الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية تناقش دور الإعلام الفلسطيني خلال الحرب على غزة

غزة - دنيا الوطن
نظم اختصاص العلاقات العامة والإعلان التابع لقسم الدراسات الإنسانية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ندوة علمية حول أداء الإعلام الفلسطيني خلال الحرب على غزة بين الواقع والمأمول، وذلك بحضور ومشاركة المهندس إيهاب الغصين رئيس مكتب الإعلام الحكومي، الدكتور عدنان أبو عامر رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأمة، الدكتور خضر الجمالي رئيس قسم الدراسات الإنسانية، وعدد من الإعلاميين والعشرات من طلبة العلاقات العامة والإعلان والدبلوم الاحترافي للإعداد والتقديم التلفزيوني

وفي مطلع اللقاء رحبت الدكتور خضر الجمالي بالحضور، وأكد على أهمية الدور الذي لعبته وسائل الإعلام الفلسطينية خلال العدوان الأخير، حيث نجحت في كشف وفضح ممارسات الاحتلال والمجازر البشعة التي تعرض لها أهالي القطاع من المدنيين على مدار ثمانية أيام وخلفت العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى، موجها جزيل الشكر والتقدير لكافة الإعلاميين الفلسطينيين على مواقفهم الشجاعة والجريئة في نقل الحقيقة بالرغم من الاستهداف المباشر الذي تعرضوا له خلال العدوان.

بدوره أوضح المهندس إيهاب الغصين رئيس مكتب الإعلام الحكومي أن الاحتلال الإسرائيلي قبل عدوانه على غزة قام بإعداد خطة إعلامية متكاملة تواكب العدوان خطوة بخطوة أراد من خلالها بث الحرب النفسية وإضعاف الجبهة الداخلية للقطاع، واستخدم في ذلك العناصر الشابة دون سن الثامنة عشرة، إلا أن الإعلام الفلسطيني نجح في صد هذه الهجمة وكان رائد المعركة بمهارة وإتقان، حيث تصدر العمل وتغطية كافة أحداث العدوان على خلاف ما كان خلال عدوان 2008، واقتصر دور الإعلام العربي على نقل الأحداث والمجريات.

وأكد الغصين أنه بعد نجاح الإعلاميين في فضح جرائم الاحتلال عالميا، بدء الجيش الإسرائيلي في توجيه رسائل تهديد للعديد من الصحفيين والإعلاميين بطرق مباشرة وغير مباشرة لإرهابهم وإسكات صوت الحقيقة، ثم استهدف عددا من المؤسسات الإعلامية والمركبات الصحفية، وصعد بعد ذلك بالاستهداف المباشر لمجموعة من الصحفيين والإعلاميين، وهو ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة صحفيين وإصابة عددا منهم بجراح مختلفة.

وبين الغصين أن المعركة الأشد التي واجهها الاحتلال هي المعركة الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي وذلك بشهادة قادة الاحتلال ووسائل الإعلام الغربية، حيث عمل الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون بنشر صور المجازر والضحايا وإيصالها للرأي العام العالمي والدولي، ما أدى إلى فضح الاحتلال وكشف زيف إدعاءاته.

ودعا الغصين إلى ضرورة التفريق بين المظلومية والبطولة في التغطية الإعلامية خلال فترة العدوان والحروب، ومراعاة الدقة في نقل الأحداث المختلفة، وعدم التعامل مع الشهداء والجرحى كأرقام، بل التركيز على القصص الإنسانية التي تحشد الرأي العام العالمي وتؤثر فيه، والتوظيف الأمثل لاستخدام صور الضحايا وأماكن الاستهداف.

وفي ختام حديثه شكر الغصين الكلية الجامعية على استضافته في هذه الندوة المتميزة، مؤكدا على أنها كانت دائما وأبدا رائدة الإبداع والتميز بين المؤسسات الأكاديمية التطبيقية في فلسطين.

من جهته تحدث الدكتور عدنان أبو عامر رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأمة عن مدى ترابط الإعلام في المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وأن المراسل الإسرائيلي بمجرد بدء عملية عسكرية ضد الفلسطينيين وما سواهم يتخلى عن المظهر الديمقراطي ويتحول إلى أداة مروجة للرواية العسكرية والأمنية، داعيا الإعلامي الفلسطيني إلى التخلي عن الموضوعية الزائفة في تغطية الاستهداف والعدوان والتحلي بمعاني الانتماء الصادق دون الانفعال الزائد.

وأضاف أبو عامر أنه بات سائدا أن الاحتلال إذا ما قرر تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة يبدأ في تهيئة مسرح العمليات على الصعيد الحربي والعسكري والإعلامي الدعائي، وأنه يجب المتابعة بشكل حثيث لكل ما ينشر في وسائل الإعلام الصهيونية والتعامل معه بواقعية وتحليل الأحداث المختلفة بما يمس الواقع الفلسطيني.

وذكر أبو عامر أن القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل فرضت رقابة حديدية على وسائل الإعلام وعملت على توحيد قناة المعلومة من خلال الناطق العسكري فحسب، وهو ما نتج عنه شح في المعلومات لدى كافة الإعلاميين، داعيا في ذات الوقت إلى عدم فتح المجال أمام كافة الناطقين والمتحدثين على الصعيد الفلسطيني خلال العدوان وهو ما يحدث عادة حالة إرباك داخلية، بل العمل وفق قاعدة مشتركة من خلال الاستفادة من طبيعة الأداء الإعلامي في إسرائيل.

وبين أبو عامر أن الإعلام الإسرائيلي ومنذ بداية العدوان وحد روايته العسكرية والسياسية لأهداف عمليته العسكرية في غزة، كما نجح الإعلام الفلسطيني أيضا في خطابه الإعلامي والذي أظهر دور المقاومة الرد الهجمات والتصدي لضربات العدو الإسرائيلي.

وفي ختام حديثه دعا أبو عامر إلى مواصلة عقد هذه الأنشطة والندوات التي تسهم في زيادة الوعي حول أداء وسائل الإعلام المختلفة خلال العدوان وأهم الدروس المستفادة والعبر المستخلصة منها لتحسين الأداء مستقبلا في أي ظرف كان.

وتخلل الندوة مجموعة من المداخلات والاستفسارات حول مستقبل التهدئة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي ومصير مباحثات المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وهل يحمل المستقبل أنباء عن هجمة جديدة ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين، كما أعرب الطلبة المشاركون عن سعادتهم بحضور هذه الندوة المتميزة.

التعليقات