المسؤول العسكري للمستقبل: سنبدأ بتسليح الطائفة السنية لمواجهة حزب الله

المسؤول العسكري للمستقبل: سنبدأ بتسليح الطائفة السنية لمواجهة حزب الله
بيروت - دنيا الوطن
اشار المسؤول العسكري لـ"تيار المستقبل" العقيد المتقاعد عميد حمود الى انه "يعلم أن هناك فتنة شيعية سنّية يُهيّأ لها، لكني اكد انه ليس من ينفخ في نارها". وتحدّث عن "يقين راسخ لديه بأنّ النظام السوري هو من قتل رئس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وبأن "حزب الله متورط في قتل الحريري حتى أُذنيه".


وفي حديثه عن أحداث السابع من أيار، لفت المسؤول العسكري للمستقبل الى أن "اتخاذ "حزب الله" قرار اقتحام بيروت وسقوط ضحايا، وإذلال الناس فيما الجيش عاجز و"مكربج" من السلطة السياسية، وقائع أحدثت في نفسه جرحاً لن يندمل". اضاف انه "يذكر أنه تقدّم بطلب استقالته مع 120 ضابطاً، فكتب: "أتقدم باستقالتي لشعوري بالمهانة من أداء الجيش أثناء اجتياح الميليشيات لبيروت". وتحدث كيف حاول قائد الجيش حينها العماد ميشال سليمان ثنيه عن قراره، لكنه بقي مصرّاً"، مشيرا إلى أن "جميع الضباط تراجعوا عن الاستقالة باستثنائه"، واكد انه "لن يعود إلى مؤسسة مغلوب على أمرها. فهو لا يرضى أن يكون مذلولاً في أي مكان".

ولفت حمود الى أنه "كان يُفكّر في كيفية العمل "لاستنهاض الساحة السنيّة"، لكنه فوجئ "بأبنائها المرعوبين". بنظره، السبيل إلى تقوية الطائفة يكون عبر جمع كلمتها، لكن "التشتت كان سيّد الموقف"، محمّلا المسؤولية هنا إلى "ترهل تيار "المستقبل" وعدم نضج القيادات الناشئة التي "تُهمّش الطاقات".

وتحدث عن "قيامه بجولات إلى العديد من المناطق ذات الغالبية السنية، فيما كانت الأوضاع تتطور محلياً ودولياً"، كاشفا عن "تجمّع أنصار المستقبل" الذي تتفرّع منه "أفواج المستقبل". واوضح أن "رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري أرسل وراءه عارضاً عليه تسلّم ملف "أنصار المستقبل" (أي القوى المسلحة التابعة لتيار المستقبل). تابع "اعتذرت في البداية، باعتباري لم أكن قد ثبّتُّ قدميَّ بعد، لا سيما أن أعدادهم كانت تصل إلى 15 ألف شخص". لم يكترث الحريري لتبريراته، وسلّمه ملفّهم، طالباً إليه تقديم اقتراح خلال ثلاثة أسابيع". يذكر حمود أنّه "أعدّ دراسة شاملة عن المنتسبين"، كاشفاً أنه "استعان بضبّاط استخبارات. يروي كيف زار الحريري بعد انقضاء المهلة ليقدّم اقتراحه قائلاً: "هؤلاء هم سبب هزيمتك في أيار". واخبر أنه "اكتشف أن جميع الأجهزة والأحزاب اللبنانية لها عيون في "أنصار المستقبل أكثر من تيار المستقبل نفسه". ولمّا سأله الحريري عمّا يجب فعله، نصحه "بإغلاق الملف للبدء من جديد في بناء تنظيم منظّم ومتماسك".

وعن الغاية من تشكيل مجموعة مسلحة، يجيب حمود بأن الهدف كان "خلق عصب يواجه حزب الله وباقي التنظيمات المسلّحة". اضاف "يا ليتني أستطيع إنشاء تنظيم بنفس حرفية "حزب الله" ومهنيته. تلك أمنية لا أُنكرها، بشرط أن أكون في خدمة طائفتي ووطني فقط وليس المشروع الفارسي أو السوري"، مؤكدا أنه "لا يعارض أن تكون الطائفة الشيعية قويّة، لأن في قوتها قوة للبنان، لكنه يرفض ارتهانها لسوريا وإيران".

اضاف المسؤول العسكري لتيار "المستقبل" انه "لي مونة على قادة المجموعات المسلحة التي تنتشر في شوارع طرابلس "في حالات الطوارئ"، أو للقتال على جبهة التبانة ـــ جبل محسن، لكنهم ليسوا لي. أُرسل دوماً بطلب مسؤولي المحاور وألتقيهم. لن أجيب إذا سألتني هل تقدم لهم سلاحاً، لأن من الطبيعي أن أدفع لهم أموالاً وهم يشترون".

