اتحاد المؤسسات الإسلامية يعقد ندوة حول ثقافة الحلال في البرازيل

اتحاد المؤسسات الإسلامية يعقد ندوة حول ثقافة الحلال في البرازيل
ساو بالو - دنيا الوطن
تعد البرازيل اليوم من أكبر مصدري لحوم الدواجن والأبقار الحلال إلى الأسواق الإسلامية، ويمثل معدل النمو في سوق تصدير منتجات لحوم الدواجن 45 % من إجمالي إنتاج البرازيل، 38 ٪ من هذه الكمية موجهة لمنطقة الشرق الأوسط، وهذا الأمر يتماشى مع لحوم الأبقار حيث توجد نسبة مماثلة تقدر بـ 41 ٪ من مجموع الإنتاج تصدر إلى العالم الإسلامي .

ويشهد هذا السوق يشهد نموا ملحوظا هذه الآونة، حيث أن واحد من كل ثلاثة أشخاص في العالم ينتمي للدين الإسلامي، وفي عام 2025 ومن المتوقع أن يكون تعداد المسلمين ثلاثة مليار مسلم في كل أنحاء العالم .

وتشير التقديرات إلى أن مبيعات السوق الحلال حركت في السنوات الأخيرة نحو 2 مليار دولار في المواد الغذائية والأدوية والملابس ومستحضرات التجميل وغيرها، فقط خلال عام 2009 م حركت صناعة الأغذية الحلال أكثر من 578 مليار دولار في عام 2009 ونموا سنويا بما يعادل 15 ٪، وتظهر استطلاعات الرأي أن غير المسلمين يبحثون عن الأغذية الحلال المصرح باستخدامها، كأسلم طريقة للحصول على نوعية جيدة من الغذاء.

ولأهمية تناول الطيبات في حياة المسلم وأهمية تنمية ثقافة الحلال وسط الجالية المسلمة في البرازيل، أقام اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والمركز الإسلامي البرازيلي للأغذية الحلال بإقامة الملتقى الأول للحلال تحت عنوان " الحلال طعامي "، وشارك في الملتقى جمع من العلماء والباحثين من البرازيل وخارجها، ورؤساء المراكز الإسلامية وشركات تصدير اللحوم والدجاج وغرفة التجارة العربية البرازيلية وكثير من المهتمين بدراسات الحلال .

قدم الدكتور هاني منصور المزيدي الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية بحثا قيما حول " ثقافة الحلال " وبين أنها هي المعرفة الشرعية والعلمية بجوانب الحلال والحرام في المنتجات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل ومنتجات الصحة والعناية بالبشرة والعمل على تجنب الحرام واتقاء الشبهات خاصة في هذا العصر.

وتعرض لمفهوم الحلال الذي يعتقده بعض الناس من أنه يتناول موضوع الذبح وفقط ولايتعداه إلى غيره من أمور المطعم والمشرب، ووضح أن هناك الكثير من الأطعمة حرام بسبب دخول مشتقات عليها من مواد محرمه وأن الكثير من الناس يستخدمونها لعامل الجهل واتساع سوق المستهلك وعدم اهتمام بعض الحكومات الإسلامية بالتدقيق في هذا الجانب .

أما الدكتور جواد نور الدين الهدمي فقد خلص من خلال بحثه حول " الإعجاز القرآني في الذبح الإسلامي " إلى أنه وكما أن المخدر يلغي الإحساس بالألم فان القطع والنزف السريع يعمل عمل التخدير ولذلك تم تسميتها Anesthesia وهي حالة الوعي مع عدم الإحساس بالألم، وكما أن التخدير فعال في إزالة الألم عند الإنسان فان الذبح حسب الشريعة هي الطريقة المثلى المماثلة لها تماما.

ومن الناحية العلمية الحكم على عدم وجود ألم بعد التدويخ ليس بالسهل، فمثلا عند استخدام الصعق الكهربائي يحدث تشنجات مبدئية يتبعها ارتخاء كامل في عضلات الحيوان المراد ذبحه، مما يجعله غير قادر علي الحركة أو الصياح كنتيجة طبيعية للألم، مما يجعلنا نتوهم أن الحيوان عند الذبح لا يشعر بالألم، وحتى الآن الحكم على عدم وجود ألم بعد التدويخ باستخدام الإشارات الكهربائية للمخ فقط غير كافي، وأكد على حقيقة ما ذكره من خلال تقرير منظمة الصحة العالمية عن عملية التدويخ (Stunning) .

وتحدث الشيخ خالد رزق تقي الدين مدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل حول أهمية الحلال في حياة المسلم سواء في مطعمه ومشربه وحياته بشكل عام، ثم تحدث عن " الاتجاهات الحالية في الحلال " وماصدر من فتاوى حديثة حول الذبح بالصعق والذبح الآلي ، ومسألة الجيلاتين، ودعم الحلال ومايتبعه من تغذية للحيوان ونقل وتخزين للحوم .

وفي نهاية الملتقى توجه القائمون بالشكر لرئيس الاتحاد الدكتور محمد حسين الزغبي وطالبوه بالمزيد من الجهود في هذا المجال، وتبنى الاتحاد ترجمة وطباعة الأبحاث المقدمة للملتقى إلى اللغة البرتغالية .





التعليقات