المؤتمر الشعبي: لتكن ذكرى المولد النّبوي الشّريف حافزاً لمواجهة العصبيات

بيروت - دنيا الوطن
هنأ المؤتمر الشعبي اللبناني المؤمنين بذكرى المولد النبوي الشريف، مشدداً على أهمية أن تكون هذه المناسبة حافزاً لمواجهة العصبيات والتطرف والتغريب والتصدي لجراثيم التقسيم التي تتغلغل داخل وحدة الصف الإسلامي.

وقال بيان صادر عن دائرة الشؤون الدينية في "المؤتمر": في ذكرى المولد النبوي الشريف نتقدم من كل المؤمنين في لبنان والعالمين العربي والإسلامي بأحر التهاني والتمنيات أن تشكل هذه الذكرى وقفة مع النفس لشحذ الهمم والعمل في سبيل مصالح الوطن والأمة.  

إن التحديات والمخاطر التي تحيط بالإسلام والمسلمين في كل مكان، تستوجب منا دائماً أن نقرأ ونتذكّر ونقتدي بسيرة رسولنا العربي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ونهجه في نشر دعوة الله سبحانه وتعالى للإلتزام برسالة الإسلام، والإنتقال من الجاهلية إلى التقدّم، ومن العبودية إلى التحرّر، ومن القيود إلى الإنفتاح والإعتراف بالآخر.

إن سيرة الرسول الكريم يجب أن تكون مثالنا الأعلى في مواجهة التحديات الهائلة التي تحيط بنا في هذه الظروف، حيث المقدّسات مستباحة في فلسطين، والإنتفاضات العربية تتعرض للإختراق الأطلسي التخريبي بهدف تقسيم أوطان المسلمين والعرب، حتى لا ينهضوا برسالتهم ويساهموا في تقدم الإنسانية جمعاء.

إننا في لبنان، وكمسلمين منذ الفتح العربي عام 635م، مسؤولون عن حماية وطننا ووحدته وعروبته وإستقلاله، وواجب المسلم أن يتصدّر دائماً حالة الدّفاع عن مقوّمات الوجود الوطني، وأن يساهم مع المسيحيين وسائر المؤمنين في دفع الشّرور والمخاطر عن هذا الوطن والتصدي للعصبيات الطائفية والمذهبية وجراثيم التقسيم والتطرف والتبعية، فضلاً عن العمل لتطوير النظام السياسي سعياً وراء العدالة وحقوق الوطن والمواطن، وأساس ذلك تغيير الطبقة الحاكمة بإنتخابات نزيهة تعكس حقيقة التمثيل الشعبي وترتكز إلى قانون توحيدي نسبي.

إن هناك محاولات حثيثة ليصبح المسلمون متطرّفين ومتغرّبين عن أمتهم ودينهم وإنتمائهم العربي. وهذا التحدي يستوجب أن يبتعد المسلمون عن التطرف والتغريب ويتمسكون بجوهر الإسلام الصحيح الحنيف، ولا يستجيبون للدسائس والفتن وتقسيم الصفوف، لأن الإستجابة لهذه المحاولات تضعفنا أمام العدو الصهيوني ومشروع الشرق أوسطي الذي يريد بنا وبأمتنا الشرور.
إن إصلاح الواقع العربي على قاعدة توفير حقوق المواطن هو أساس النهوض، لكن لا يجب أبداً أن نسمح للتدخل الأجنبي باختراق صفوفنا لحرف التحركات الشعبية عن أهدافها الحقيقية، بمثل ما يجب رفض أي تدخل عسكري أجنبي في شؤوننا الداخلية.

في ذكرى مولد الرسول العربي الأعظم، نؤكد على ديننا وتعميق إيماننا ونشر رسالتنا بين العالم، رسالة محبّة وسلام قائم على العدل، ونركز على العدالة سواء في علاقات الأمم ببعضها أم في علاقاتنا ببعضنا البعض، فالعدالة هي في صميم الرّسالة الإنسانية السمحاء، ونؤكد ثقتنا بالمستقبل على قاعدة الإيمان الديني، مهما كان الحاضر أليماً وصعباً وحافلاً بالمشكلات، فالإيمان الدّيني يحفزنا للسّير قُدماً من أجل تجاوز الصعاب وقهر التحدّيات والمخاطر.

التعليقات