"القدس المفتوحة" تنظم ورشة عمل حول تقييم دور وأداء الإعلام الفلسطيني خلال العدوان على غزة

"القدس المفتوحة" تنظم ورشة عمل حول تقييم دور وأداء الإعلام الفلسطيني خلال العدوان على غزة
رام الله - دنيا الوطن
تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، نظمت دائرة العلاقات العامة في الجامعة يوم الإثنين الموافق 10/12/2012م، ورشة عمل بعنوان "تقييم دور وأداء الإعلام الفلسطيني والعدوان على غزة 2012".

وبدأت الورشة بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم ثم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهدائنا الأبرار، فالسلام الوطني الفلسطيني.

وأوصى المشاركون في المؤتمر بعدم التعامل مع الضحايا الفلسطينيين أثناء الحروب كأرقام، وإنما أنسنة قصصهم لإيصالها إلى العالم وتثبيت الرواية الفلسطينية.

وأكدوا ضرورة تطوير الكادر الإعلامي، والإسراع في ترتيب الحقل الإعلامي النقابي، مشيرين إلى أهمية تطوير المهارات الإعلامية للصحافيين، وبخاصة إكسابهم لغات أجنبية والأهم اللغة الإنجليزية.

 

أ. د. عمرو: الإعلام الفلسطيني قدم فرسانًا خلال الحرب

وافتتح الورشة رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو بكلمة رحب فيها بالإعلاميين ونواب رئيس الجامعة ومساعديه ومدراء الفروع والدوائر.

وأشار أ. د. عمرو إلى أن تنظيم جامعة القدس المفتوحة لهذه الورشة يأتي انطلاقًا من تحسس الجامعة لقضايا مجتمعنا، وحرصًا منها على التفاعل الكامل مع مختلف شرائحنا المجتمعية.

وبين أن الورشة جاءت بعد أن خاض الإعلام الفلسطيني معركتي الحرب والسلام: معركة العدوان الذي شنه الاحتلال كعادته على شعبنا، معتقدًا أنه قطيع من الخراف يذبحه متى يشاء وكيفما يشاء، ولكن شعبنا سجل انتصارًا في نهاية المعركة. أما معركة السلام، فهي المعركة السياسية التي خاضتها القيادة في الأمم المتحدة برئاسة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، قائلاً إن الاحتلال أخذ يكذب ويقلب الحقائق ظانًّا أن ذلك سيحول دون أن تتكلل جهود الرئيس بالنجاح، معتقدًا أن العالم ظالم، لكنه فوجئ بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتراف أكثر من 75% من دول العالم بدولة فلسطين.

وأكد أ. د. عمرو أن الإعلام الفلسطيني قدم خلال الحرب الأخيرة على غزة فرسانًا استطاعوا أن يخطفوا الأضواء بإمكانيات بسيطة مقارنة مع ما يملكه العالم من إمكانيات، منوهًا إلى أن الإعلام الفلسطيني تمتع خلال الحرب الأخيرة على غزة بالمصداقية والثقة، وغير الصورة السابقة عنه باعتباره إعلامًا متواضعًا لا يملك كثيرًا من المعلومات تمكنه من نقل الحقيقة.

ولفت إلى أن فرسان الإعلام أثبتوا عظمتهم وشجاعهتم في البذل والتضحية بأن خاضوا غمار الحرب والسلام، فنقلوا الصورة والكلمة والصوت بطريقة مثالية، ما جعل العدو والصديق يشهد لهم في حمل قضايا شعبهم إعلاميًّا.

وقال أ. د. عمرو: "ليس صدفة أن يلحأ الاحتلال إلى ضرب الإعلام الفلسطيني، حيث سقط له شهداء وجرحى، وقام بالتشويش على محطات التلفزة والإذاعات الفلسطينية"، مشيراً إلى أن الإعلام الفلسطيني كان على قدر المسؤولية في نقل وقائع الإنجاز الفلسطيني في الأمم المتحدة".

