اللواء الدكتور كامل أبو عيسى يتحدث لدنيا الوطن عن ربيع النصر الفلسطيني وخريف إسرائيل والعولمة الأمريكية

اللواء الدكتور كامل أبو عيسى يتحدث لدنيا الوطن عن ربيع النصر الفلسطيني وخريف إسرائيل والعولمة الأمريكية
غزة-دنيا الوطن

مع نهاية عام 2012 م وعشية بزوغ فجر العام الجديد كان لدنيا الوطن وكعادتها في البحث عن الحقائق والمستجدات الإستراتيجية وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي هذا اللقاء مع مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل أبو عيسى وفيما يلي نص الحوار :
- س : العالم والنظام الدولي والعولمة الأمريكية إلى أين ؟
- ج : النظام الدولي الجديد المبني على قواعد العولمة الأمريكية ما زال يواجه العديد من العقبات الصعبة ، روسيا الاتحادية والصين دولياً ، كوريا الشمالية وإيران والبرازيل والهند إقليمياً ، قوى فاعلة لا يمكن تجاهل وجودها المؤثر على الصعيدين الدولي والإقليمي ، هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الشهير تنبأ باندلاع حرب عالمية ثالثة تنتهي بسيطرة أمريكية مطلقة على العالم وحتى يسود في حينه وعلى أساسه نظام العولمة الأمريكي ، وبحسب هذه التصورات فإن منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل بالذات ستكون السبب الأساسي والرئيسي لاندلاع هذه الحرب .
- س : انفجار قدور الشرق الأوسط وتحديداً في المنطقة العربية ، هل له علاقة بهذه التصورات ؟
- ج : بكل تأكيد فإن ما يسمى بثورات الربيع العربي قد جاء عمليا في إطار إستراتيجية الفوضى الخلاقة الأمريكية والتي سيجري تعميمها في عموم المنطقة ومن المحيط إلى الخليج وبدون استثناء ، وتاريخياً فإنه لمن الهام والمفيد استحضار تجربة الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين أثناء الحرب العالمية الأولى والتي جاءت في إطار التحالف مع بريطانيا العظمى وبقية الحلفاء المنتصرين وانتهت بتفكيك الإمبراطورية العثمانية وبتقسيم الوطن العربي على أساس اتفاقيات " سايكس بيكو " وإنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين بحسب " وعد بلفور " .
- س: في إطار إستراتيجية الفوضى الخلاقة الأمريكية ، هل هناك تقسيم جديد في المنطقة ؟
- ج : نعم وبكل تأكيد ، هناك خارطة معدة لتقسيم المنطقة العربية على أسس عرقية وطائفية ودينية وهو ما يطلق عليه بعض المفكرين " بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ " ، وموضوعيا فإن وقائع التقسيم والتجزئة الطائفية والعرقية والدينية قد بدأت عملياً بعد الغزو الأمريكي للعراق وعلى أساس هدم الأنظمة والكيانات السياسية الوطنية والقومية وإعادة إحياء الكيانات الطائفية والعرقية والدينية كبديل عنها وبما يتلائم مع نظام العولمة الأمريكي ، وبدون مبالغة فإن الصراع الدامي والمحزن الذي يجري على الأراضي السورية لا يهدف من وجهة النظر الأمريكية وكما يعتقد البعض إلى إنشاء كيان ديمقراطي سوري وموحد وإنما إلى تفتيت الكيانية السورية وعموم منطقة المشرق العربي إلى كيانات طائفية متناحرة والانتقال فيما بعد إلى منطقة الخليج العربي لتواجه نفس المصير ، وربما تكون الخطيئة الكبرى للنظام السوري الحاكم أنه وكبديل عن التسبب والمشاركة في هذه المقتلة المروعة ضد الشعب السوري وانجراره إلى هذا المستنقع الدموي المخيف ضد شعبه فتح معركة التحرير الوطني القومية ضد إسرائيل وبهدف استرجاع هضبة الجولان وتحرير فلسطين .وبالتالي قلب الطاولة على رؤوس الجميع وإفشال إستراتيجية الفوضى الخلاقة الأمريكية في عموم المنطقة .
- س : نحن أين ، أي فلسطين ومنظمة التحرير والمقاومة من كل ذلك ؟
- ج : نحن وبدون مبالغة ربما نكون النقطة المضيئة الوحيدة المتبقية في سماء الصراع العربي الإسرائيلي ، وقد جاءت حرب غزة وصواريخ غزة في معركة حجارة السجيل وبالترافق مع الانتصار الفلسطيني المدوي والكاسح في الأمم المتحدة وعبر الاعتراف الدولي ولأول مرة بفلسطين كدولة تحت الاحتلال وبالتزامن مع تشديد العزلة الدولية المفروضة على الكيان الإسرائيلي لتؤكد وتأكيداً على أهمية العامل الفلسطيني وباعتباره الرقم الصعب في معادلة المنطقة ، وعليه فإن التوجه الجاد وبهدف توحيد البيت الفلسطيني وإنهاء خريف الانقسام واستبداله بربيع الوحدة الوطنية على صعيد السلطة وفي منظمة التحرير وكافة المؤسسات الرسمية الفلسطينية ومن خلال الجهد الرسمي المصري العظيم في إصراره على توحيد ودعم الشعب الفلسطيني فإننا سنختصر على أنفسنا جهداً كبيراً وحاسما في الطريق نحو التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بمشيئة الله وتوفيقه .
- س : إلى أين تتجه الأوضاع في مصر ؟
- ج : مصر تعيش حالة من عدم الاستقرار ولكنها حالة مؤقتة ولن تدوم طويلاً كما أنها لن تتصاعد بحسب مخططات صناع الفتن المعتمدين دولياً وأمريكياً ، وطنية أبناء الشعب المصري وبالرغم من كل الخلافات السياسية كانت وستظل أقوى من المؤامرات والدسائس الإسرائيلية وهي أي مصر بحاجة ماسة للدخول في مرحلة من الاستقرار وحتى تستعيد عافيتها الاقتصادية ، وفي تقديري فإنها وبعد الانتهاء من عملية الاستفتاء على الوثيقة الدستورية ستشرع فوراً في التحضير بدعوة الأطراف الفلسطينية وبغرض وبهدف إتمام عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية وباعتبار أن وحدة البيت الوطني الفلسطيني تعتبر من أهم العوامل المساعدة على إنجاز حالة من الاستقرار في مصر وفي هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية بالذات .
- س : سيادة اللواء في الختام ماذا تعنى لك استقالة وزير الخارجية الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان ؟
- ج : من وجهة نظري فإن ليبرمان كان الأكثر تعبيراً عن حالة إسرائيل وهي تعيش في خريف العمر ، لقد خرج من وزارة الخارجية تحت ضغط النائب العام وبتهمة الغش وعدم الأمانة ولكم أن تتصورا الفرق الشاسع بين " أبا أيبان " وزير خارجية إسرائيل وهي تعيش في ربيع العمر وبين " افيغدور ليبرمان " المرتشي والغشاش وعديم الأمانة والممثل لإسرائيل في خريف عمرها أمام الأوساط الدولية .