اسيا عبد الله : العائلة السبب الوحيد لجعلي اترك الجزيرة

رام الله - دنيا الوطن - وكالات
حوار : نور نعيم
فيروز الجزيرة الرياضية اسيا عبد الله , اعلامية رياضية لبنانية , تركية , يونانية كما شئت فهي متعددة الجنسيات  ابدعت فتألقت حضورها و"كاريزمتها " جعل كل من يعشق الرياضة يتسمر امام الشاشة ليتابعها على قناة الجزيرة الرياضية صدق ادائها اكسبها ثقة الجمهور فيها حين يراها معجبوها على الشاشة يرون قوة في الاداء وبراءة وعفوية وابتسامة رائعة يتساءلون عن كونها هكذا فعلا في حياتها الطبيعية لكن حديثي معها عبر الهاتف "بعد موجة من التوتر" قطع الشك باليقين لتثبت لى وللقراء انها الاعلامية الرياضية والانسانة المتواضعة واترك لكم الان اسيا عبد الله لتحدثكم عن نفسها بنفسها

طفولة رياضية
سأبدأ من حيث احب ان اجلس ..انه البحر احدثه دائما ويحدثني  كذلك اقضي معظم وقت الفراغ عنده فهو يعني لي الكثير فعند البحر اجري واليه اشكو واصرخ  اعيد من خلاله الكثير من موازين القوى في داخلى

واستذكر شريط حياتي , من طفلة صغيرة الى لاعبة رياضية في المدرسة الى طالبة جامعية ثم الى اعلامية رياضية في قناة
الجزيرة .

اذكر الان كيف كنت طفلة شقية اجرى لحجر ابي وانام على قصة امي اخر الليل  طفولتي لم تكن فريدة من نوعها هي عادية لكنها مميزة بعائلة مكونة من اب وام واربعة اخوة " صبيان " يا لشقاوتهم لا زلت اذكرها كانوا يحبون الرياضة كثيرا وعلى السليقة بالتأكيد سأكون مثلهم

بالفعل منذ ان كان عمرى الخامسة او السادسة ذهبت الى رياضة الجمباز يا الهي كم هي السنوات التي مرت على تلك الحادثة " اضحك لهذه الذكرى " فلقد ذهبت الى اول حصة تدريبية كانت الاخيرة كذلك وفي هذه الحصة جعلتني المدربة اقوم بحركة " الفسخ " كدت اتعطل من خلالها فعدت الى البيت وقلت لأبي لا اريد الذهاب الى رياضة الجمباز ولا حتى اى رياضة تحتوى على اي من حركات الايقاع مع علمي الجيد ان ابي كان يريد ان يراني بطلة جمباز لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

لا بأس .. مرت هذه المرحلة بسلام لكن عشقي للرياضة دفعني الى الذهاب لرياضة الجري في المدرسة وانضممت الى نادي الانصار اللبناني وبعدها حصلت على الميدالية الذهبية لمسافة 200 متر في اول بطولة اشارك فيها في لبنان وحصلت على الميدالية البرونزية لمسافة 800 متر 

في المدرسة ايضا اسئلة كثيرة من زميلاتي عن سبب تسميتي بهذا الاسم لانى املك اسما غريبا من نوعه لكنه جميلا فارد بالقول اسمي كاسم زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم .

في رحاب الجامعة
بعد سنوات من الدراسة في المدرسة جاء موعد العالم الرحب " عالم الجامعة " ما لا يعرفه الكثيرون اني لم ادخل كلية الاعلام في البداية بل التحقت بكلية العلوم بالجامعة الاميركية ذلك لان دخول كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية كان من الامور الصعبة نوعا ما فهي تحتاج الى علامات عالية في الكثير من المواد  خوفا على ضياع الوقت بلا جدوى درست شهرا كاملا في كلية العلوم وحين جاء الاتصال المنتظر من الجامعة اللبنانية بقبولي في كلية الاعلام لم اتردد لحظة في الالتحاق , كان هناك تشجيع من قبل العائلة وابي كان يترك لي ولاخوتي حرية الاختيار , فلم يكن هناك اى معارضة في هذا الاتجاه بل بالعكس مازالوا يقفوا معي ويعطوني الكثير من التأييد والتشجيع

درست الاعلام ومازال عالم الرياضة هو عالمي ايضا ومارست وقتها رياضة كرة السلة ولكن كانت من باب التسلية والترويح عن النفس ومع ضغط الدراسة الكبير اتضطررت الى ترك هذه الرياضة ثم انضممت الى اول منتخب نسوي لبناني لكرة القدم مارست هذه الرياضة لعدة اشهر ثم تركتها وذلك لضغط الدراسة ودخولي مجال العمل , عملت في عدد من الصحف مثل الشرق والرأي العام الكويتية .