ولفت أ. د. عمرو إلى أهمية الإعلام الفلسطيني فيما وصفها بمعركة المصالحة المحتدمة، منوهًا إلى أن الإعلام الفلسطيني عمل بكل لباقة ومهنية على زرع الأمل بالمصالحة، مؤكدًا أنه إعلام وطني مسؤول يحرص عى مصالح شعبنا وعلى وحدته الوطنية.

وأشار أ. د. عمرو إلى أهمية الإعلام الإلكتروني في العصر الحاضر، مؤكدًا أن "القدس المفتوحة" وحرصًا منها على تلبية الاحتياجات المجتمعية في هذا السياق، تقدمت بطلب لوزارة التعليم العالي لافتتاح كلية للإعلام تدرج فيها تخصصات تعنى بالإعلام الرقمي.

وكان مدير الورشة أ. محمد اللحام الناطق الإعلامي باسم الجامعة ورئيس قسم تلفزيون الجامعة عبر الإنترنت رحب بالإعلاميين المشاركين، وأشار إلى أن الجامعة نظمت الورشة من باب مسؤوليتها الوطنية والمجتمعية.

 

الإعلام الإلكتروني

وقسمت الندوة إلى خمسة محاور. وجاءت الجلسة الأولى بعنوان "الإعلام الإلكتروني" وأدارتها الإعلامية نبال ثوابتة، أشارت خلالها إلى أن الإحصائيات على محرك البحث العالمي جوجل تبين أن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كان الموقع الأكثر إقبالاً من قبل الراغبين في الاطلاع على أخبار حرب غزة، وكذلك أعلنت إسرائيل عن حربها على غزة من خلال استخدام موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الأمر الذي يؤكد أن وسائل الإعلام المجتمعية باتت الأكثر أهمية في العصر الحالي. وبينت ثوابتة أن الإعلام الإلكتروني لم يعد اليوم يكتفي بالنص وحسب، بل بالنص متعدد الوسائط.

بدوره، أكد أ. ابراهيم ملحم، رئيس تحرير موقع صحيفة القدس الإلكتروني أن الإعلام اليوم بات يشكل إحدى الصناعات الثقيلة، مبينًا أن من يسيطر على الإعلام على مستوى العالم يسيطر على الخبر والرواية. واستعرض ملحم بعض السقطات والأخطاء التي قد تقع فيها الصحافة على اختلالف أنواعها. وأكد أهمية سياسات التحرير في خلق سياسات تؤثر في الرأي العام، منوهًا إلى أنه في الحرب الأخيرة على غزة أطلقت محطات تلفزيونية وفضائية موجة مفتوحة لتغطية الأحداث، في وقت التفتت فيه وسائل إعلامية أخرى لأمور ليست لها علاقة بالحرب، ما يعني أن هناك من أراد أن يغمض عينه عما يحصل من جرائم.

أما بالنسبة للإعلام الإسرائيلي، فرأى ملحم أنه كان كتيبة من كتائب الجيش، وعمل بسياسة "لا أريكم إلا ما أرى". وعقد ملحم مقارنة بين وسائل إعلامية توجهت كاميراتها إلى من يموت من الأطفال والنساء، وبين وسائل إعلامية أخرى غضت طرفها عما يحصل من جرائم، واكتفت بنقل أضرار جانبية للقصف. وأكد ضرورة التكامل في الأدوار بين الإعلامي والإعلاني والسياسي لتحقيق الأهداف.

من جهتها، أشارت أ. خلود عساف مديرة المراسلين في وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن الإعلام الإلكتروني حديث العهد، منوهة إلى أن التغطية الإعلامية الفلسطينية للحرب الأخيرة على قطاع غزة شهدت نجاحات لافتة مقارنة مع التغطية الإعلامية لمواجهات سابقة مع إسرائيل.

وأضافت عساف: "بالرغم من غياب الرسالة الإعلامية الموحدة، فقد نجحنا في إيصال رسالتنا للمجتمع المحلي، لكننا فشلنا في إيصالها للعالم"، مبينة أن الإعلام الفلسطيني نجح في تحييد الخلافات الداخلية، وانتصر للمقاومة ولوجع الناس وفرحهم بالنصر".

