم التوصل إلى نفس النتيجة مع إيران، زاعما أن العقوبات المفروضة على إيران لن تردعها مثلما لم تردع كوريا الشمالية.

ويشير خبراء أجانب إلى الدور الذي تقوم به كوريا الشمالية في مساعدة دول متوسطة وصغيرة في مجال الذرة، وقد ساهمت هذه الدولة في السابق في إنشاء مفاعل "بلوتونيوم" في سوريا. ويقول هؤلاء إن بعثات من كوريا الشمالية تقيم في إيران بصورة دائمة. وينتظر الخبراء في مجال الأسلحة النووية، نتائج التجربة التي نُفذت أمس في كوريا الشمالية، ليعرفوا فيما إذا قام الكوريون بتفجير بواسطة اليورانيوم المخصب، فقد يكون هذا دليلا إلى علاقة إيران بالتجربة، خاصة أن الأخيرة تقوم بتطوير سلاح نووي بواسطة اليورانيوم المخصب.

وقد نقلت وسائل الإعلام، أجنبية وإسرائيلية، أمس الخبر عن وكالات الأنباء في كوريا الشمالية أن انفجارا مدويا حصل تحت الأرض، مسببا في هزة أرضية بلغت قوتها 5.1 على سلم رختر، ولم يخفِ إعلام الدولة التي يقودها الطاغية، كيم جونغ أون، وقائع التجربة التي تهدد أمن دول الجوار، خاصة كوريا الجنوبية واليابان بصورة فورية.

وأدانت الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية، وجاء في تصريح أدلاه الرئيس الأمريكي: "إنها (التجربة) استفزاز خطير، وتهدد أمن الولايات المتحدة والعالم برمته". وعممت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا جاء فيه: "يجب على العالم أن ينقل رسالة واضحة لكوريا الشمالية ولدول أخرى، أنه لن يتهاون مع عمليات من هذا النوع".

ويذكر أن الدول العظمى الخمس زائد ألمانيا، ستجري جولة مفاوضات إضافية مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل، في 26 من فبراير (شباط) الجاري، ويقول مراقبون في إسرائيل أن التجربة النووية في كوريا الشمالية يجب أن تكون إشارة حمراء للمتفاوضين مع إيران، خاصة أن الأخيرة تزعم أن برنامجها النووي قائم لأغراض سلمية، ويقلل هؤلاء من شأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران أنها ستردع إيران عن طموحاتها النووية.

وفي سياق مرتبط، نقلت صحيفة الشرق الأوسط، قول الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في الرياض أمس، مع وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبينديليغير، إن بلاده ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن "إيران ليست صادقة حول برنامجها النووي"، رغم إعلانها أنها تتبع مسارا سلميا في برنامجها النووي.

التعليقات