حين اندلعت الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 عملت مراسلة ميدانية لتغطية الاحداث لصالح جريدة الاخبار اللبنانية كانت اصعب مراحل حياتي فكان لابد لي ان اتواجد في الضاحية الجنوبية حيث القصف والدمار والماسي والمعاناة و ان تغطي الاحداث السياسية شئ ليس بالسهل ابدا فكيف ان كان وقت الحرب

اعتقد ان هذه التغطية صنعت مني الصحفية الجريئة اعطتنى الكثير من الثقة بالنفس وانا هنا لا اقلل ابدا من العمل في المجال الرياضي او الفني او غيرة فمثلا العمل في الاعلام الرياضي يحتاج الكثير من الثقافة والإطلاع .

هذه التجربة لها اثر ايجابي كبير علي شخصيا فقد دعمت شخصيتي بشكل كبير عشنا الحرب لمدة شهر او شهرين لكن التجربة الاصعب بالتأكيد ما يحدث في فلسطين فكل يوم حرب والصعوبة اكبر ليس للصحفي فقط بل للانسان بشكل كبير فالحرب تجعل السنة بعشرة .

طبق من ذهب
وضعت الحرب اوزارها وانهيت بعدها الدراسة الجامعية وتخرجت بدرجة "أ" وذلك بفعل فيلم وثائقي " قوم لوط احياء يرزقون " تتسائلون الان عن قصة هذا الفيلم ...الفيلم ببساطة يتحدث عن بعض الشباب اللبناني الذين يقومون ببعض الطقوس الغير الاعتيادية فيمارسون " الجنس " وكانوا يحاولون شرعنة ذلك بطريقة او بأخرى فتحدثت في هذا الوثائقي عن هذه الفئة التي اعتقد انها تكثر وتزيد في مجتمعاتنا ..

خلال مسيرتي العملية تنقلت من الصحافة المكتوبة الى الاعلام المسموع ثم جاءني ثلاثة عروض للدخول في المجال المرئي فاخترت قناة الجديد اللبنانية وذلك لقربها من مكتب جريدة الاخبار حيث كنت اكتب المقالات الرياضية التحقت بقناة الجديد وقدمت نشرات الاخبار الرياضية ووقتها كنت ادرس " الماستر "
بعد اربعة اشهر فقط جاء عرض من قناة الجزيرة الرياضية بان اكون احدى مذيعاتها في قطر لا مجال للتردد في هذا الموضوع فقناة الجزيرة فرصة لا تعوض , علقت رسالة الماجستير بعد عام من دراستها لان استكمالها يعني ضرورة وجودي في بيروت وعند اول فرصة سأكملها ان شاء الله 

عملت في قناة الجزيرة الرياضية من عام 2009 وحتى الان كمذيعة اخبار ومقدمة برامج ومعلقة على مباريات كرة السلة ..كنت اول معلقة لمباريات كرة السلة في الوطن العربي .
قناة الجزيرة الرياضية التي اعمل بها تضم الكثير من المواهب لكن هذا لا يعنى انه ليس هناك مواهب غير تلك الموجودة ولكن هذه الامور قسمة ولكل واحد يأخذ نصيبه .

وفي كل الدول العربية وليس في فلسطين فقط عدم وجود المؤسسات الحاضنة , فلو كان هناك مؤسسات في بيروت لما تركنا بلادنا وذهبنا للعمل في الخارج

خلال عملي اجريت العديد من المقابلات مع الشخصيات الرياضية , لكن ابرز الشخصيات التي اثرت في شخصيا حوار اجريته مع لاعب التنس اللاعب " روجير فيردرر" المصنف الاول عالميا ,فمن لا يعرف روجير فيدرير هو لاعب مشهور ووسيم لكن قبل كل ذلك هو رب بيت ووالد وزوج وانسان هذا الامر يجعلك تحترمه وترفع له القبعة .

في عملى لقناة الجزيرة يحصل معي العديد من المواقف المضحة لكن اخرها كان مع احد المحللين الفنيين في قناة الجزيرة كان يخرج على الشاشة عادة وهو " اصلع من الامام " لكن قبل فترة كان معي في الاستوديو فرأيته وهو لديه شعر كثيف فسألته كيف ذلك وقلت ما شاء الله هناك شعر كثيف فقال لي انها " بوريك " فكان من المواقف المضحكة جدا لكن وراء " الكواليس "
لازلت في مقتبل العمر وحمدا لله حصلت على جوائز من عالم الرياضة كانت عبارة عن ميداليات اما على مستوى الاعلامي فأخذت جائزة لافضل مقال رياضي نشر على صحيفة الاخبار بعدها جائزة من قناة الجديد واخرها جائزة افضل اعلامية رياضية شاملة من مركز الاهرام العربي .