ونفى حمود الاتهامات التي تحكي عن "تجنيده شبّاناً للقتال في سوريا"، مشيراً إلى أنّ "معظم اللبنانيين الذين يشاركون في القتال في سوريا خرجوا بدوافع شخصية". مؤكدا أنه "مناصرٌ من الطراز الأول للثورة في سوريا"، فيذكر أنه "يوفّر المساعدة لأي جريح والمأوى لأي لاجئ سوري. وكشف أنه "يتدخّل أحياناً لإطلاق سوريين يجري توقيفهم"، مشيراً إلى أنه "يقدّم مالاً للسوريين، حتى ولو كان بهدف شراء السلاح". الا انه يجزم بأنه "لم يتورّط في توزيع السلاح شخصياً، لكنه يكشف أنه يعرف الكثير من تجار السلاح الذين كان يُرشد ثوّار سوريا إليهم. ليس هذا فحسب، بل يؤكد أنه لا يرى اليوم الذي سيقصد فيه سوريا "لقتال الرئيس السوري بشّار الأسد بعيداً. هذه مفخرة لي".

واكد حمود انه "ليس لدينا مستودعات سلاح"، يُخبر أنه "لا وجود لمكان للرماية بالمسدس حتى، وأنا أقصد نوادي الرماية المرخصة لاستعمال مسدسي الخاص". في المقابل، كشف حمود عن "توجّه جديد هو ماض فيه". يعلن أنه سيبدأ "بتسليح الطائفة السنية لمواجهة "حزب الله" إذا لم يضع حدّاً لاستهداف البلد ووقف التفجير والقتل". وتحدث عن اعتقادٍ لديه بأن موازاة الحزب في القوة "ستمثّل رادعاً يدفع العقلاء إلى التدخّل". وتحدث عن "تيار داخل الطائفة الشيعية يناشد "حزب الله" إجراء مراجعة لممارسته باعتبار أن لا أحد منهم لديه مصلحة في معاداة السنّة في العالم العربي".

وعمّا تردد عن إرساله مسلّحين للقتال في بيروت خلال الأيام الأخيرة، يقول حمود إن لديه شباناً في بيروت، "لكن ليس لديه مسلّحون بمعنى المسلّحين". أما مسألة إحضاره السلاح وتوزيعه، فيجيب بأنه "وزّع السلاح أثناء موجة العنف في عام 2008، لكنه يلفت إلى أن هذا لم يتكرر. وعن دوره في دعم المعارضة السورية، لا ينفي حمود أن عشرات السوريين قصدوه لمساعدتهم في إدخال السلاح وتهريبه عبر البحر، لكنه يؤكد أنه عملياً لم يحصل من ذلك شيء".

واكد المسؤول العسكري حمود أنه "لم يدخل سوريا ولم يُدرّب أحداً، لكنه يكشف أنه يدرس هذه الفكرة"، باعتبار "أننا جزء لا يتجزّأ من الثورة السورية". ومسألة اتهامه بالذهاب إلى ليبيا لإحضار السلاح، يقول إنه ذهب للتهنئة بانتصار الثورة، لكنه يستدرك: "إذا أمكنني جلب السلاح فلن أقصّر. فنحن في خندق معاد لـ"حزب الله". نحن مستهدفون، ومن حقّنا الدفاع عن أنفسنا".

من قتل اللواء وسام الحسن؟ سؤال يجيب عنه المسؤول العسكري لـ"تيار المستقبل"، عميد حمود، فوراً: "إسرائيل". تسأله هل أنت مقتنع بهذه الإجابة؟ فيردّ لم أستثنها يوماً. ثم يَسأل: أنت لا تتهم "حزب الله"؟ يجيب بنفسه قائلاً إنه "لا يُبرّئهم، باعتبار أنّ منظومة الأمن عند "حزب الله" لا يمكن فصلها عن منظومة الأمن لدى النظام السوري". ورأى حمود أن "وسام الحسن كان صمام أمان للشيعة أنفسهم"، لكنه يرى أن "حزب الله قد يكون متورّطاً في القتل، لا سيما أنه ثبت أنه مخروق دولياً وإسرائيلياً".

واعلن حمود "رفضه تحويل الشمال اللبناني إلى واحة لـ"تنظيم القاعدة" والتشدد"، لافتاً إلى أنه يُنسّق مع الأمنيين الرسميين "في كل كبيرة وصغيرة". وعن مقتل وليد البستاني (اللبناني المنتمي إلى فتح الإسلام الذي فرّ من سجن رومية ليقاتل لاحقاً إلى جانب المعارضة في سوريا حيث أعدِمَ على أيدي معارضين) ينفي حمود معرفته به أصلاً، لافتاً إلى أن "الأخير كان معقّداً دينياً. ويشير إلى أن البستاني قُتل بفتوى دينية من شيخ في سجن رومية بعد قتله شابين من تلكلخ".

التعليقات