بالصور.. "سلوى السباخي" عندما تسكب القهوة ألواناً على عتبات الفن

بالصور.. "سلوى السباخي" عندما تسكب القهوة ألواناً على عتبات الفن
رام الله - دنيا الوطن - علاء الحلو
تخطى حب الفنانة العشرينية "سلوى السباخي" للقهوة حدود الشرب, ليصل الى حد الرسم بها, ويوجد حالة فنية حديثة نادرة ولافتة لأنظار الكثير من عاشقي الرسم والفنون التشكيلية واليدوية, طامحة أن يوصلها ذلك العشق الى عتبات التميز والإبداع في الفن التشكيلي.

"سلوى السباخي" من سكان تل السلطان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة, في الثانية والعشرين من عمرها, تدرس تربية فنية في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى, تهوى الرسم بكل أنواعه, وتحديداً التجريدي والحديث منه.

وعن بداية حبها للرسم ومشوارها معه تضيف: "في بداية عمري كانت أختي الأكبر منى تهتم بي من ناحية الرسم, فلديها الموهبة هيه أيضا, ومع السنين تمكنت من الرسم بشكل ممتاز, وشاركت بمسابقات داخل المدرسة وكنت أحظى بالمراتب الأولى".
وتتقن السباخي الرسم على برنامج الفوتوشوب, كذلك النحت, الأشغال الفنية, التطريز, إضافة الى تدوير الأدوات غير اللازمة وصنع فنيات جميلة منها, وبعفوية تقول سلوى: "أحب الرسم بكافة أشكاله وأنواعه".

وكانت السباخي تنوي دخول تخصص مواد اجتماعية في الجامعة لعدم رضاها بالمعدل الذي حصلت عليه, لكن والدها رفض الفكرة نهائياً, وأصر على دخولها تخصص تربية فنية, لإدراكه الكبير بمدى عشقها للرسم, وقدرتها على الإبداع فيه, مع العلم أن تكاليف هذا التخصص عالية, وتتطلب مواد وأدوات ورسوم جامعية ومشاريع متنوعة.

بين الرسم وسلوى..حياة
أما عن الرابط بينها وبين الورقة البيضاء والقلم والألوان, تقول: "الرابط بيننا يشبه الرابط بين الحياة والماء والطعام, عندما أبدأ بالرسم افرح امسك الورقة واعبر عما يجول بداخلي, أفرغ حزني وتفكيري, أشعر بأن ورقة رسمي هي جليستي وصديقتي المقربة جدا, ونسهر سوياً".

وأضافت السباخي في حديثها الخاص بجريدة "القدس": ما أفرغه بالورقة هي أحاسيسي الصادقة, وهي مشاعري التي أشعر بها, وأحولها الى رسومات, لا يهمني كيف يفهمها غيري, وكيف يحللها, لكني أرتاح عندما أنجز أي رسمة, وأشعر بأنها جزء مني خرج الى النور.

وعن بداية استخدامها اللافت للقهوة في كثير من رسوماتها تقول: "من يشعر بالصداع يرتاح عندما يتناول دواء البنادول, وأنا أرتاح كثيراً على القهوة, وبدأت فكرة رسمي بالقهوة في أيام رمضان, كنت أسهر كثيرا, واشرب عدد من كاسات القوة, في تلك اللحظة نظرة الى إحدى الكاسات والى الورق الأبيض, أمسكت الفرشاة, وبدأت بالرسم بعدما تخيلت كيف سيظهر الشكل واللون الأسود بالقهوة على الورق الأبيض".

وأضافت: "بعد ذلك استخدمت القهوة على الكرتون ذات اللون المصفر قليلاً, فأنتجت ألوان جميلة باستخدام القهوة, الفكرة جاءت مصادفة, لكن مع بحثي عبر الانترنت عن شئ مشابه لاحظت أنها استخدمت من قبل الأجانب, ولا يوجد احد من العرب يستخدمها, فاستخدمتها وأشعر بأنني موفقة فيها".

أدوات غير تقليدية
وتستخدم سلوى التي تعتبر كل الفنانين الموهوبين والمحترفين مثلها الأعلى, في رسمها أدوات غير معتادة مثل اسفنجة الجلي المستخدمة في المطبخ كفرشاة لمساحات كبيرة تعطي ملمس جميل في اللوحة, كذلك بعض أنواع دهانات الخشب, وأدوات معتادة مثل الفراشي العادية, ألوان بأنواعها, طباشير, ألوان خشب مائي, باستيل, ألوان زجاج, ومحدد زجاج.

وشاركت السباخي في معرض "شمس" المشترك والذي أقيم في مقر محترف شبابيك, واحتوت أعمالها فيه على لوحة مرسوم بها أشخاص مشنوقين بأغصان شجرة بعد ما ضاقت بهم سبل الحياة, وعن تلك المشاركة تقول: "كانت رسمة مجنونه لكني شعرت بها كثيراً لأني مررت بإحساس مشابه, لكني تحديته بعزيمة, ولاقت الرسمة إعجاب العديد من الأشخاص ولم اعرضها للبيع أبدا".

وتطمح السباخي الى أن تصبح ولو جزء بسيط من فنانة, على الرغم من أنها ترسم بشكل جيد, لكنها تشعر أن عليها تعلم المزيد من أسرار هذا المجال الجميل, وقالت: "أريد أن أوصل للعالم أن بغزة أشخاص يبدعوا في الرسم, لكنهم وللأسف لا يجدوا من يمد لهم يد العون, ومع ذلك نبدع ونبدع, فلا حدود للإبداع".

وتعتبر السباخي أن البنات يملكن قدرات تفوق الشباب في العديد من المجالات, داعية إياهن الى عدم الاستخفاف بقدراتهن مهما كانت الظروف, واختتمت حديثها بتوجيه الشكر الى والدها على كل ما قدمه لها, وقالت: "أبي أعطاني الكثير, ولن أوفي حقه مهما قدمت له".








التعليقات