كيف ومتى بدأت الفكرة؟ وما رأي الشرع ؟.. الأسرى ينتصرون على السجان وينجبون اطفالاً من خلف القضبان..صور

كيف ومتى بدأت الفكرة؟ وما رأي الشرع ؟.. الأسرى ينتصرون على السجان وينجبون اطفالاً من خلف القضبان..صور
رام الله - دنيا الوطن-تقرير ثامر سباعنه 
حققت الحركة الأسيرة الفلسطينية داخل السجون الاسرائيلية انجازا جديدا يضاف الى انجازاتها عندما استطاعت تهريب الحيوانات المنوية من داخل السجون الاسرائيلية الى خارجه، ليتم تلقيح زوجات الاسرى الفلسطينيين لا سيما المحكومين بالمؤبدات ويصبحن حوامل رغما عن قرار الحكومة الاسرائيلية بمنع ذلك.
والزوجات هن: زوجه الأسير على نزال من قلقيلية محكوم بالسجن 25 عاما، وزوجة الاسير أسامة السيلاوي من جنين محكوم 4 مؤبدات و55 عاما، 
زوجه الاسير رافت القروي محكوم 15 عاما من رام الله، وزوجه أسير رابع من مدينة اريحا

ويوم الاثنين 13/8/2012 لم يكن يوما عاديا على الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" ، ففي هذا اليوم رزق الأسير عمار الزبن، من مدينة نابلس، بمولود ذكر في أول عملية إنجاب لزوجة أسير معتقل منذ 14 عاما، بعد نقل عينة من السائل المنوي، وبذلك تكون الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الأسيرة. ويعد "مهند" أول نطفة لأسير ترى النور بعد تهريبها لخارج السجن، ، حيث أجريت عملية زراعة طفل الأنابيب لزوجته. وتفتح تجربة عائلة الأسير عمار الزبن الباب أمام عشرات الأسرى ذوي المحكوميات العالية لتكرار ذات التجربة ونزع أطفال لهم رغم أنف الاحتلال الذي يهدف لقطع نسلهم ويحرمهم من حقهم بالإنجاب. 

ماذا نعني بأطفال الأنابيب ؟

هو إخصاب البويضة بالحيوان المنوي في أنبوب الاختبار بعد أخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية الجيدة فقط بعد غسلها حتى يحصل الإخصاب. ثم تعاد البويضة المخصبة (الأجنة ) إلى الأم. تستغرق هذه العملية من يومين إلى خمسة أيام وهذه الطريقة تُعطى الخيار الأفضل لاختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى الأم بعد إخصابها خارج الرحم. وتعطى كذلك مجالاً أكبر لاحتمال الحمل في الدورة الواحدة لأنه يمكن نقل أكثر من جنين واحد إلى داخل الرحم.

كيف ومتى بدأت الفكرة عند الأسرى؟

إن أول من طرح هذه القضية هو القيادي في حركة حماس عباس السيد عام 1994، والسيد محكوم بالسجن المؤبد 35 مرة.أن المهندس السيد أثار القضية استنادا إلى ضرورة إيجاد طريقة لتمكين أصحاب المحكوميات العالية من الإنجاب وتحدي قضبان السجان.الفكرة لاقت استحسان البعض ومعارضة من البعض كأي قضية تطرح للنقاش دون حسم لها مع أن النقاش لم يأخذ جدلا في الحكم الشرعي لأنه محسوم بالإباحة، ولكنه أخذ جدلا في مستوى التقبل الاجتماعي وكيفية التغلب العملي على إجراءات الاحتلال التي لن تسمح بحال من الأحوال بمنح الأسرى هذا الإنجاز الكبير وهي التي تحاربهم في رغيف الخبز.
يقول الأسير المحرر حسام بدران : بدا النقاش الجاد لهذه الفكرة في العام 2004وكان الامر في البداية مشروعا فرديا ما لبث ان امتد الحديث في المسالة وتكونت اراء متباينة في صفوف الاسرى ووجد البعض ان الفكرة لها سلبياتها الاجتماعية فيما راى البعض انها غريبة ومستهجنة .كان الدافع وراء الفكرة الشعور باستمرار الحياة لدى الاسير ولدى اهله على وجه الخصوص.وهي مسالة لا يدرك ابعادها وحساسيتها الامن جرب السجن الطويل المتواصل .ومع احترامي لكل وجهات النظر الا ان الذي يعيش بعيدا عن واقع الاسرى المغلق لا يملك القدرة على اعطاء راي موضوعي في هذه المسالة.

ويضيف الأسير المحرر حسام بدران : بعد ذلك صارت القضية امرا شخصيا لكل اخ يقرر بنفسه ما يراه مناسبا له
بحيث لا يعترض احد على الاخر وكل ادرى بظرفه ووضعه الشخصي والعائلي وانا اعرف عددا من الاخوة قام بهذه التجربة اتذكر منهم الان حوالي سبعة من الاسر ى على الاقل وهناك اخوة حاولوا دون ان نعلم بهم وكنت انا احد الذين جربوا الامر لكن كل المحاولات والتي كررها البعض عدة مرات باءت بالفشل طبيا.الى ان اكرم الله الاخ عمار الزبن وزوجته بنجاح اثمر عن المولود مهند.