وأشارت إلى أن الإعلام الإلكتروني شكل مرجعية حقيقية للراغبين في الاطلاع على أخبار الحرب وتفاصيلها ومن ثم نشرها للعالم الخارجي، مؤكدة أن الصحف الفلسطينية قللت من اعتمادها في الحرب الأخيرة على وكالات الأنباء الأجنبية لصالح وكالات الأنباء المحلية، ما يؤكد وجود تطور لافت حصل مقارنة مع السابق.

ولكن عساف رأت أن إعلامنا لم يصل إلى مرحلة العالمية بعد، مرجعة ذلك إلى ضعف اللغات الأجنبية لدى الصحافيين، ولغياب وسيلة إعلامية فلسطينية ناطقة باللغة الإنجليزية تخاطب العالم وتعمل على إقناعه بالرواية الفلسطينية.

وتطرقت عساف إلى تجربة وكالة وفا، وحسن استخدامها للصور في توثيق الحدث، والتزامها المعايير المهنية الأخلاقية بعدم نشرها صورًا تتسم بالفظاعة مراعاة لأهالي الشهداء والجرحى. وانتقدت عساف غياب القصص الإنسانية عن التغطية الإعلامية على عكس الإعلام الإسرائيلي الذي وظف بعض القصص الإنسانية لتحقيق أهداف سياسية.

وأثير جدل خلال الجلسة حول أيهما أهم السرعة في نقل الخبر أم دقته، ففي وقت أكد فيه ملحم أن سرعة نقل الخبر ودقته كليهما، في غاية الأهمية؛ رأت عساف أن دقة نقل الخبر أهم من سرعته، لأن المعلومة الخاطئة سيكون لها وقع نفسي واجتماعي سلبي.

 

الإعلام الحكومي ونقابة الصحافيين

وجاءت الجلسة الثانية للمؤتمر بعنوان "الإعلام الحكومي ونقابة الصحافيين"، وأدارت الجلسة خلود عساف، وقال فيها د. محمود خليفة وكيل وزارة الإعلام إن الإعلام الفلسطيني عمل بشكل متميز خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وأشار خليفة إلى وجود تكاملية في الأداء بين الإعلام الرسمي والحزبي والخاص، منوهًا إلى أن الوزارة بالتعاون مع نقابة الصحافيين عقدت سلسلة من الاجتماعات واللقاءات هدفت إلى وضع نقاط لتحقيق التوافق في أداء الرسالة الإعلامية. لكن خليفة عاب على الإعلام الفلسطيني تركيزه على الأرقام على حساب أنسنة القصص. وأكد أن الإعلام الفلسطيني يحتاج إلى ناظم للأداء، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تنظيم البيت الإعلامي الفلسطيني بالتنسيق مع نقابة الصحافيين. وقال خليفة إن الإعلاميين الإسرائيليين سيخضعون منذ اليوم للقوانين الفلسطينية، أسوة بخضوع الإعلاميين الفلسطينيين للقوانين الإسرائيلية.

من جهته، أكد ناصر أبو بكر نائب رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن صحافيي قطاع غزة أثبتوا جدارتهم بحكم تجربتهم الميدانية الواسعة، مشيرًا إلى أن ما ينقص الصحافيين اليوم هو الاهتمام باللغات الأجنبية، وبخاصة اللغة الإنجليزية، لنشر الرواية الفلسطينية إلى العالم.

وأكد أبو بكر أن نقابة الصحافيين وثقت الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافيين في قطاع غزة، وهي ستتوجه من خلال اتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافة لرفع دعاوى قضائية ضد الاحتلال لاستهدافهم المتعمد للصحافيين.

 

الإعلام الاذاعي

أما الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان "الإعلام الإذاعي"، وأدارتها نبال ثوابتة، فقد أشار أ. محمود أبو الهيجا من صوت فلسطين إلى أن الإعلام الإذاعي عمل على تغطية أحداث الحرب على قاعدة مهنية، وبحث عن ملاحقة الحدث بالتفصيل دون أن يخضع ذلك للجانب السياسي. وأضاف: "لم نبحث عن اختلاف مع أي قوى سياسية، لأن العدوان كان ضد شعبنا"، منوهًا إلى أن إذاعة صوت فلسطين كثفت من الأغاني الوطنية وعملت على مدار 24 ساعة لحشد رأي عام حول التصدي للعدوان الإسرائيلي.

