مركز الميزان يدعو المجتمع الدولي للقضاء على أهم مسببات الفقر وهو الاحتلال الإسرائيلي وممارساته

غزة - دنيا الوطن
يحتفل العالم في 17 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام في اليوم الدولي للقضاء على الفقر، وهو فرصة مهمة لتسليط الضوء على معاناة الفقراء وحالة العوز والحرمان التي تحول دون تمتعهم بحقوقهم الإنسانية. ما يدفع إلى بذل مزيد من الجهود للحد
من الفقر، ولا سيما الفقر المدقع في كافة البلدان وبشكل خاص في البلدان النامية. وقد اختير شعار "القضاء على الفقر المدقع: تعزيز التمكين وبناء السلام" كشعار لاحتفالية عام 2012.

تأتي المناسبة هذا العام في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة وتفاقم آثاره السلبية على الأوضاع المعيشية، واستمرار تفشي ظاهرتي البطالة والفقر، فوفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإنه يوجد )122.60( عاطل عن العمل بنسبة تصل
إلى(31.6%)، وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن حوالي (85%) من الأسر في القطاع تعتمد على المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، كما ينعكس تأخر دفع رواتب الموظفين الحكوميين بسبب الضائقة المالية التي تعانيها السلطة الوطنية الفلسطينية، سلبياً على الأوضاع المعيشية لهؤلاء الموظفين وأسرهم وعلى الأوضاع الاقتصادية في القطاع بشكل عام.

هذا ويتسبب الفقر في تدهور حالة حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة والطفل وغيرهم من الفئات المهمشة، بما يشكله الفقر من تهديد جدي يقوض حقهم في الغذاء المناسب والرعاية الصحية المناسبة والسكن المناسب تحديات نقص الغذاء والمأوى والوصول إلى الخدمات الصحية المناسبة، وغيرها من الخدمات الأساسية الضرورية، حيث تسبب الفقر في تقويض أي فرص للتنمية من شأنها أن تحسن أوضاع حقوق الإنسان.

كما تسهم الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمنظمة في مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتلعب دوراً جوهرياً في مضاعفة أعداد الفقراء من خلال استمرار عمليات القتل التي تفقد الأسر معيلها، وعمليات الهدم والتدمير التي هجرت عشرات آلاف الفلسطينيين قسرياً وتدمير آلاف الدونمات الزراعية التي تفقد الأسر مصادر دخلها مما يكرس الفقر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة المحاصر.

وبهذه المناسبة فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد على أن عجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسهم ولم يزل في تشجيع سلطات الاختلال على المضي قدماً في
انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة التي تتسبب من بين ما تتسبب به من آثار في تكريس ظاهرة الفقر. وعليه فإن مركز الميزان يطالب:

1. المجتمع الدول الذي تعهد بالقضاء على الفقر في الألفية الثالثة بالقضاء على أهم مسبب للفقر في الأراضي الفلسطينية من خلال حماية المدنيين الفلسطينيين، وقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وملاحقة المسئولين عنها تمهيداً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

2. المجتمع الدولي بالعمل الجاد لإجبار سلطات الاحتلال على رفع الحصار عن قطاع غزة وتحمل مسؤولياتها تجاه سكانه وفقا لقواعد القانون الدولي.

3. العمل على دعم خطط التنمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعم الجهود التنموية التي من شأنها أن تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان المدنيين.

كما يدعو المركز الحكومة الفلسطينية وقوى المجتمع المدني لتعزيز الجهود الوطنية لدعم ومساندة الأسر الفقيرة والعمل على تحديد حد أدنى للأجور يراعي مستويات غلاء المعيشة وتوفير الحماية للفئات الفقيرة والمهمشة من خلال الإسراع بإقرار
قانون للضمان الاجتماعي.

التعليقات