اسيا الانسانة
عندما انهي عملى اليومي اعود الى البيت ارتاح قليلا واصلي واذهب الى المطبخ فانا من النساء الذين يحبون " اعداد الطعام " اعد وجباتي المفضلة واكلة " الكفته بالصينة مع الطماطم والبطاطس " هي اكلتي المفضلة وبصراحة شديدة اكل كل انواع الاطعمة ولكن احاول دائما ان احافظ على رشاقتي من خلال ممارستى للرياضة وبالاخص الجري عند " الكورنيش " ساعة ونصف كل يومين تقريبا .

لامي مساحة خاصة من قلبي الصغير وربما ازدادت بشكل اكبر بعد وفاة ابي " رحمه الله " منذ مدة ليس بالبعيدة وعلاقتي بأمي رائعة جدا , الهاتف لا يفارقني وأتكلم وأتحدث مع امي وأتعرف على الاوضاع في بيروت بشكل دائم وانا من الاشخاص الذين لا يستطيعون العيش بدون اسرة وعائلة فاحن للعودة الى لبنان الى هواء بيروت ولربما السبب الوحيد الذي يمكن ان يجعلني اغادر قناة الجزيرة هو العائلة بالتاكيد .

كغيرى من فتيات جيلى احب التسوق وشراء الملابس اقتني ملابسي من الدوحة ومن بيروت واحيانا كثيرة ارسل الاقمشة واتفق مع المصمم لعمل قطعة معينة خاصة بي , لكني لست ضحية لهوس الشراء , لوني المفضل الذي احبه كثيرا هو لون "الفوشي " ولربما يعكس شيئا من شخصيتي المتفاعلة والجريئة مع الامور .

اعلم انكم تتساءلون الان ان كنت متزوجة ام لا , الاجابة اني لست متزوجة , لكني لست من المذيعات اللاتي لا يردن الزواج بل بالعكس احب ان ارى نفسي أما كباقي نساء العالم , لكني انتظر الزوج المناسب واعتقد ان كل هذه الامور قسمة ونصيب .
اما عن اسرار حياتي فببساطة ليس لدي اسرار فما هي الاسئلة التي يريد ان يعرف الفضوليون اجوبتها .. اصلي , اصوم , ماذا اكل , انا لا اتحرج من الاجابة عن هذا الاسئلة لكن ليس اكثر من ذلك بالتأكيد ولم اتعرض لاسئلة اجد فيها نوع من الحرج في الاجابة عنها .

دروس في الحياة
اتواصل مع جمهوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي اود من خلال هذه المواقع معرفة التغذية الراجعة منهم ومعرفة رأيهم , مع العلم انها ليست دائما صحيحة ولكن ربما تعطيك رأي الجمهور بنسبة 50 %

لا اؤمن ولا اثق كثيرا بالمجتمع لدي فكرة اني لا اعطي فرصة لاي احد بأن يكون صديقي حتى يثبت العكس انه جدير بهذه الصداقة وانا من الاشخاص الذين لا يثقون بالنظرة الاولى ولكن ينتظرون اكثر من فرصة لإثبات الصداقة ولذلك لدي صديقة واحدة منذ الصغر حتى الان توجد في مصر وهي صديقة قريبة جدا ونسافر لبعضنا كل فترة وفترة ولا احب ان اوسع البكار في الصداقة .

الحياة اعطتني الكثير من الدروس لكنى لا اقف عندها بل اواصل حياتي وأقول ان الانسان يعمل الخير لوجه الله فقط وليس لدي حكمة معينة اسير عليها .

اما عن اماني واحلامي فليس لدي امنيات محددة فأنا كل يوم احاول ان اقدم الافضل للجمهور واحاول ان احضر جيدا وان اخرج على الشاشة بطريقة احترم فيها الجمهور وان اكون جدية في التعاطي مع الموضوعات والعمل فامنيتي ان اكون دائما جدية فالوقت الذي يفقد فيه المذيع مصداقيته في التعاطي مع العمل يفقد مصداقيته مع الجمهور .

اسعد كثيرا عندما اسمع ان هناك دوري فلسطيني وان هناك حس رياضي هذا وحده يجعلك ترفع " القبعات "من اجله , وبعيدا عن الرياضة القضية الفلسطينية برأي والوضع الفلسطيني يحتاج الى الوقوف الى جانبه من عديد الزوايا الشق الانساني ,والرياضي , والوضع الفلسطيني كما نعلم ونتابع ليس بالوضع المريح ولا حتى الطبيعي وللاعلام العربي دور كبير تجاه هذه القضية ولكن القضية الفلسطينية تحتاج الى قرار وعلى امل ان يكون لديها حل وكذلك تحتاج الى رؤساء دول ليس الى افراد فقط .

التعليقات