وقال أبو الهيجا إن وسائل الإعلام في فترة الحرب، وبخاصة صوت فلسطين، تميزت بعلو روح المسؤولية الوطنية لديها، كما ابتعدت عن السبق الصحافي واهتمت أكثر بالدقة.

وأضاف: "أوقفنا العمل بكل برامجنا الاعتيادية، وحولنا حواراتنا ولقاءاتنا إلى مقابلات وبرامج حول إعادة بناء اللحمة الفلسطينية للتصدي للعدوان".

وتابع أبو الهيجا: "اكتشفنا في هذه التجربة أننا قادرون على التفوق على الإعلام المضاد"، مشيرًا إلى أن الإعلام الإسرائيلي ذهب نحو التشكيك، وابتعد عن المهنية في تغطية الخبر.

بدوره، قال رائد عمر من إذاعة "نغم" إن بعض وسائل الإعلام أسسها مستثمرون بهدف تحقيق أهداف اقتصادية، لكن خلال فترة الحرب، تراجع التجار وتقدم الصحافيون.

وأشار إلى أنه ركز على إجراء المقابلات والتحليلات، عكس الإعلام الإسرائيلي الذي نقل عدوانه الأخير على غزة عبر إذاعة جيش الاحتلال فقط. ونوه إلى أن الإذاعات المحلية تميزت بالموجات المفتوحة لتغطية العدوان. ونوه إلى بعض الإخفاقات، منها أن بعض المذيعين كان يستهويهم ما كان ينشر على الفيسبوك، فوقعت بعض الهفوات المتعلقة بالمصداقية.

وأكد مستشار الرئيس لشؤون التكنولوجيا والاتصالات د. صبري صيدم ضرورة تحديد مضامين ولغة تخاطب تتناسب مع الرأي العام العالمي في أنسنة الأحداث عبر القصة الصحافية والابتعاد عن التعامل مع الضحايا كأرقام.

 

الإعلام المطبوع

وفي الجلسة الرابعة التي أدارتها الإعلامية ناهد أبو طعيمة، وكانت حول الإعلام المطبوع، قال الصحافي حسام عز الدين من صحيفة "الأيام" إن الإعلام الإلكتروني إعلام مكتوب يحرر تماما مثل تحرير الصحف، رغم اختلاف وسيلة النشر.

وأشار إلى منع الصحف اليومية الثلاث من التوزيع في قطاع غزة، بالإضافة إلى منع صحيفة "فلسطين" من التوزيع في الضفة دون سبب واضح.

وأشار إلى أن توحيد الخطاب الإعلامي أمر سلبي، ويجب أن يكون هناك اختلاف في التغطيات كي نمنع الرأي العام الفلسطيني من التوجه للإعلام الإسرائيلي ليعرف ما يحدث في غزة مثلاً.

ودعا عز الدين الإعلام الفلسطيني إلى التعامل بمهنية وعدم التحريف، مشيرًا إلى أن غياب المهنية لا يساعد على إقناع العالم بالرواية الفلسطينية.

وأشار إلى أنه توجد فجوة بين السياسة التي تقوم عليها الصحف، وحاجات الرأي العام، قائلاً إن الإعلام المكتوب فشل في تغطية العدوان على غزة بسبب عدم القدرة على مواكبة التطورات الحاصلة في وسائل الإعلام.

من جانبه قال أ. صالح مشارقة، المحرر في صحيفة الحياة الجديدة: "عملنا 8 أيام في هيئة التحرير الليلية، وكان أكثر شيء ينقصنا التحليل وليس المعلومات".



وأثار أ. مشارقة جدلية الصورة الصحافية، وقال: هناك نقاش طويل منذ 10 سنين حول هذا الأمر، فالعالم يريد منا أن نكون مهنيين، كأنه يريد منا إخفاء وجه الضحية؛ أما تجربتي الشخصية، فتقول إنه عند وجود ضحايا وشهداء في غزة، فأنا ملزم بأن أظهر الصورة كما هي، دون أن نخجل من نشر صور ضحايانا تحت حجة المهنية".

