الطائرة الرئاسية الفلسطينية وبذخ ابو مازن

الطائرة الرئاسية الفلسطينية وبذخ ابو مازن
بقلم: عبدالله عيسى

قبل يومين اتصل بي السفير الفلسطيني في موسكو فائد مصطفى " ابو طارق" اراد مشكورا الاطمئنان على صحتي وسبق له ان اتصل عدة مرات عندما كنت في المستشفى ولم اكن في حينها بحالة تسمح بالحديث .. ولكن الان تحدثت معه وسالته عن قصة الطائرة الرئاسية الفلسطينية التي تنوي السلطة الفلسطينية الحصول عليها من روسيا .

وسمعت من السفير قصة عجيبة اكدت لي رايي دائما ان الظلم الذي وقع على ابو مازن لا يقل ابدا عن الظلم الذي وقع على ابو عمار من الافتراءات وتلفيق القصص .
قال السفير ابو طارق:" ان روسيا تبرعت عادة ببعض المعدات للسلطة الفلسطينية مثل المدرعات وغيرها باطار دعمها للشعب الفلسطيني واثناء زيارة للرئيس ابو مازن الى موسكو لاحظت القيادة الروسية نوعية الطائرة الرئاسية الفلسطينية فطرحوا مسالة التبرع بطائرة رئاسية تلبي احتياجات القيادة الفلسطينية وتنقلاتها في العالم واقترحوا تسليم السلطة طائرة رئاسية تتسع على الاقل للوفد المرافق ".

واضاف ابو طارق:" الطائرة الرئاسية الفلسطينية لا تتسع الا ل 16 راكب فقط وعندما يرافق الرئيس وفدا من 20  او 25شخصا يجلس البقية على الامتعة كما ان هذه الطائرة لا تستطيع الطيران الى امريكا الشمالية او الجنوبية لأنها مخصصة لمسافات متوسطة فقط  ".

لم اتخيل ان الطائرة الرئاسية الفلسطينية على هذا النحو كما وصف السفير ابو طارق فسالت عن هذا الموضوع وسمعت العجب العجاب عن هذا الزعيم الذي هز العالم بانتزاع اهم قرار للأمم المتحدة يتعلق بالقضية الفلسطينية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية .. في طريقه الى مقر الامم المتحدة كان يبحث عن طائرة وعادة تتبرع دولة عربية بطائرة لتقل الرئيس الى امريكا او غيرها وبعض الدول رفضت منحه الطائرة الخاصة خوفا من امريكا وتعثر سفر الرئيس والوفد بعد ان تعطلت الطائرة في المطار واثيرت الريبة والشك في ظروف كالتي سادت قبل توجهه الى امريكا وتوزع الوفد على عدة رحلات في طائرات تجارية .. حالة مؤسفة جدا ان يكون موقف بعض الدول العربية مشينا الى هذه الدرجة فقد ضغوطا على الرئيس وحاولوا ابتزازه بالطائرة وهذا هو الهوان العربي في اوضح صوره .

لقد فعلوها سابقا مع ابو عمار عندما سقطت طائرته في ليبيا فقد كانت الطائرة بحاجة الى تغيير لان عمرها الافتراضي انتهى وعلى الاقل بحاجة الى صيانة فرفض بعض العرب توفير الصيانة لطائرة الرئيس ابو عمار فسقطت في الصحراء الليبية بعد ان تحطمت نوافذها .

وفي طائرة الرئيس ابو مازن يسافر الشبان وقوفا لأنه لا يوجد مقاعد كافية ومع هذا ورغم معرفة من اتهم ابو مازن بالبذخ يعرف تماما حقيقة الطائرة الرئاسية واعتبروا امر حصول السلطة على طائرة اكثر اتساعا وتصلح لقطع مسافات طويلة انها بذخ وتبذير لأموال السلطة ولا يتوقف الامر عند الطائرة فقط بل ان تزود الطائرة بالوقود يأتي تبرعا من دولة ما او اخرى .

لا يعيب الرئيس ابو مازن ولا الشعب الفلسطيني ان تكون طائرته متواضعة الى هذا الحد بل انني ازددت قناعة بان هذا الزعيم نزيه حريص على اموال الشعب الفلسطيني ولكن ما يعيب ان يخرج احدهم يعرف الحقيقة ويلفق الاتهامات للرئيس ابو مازن الذي لم يبخل يوما على مريض بحاجة الى علاج  او على مواطن يحتاج لمساعدة ويأمر بصرف ملايين الدولارات سنويا للمستشفيات الخارجية لعلاج مرضى فلسطينيين يستحقون العلاج وعندما يتعلق الامر بشخص الرئيس يرفض الموافقة على نفقات اساسية ويراها يمكن الاستغناء عنها .

قبل شهر وجهت لي دعوة كريمة من الرئيس باطار تكريم عدد من الصحفيين وشاهدت بأم عيني امرا اكثر غرابة وهو موكب الرئيس وهو خارج من باب المقاطعة برام الله .. لو لم اشاهده بنفسي لقلت هل هذا موكب الرئيس الذي زعم البعض انه يكلف السلطة عشرات الاف من الدولات يوميا .. كان عدد سيارات الموكب بما فيه سيارة الرئيس لا يصدق ابدا ولا اريد ان اذكر الرقم قد يكون في ذلك دواعي امنية تخص امن الرئيس ولكنها لاتصل عدد اصابع اليد الواحدة .. قلت في نفسي اجل ان هذا الزعيم مظلوم بالافتراءات التي تحاك حوله .