الرأي الشرعي بالموضوع :

يقول وزير الأسرى السابق والأسير وصفي قبها : ان الأسرى الذين يحاولون الانجاب من خلف القضبان من خلال الزراعه يقومون بذلك بعد ان تأكدوا بأن هناك فتوى دينيه بشروطها للانجاب ، وشكر قبها رئئيس الوزراء في غزة اسماعيل هنية الذي تابع هذا الامر منذ سنوات وتواصل مع علماء الامه الاسلامية واصدر وثيقه رسميه موقعه باسمه ووفق شروط ومعايير اسلامية تسمح للاسير بالزراعه ، كما ان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي قد افتى بجواز ذلك وفق المعايير الصحيحه وذلك من خلال برنامج الشريعه والحياة الذي تبثه قناة الجزيره .
اما الأسير المحرر حسام بدران فيقول : هناك من رفضوا الفكرة من حيث المبدا.وتوسع النقاش والجدل الى ان هدات الامور حين ثبت لدينا ان الامر مباح من الناحية الشرعية وهذا ما ا فتى به عدد من العلماء على راسهم العلامة القرضاوي.وتوافقنا كاسرى ممن امنا بالفكرة على عدد من الشروط والضوابط .التي تضمن نجاح المشروع بافل نسبة من السلبيات.وازداد عدد الموافقين على الفكرة .خاصة مع وجود اخوة اسرى متزوجين محكومون مدى الحياة وبعضهم ليس عنده اولاد او صار اولادهم في سجن الزواج
المخاطر والتحديات :

يشير الأسير المحرر حسام بدران الى ان موقف السجان من القضية فهو بالطبع يرفض ويعارض ولا يسمح بحدوث ذلك رغم انه يتيح للسجناء الجنائيين لديه فرصة للخلوة بزوجاتهم كل مدة من الزمن.ونحن أثرنا ان نتحداه كما فعلنا اكثر من مرة في اكثر من قضية.ونحن لم نطلب منه السماح لنا بهذا الامر ولا نثق به ولا باجراءاته اي ان تدخل السجا ن هنا كان امرا مرفوضا من الاسرى ومن السجان لذلك لم يطرح للحوار اصلا .بل تمت المسالة في كل المرات من خلال عمليات تهريب عبر الزيارة لتصل للاهل مباشرة.والتهريب فن يتقنه الاسرى ويبدعون فيه وهم الذين هربوا عشرات من الاجهزة الخلوية للتواصل مع اهلهم.
و اعتبر الوزير الأسير وصفي قبها ان نجاح الأسير عمار الزبن في انجاب طفله انجاز يضاف الى سجل انجازات الأسير الفلسطيني وهذا الامر يؤكد بان ارادة الحياة هي اقوى من ارادة الجلاد الذي يسعى دائما لحرمان الأسير من ممارسه حقوقه .
دق باب الخزان بقوة

زوجة الأسير عمار الزين "أم بشائر" أكدت أنها لاقت دعما مجتمعيا قويا لما قامت به، وترحيبا واسعا من قبل الجميع، داعية زوجات الأسرى للمبادرة بما قامت به لتحدي إرادة السجان ومنح الأمل لأزواجهن.وأضافت: أنها تعيش وابنتها بشائر حلما جديدا بعد مشوار طويل من السعي والتخطيط والتفكير للوصول إلى هذه المرحلة التي تخللها الكثير من الصعاب، ولكن إرادة الله شاءت أن يتحقق الحلم.

الاسير المحرر والمبعد حسام بدران ابو عماد: اقول ..حقنا في الذرية كحقنا في الحرية.من حق الاسير ان يبذل كل جهد من اجل استمراره في الحياة .وفي ممارسة دوره على مختلف الاصعدة .وان يفعل ما بوسعه من اجل تجاوز قيود السجان.فعلنا ذلك حين اكمل بعضنا دراسته الجامعية رغم انف السجان.وألفنا الكتب والدراسات.وابتكرنا وسائل خلاقة للتواصل مع اهلنا.وفكرة الانجاب من خلف القضبان كانت علامة اخرى مميزة في تحدي القهر والظلم .وهي تعبير عن ارادة الحياة والتطلع الى المستقبل .ولها ضوابط نعرفها نحن مجتمع الاسرى
و اكد الوزير الأسير وصفي قبها ان الأسرى بداخل السجون تلقوا خبر الانجاب للاسير عمار بالفرح والسرور وقاموا بتوزيع الحلوى على كافة الأسرى ، وقال قبها ان اصرار الأسير عمار على الانتصار لارادة الحياة والحرية يدق باب الخزان بقوة و يفتح الباب واسعا امام الشخصيات والمؤسسات والهيئات الرسمية والشعبية للوقوف على معاناة جميع الأسرى ، وأكد قبها ان من حق أي اسير ان يكون له ذرية وان يتمكن من مشاركة اهله المناسبات الدينية والاجتماعية ، واعتبر ان مصادرة الاحتلال لهذا الحق يخالف كل القوانين والشرائع .









التعليقات