وأوضح مشارقة أن الإعلام الإسرائيلي فقد بريقه، موضحًا أن "المراسلين الإسرائيليين اكتفوا هذه المرة بتغطيات إسرائيلية داخلية؛ وظلوا في جبهتهم الداخلية، بينما كان الإعلام الفلسطيني مثابرًا ومتابعًا أكثر من الإسرائيلي".

 

الإعلام التلفزيوني

وفي الجلسة المتعلقة بالإعلام التلفزيوني التي أدارتها الإعلامية وفاء عبد الرحمن، أكد الإعلامي عماد الأصفر أن "هناك انطباعًا يفيد بأن هناك تحسنًا للإعلام الفلسطيني، وأن هناك حاجة لتقييم مستوى الإعلام على الدوام، وليس فقط بعد كل حرب"، مضيفًا أن هذه الورشة تناقش أداء إعلامنا الفلسطيني وأثره المعنوي الذي تركه عند الجمهور، مقارنة مع فضائيات كبرى"، داعيًا إلى تحليل أسباب هذا التحسن.

من جانبه أكد مدير عام شبكة معًا رائد عثمان أنه "لحظة وصول خبر اغتيال الجعبري إلى غرفة التحرير أوقفنا البث المباشر، واستدعينا قسم ترجمة اللغة العبرية بكامله لمتابعة كل الأخبار العبرية، وعلى الصعيد التحريري، ألغينا نشرات الأخبار وتوجهنا إلى موجة مفتوحة"؛ مضيفًا أن "المصدر الأول للمعلومة كان المراسلين الذين بدورهم تحملوا مسؤولية المعلومات التي كانوا ينقلونها؛ كما قررنا تجنب استضافة رجال السياسة لتركيزهم على التعبئة، بعيدًا عن المعلومات". وأنهى مداخلته مشيرًا إلى أن الإعلام الفلسطيني قدم شيئًا جديدًا، فكان مصدر الخبر فلسطينيًّا، ولم يعتمد على الجزيرة أو غيرها في التغطية.

وأشار مدير مكتب فضائية فلسطين اليوم فاروق عليات إلى أن "الإعلام الفلسطيني كان في السابق مقصرًا، ولم يكن مضاهيًا للإسرائيلي، لكن يبدو أن وسائل الإعلام الفلسطينية حاولت الاستفادة من الحرب الأخيرة على غزة، حيث كانت هناك انطلاقة جديدة للتغطية؛ وأعتقد أنه كان هناك انتصار، فلأول مرة صمد الإعلام الفلسطيني أمام الإسرائيلي، بل وأصبح هو مصدر الخبر، ولأول مرة يضطر الإعلام الإسرائيلي لمحاورة الإعلام الفلسطيني، وهو في الأصل يعتبره إعلامًا تابعًا لجماعة إرهابية".

أما عن عيوب التغطية في الحرب الأخيرة، فقال عليات إن منها "استضافة بعض رموز الاحتلال، وهذه كانت كارثة إعلامية، فليس من المفروض أن نأتي بمحلل سياسي إسرائيلي أو بناطق باسم جيش الاحتلال، مع كل ما كان يفعله الاحتلال في غزة. أما بخصوص ترجمة الإعلام العبري، فلست ضد الترجمة، لأننا يجب أن نعرف ما الذي يصدره الساسة الإسرائيليون ويبلغونه لشعبهم، لكن الترجمة بشكل حرفي أمر خاطئ".

وأكد عليات أن "ما سهل مهمة الصحافيين تناغم الخطاب السياسي لدى الشعب الفلسطيني، فلم يتحدث أحد ضد المقاومة في غزة، لذا وجّهنا الإعلام الفلسطيني بطريق موحد"؛ مضيفًا أن الإعلام الفلسطيني تمكن من توحيد كلمة الشعب الفلسطيني".

وفي الختام، تلا الإعلامي محمود الفطافطة التوصيات التي خرجت عن الورشة.
عدسة محمد جواد















التعليقات