قرى شيعية تتمرد على "حزب الله".. وترفض إرسال أبنائها للقتال في سورية

غزة - دنيا الوطن
كشفت أوساط شيعية لبنانية ل¯"السياسة", أمس, أن قيادة "حزب الله" تواجه مشكلة حقيقية في تجنيد عناصر مدنية شابة من أبناء الطائفة الشيعية للذهاب الى سورية والقتال إلى جانب قوات نظام بشار الأسد, رغم الاغراءات المالية التي يغدقها الحزب من الدعم الايراني, والتي بلغ منها الراتب الشهري للمقاتل بعد تلقيه تدريبات سريعة وخاطفة الألفي دولار. (راجع ص 18 و19)
وأكدت الأوساط أن قيادة الجهاز الامني في "حزب الله" برئاسة وفيق صفا أنشأت "اربع شعبات امنية من عناصر مجربة في الحزب لتجنيد متطوعين في لبنان والدول العربية والافريقية وبعض دول أوروبا, حيث توجد عشرات الخلايا للحزب, للالتحاق بأكثر من 2500 مقاتل من الحزب في المحافظات السورية الساخنة مثل دمشق وريفها وحلب وريفها وحمص وحماة ودير الزور وريفها" لمشاركة قوات الأسد في القتال ضد الثوار.
وأضافت الأوساط ان "سكان معظم المدن والبلدات الشيعية في جنوب لبنان, وبيروت وضواحيها, والساحل الممتد من العاصمة حتى مدينة صور, وفي البقاعين الأوسط والشمالي, يمنعون أولادهم من الانخراط في عمليات تجنيد "حزب الله" رغم التهديد والوعيد وقطع بعض الإعانات عن اعداد كبيرة منهم, خصوصاً بعدما تضاعفت اعداد القتلى من عناصر الحزب في معارك سورية, حيث تنقل عشرات الجثث أسبوعياً وتدفن في قراها من دون السماح لأهالي هؤلاء القتلى بالتحدث عن الجنازات أو أسباب الوفاة".
وقال قيادي شيعي لبناني سابق لاجئ الى باريس منذ حوالي ثلاث سنوات لانشقاقه عن حركة "أمل" ان "النقص الحاد في عنصر الشباب الشيعي الرافض للتجنيد لصالح النظام السوري, حمل قيادات "حزب الله" على رفع سن المجندين الى من هم في الخامسة والاربعين من اعمارهم, بعدما كان التجنيد يتم للشباب الذين لا تتجاوز اعمارهم الثلاثين", مشيراً إلى أن ما يحدث في المناطق الشيعية في لبنان وداخل مجتمعاتها, من رفض للرضوخ لأوامر "حزب الله" وقياداته, "يتكرر منذ اربعة اشهر تقريبا وعلى نطاق واسع داخل المجتمعات العلوية في سورية".
في سياق متصل, قدرت عناصر قيادية في شعبة الاستخبارات العسكرية وفرع "المعلومات" التابع لقوى الامن الداخلي في بيروت, عدد الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان من سورية خلال الأشهر الستة الماضية بين 50 ألفاً و100 ألف, بعد استهداف قوات الأسد المخيمات في دمشق وغيرها من المناطق, بسبب مساندتها الثورة.
وأكد قادة فلسطينيون أن السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي "يدير جهازا من العصابات اللبنانية التابعة لأحزاب قوى "8 آذار", مهمته التصدي للاجئين الفلسطينيين والسوريين الى لبنان واختطاف البارزين منهم المطلوبين من استخبارات دمشق, واعادتهم بالقوة الى سورية".
وكشف قادة أمنيون لبنانيون ل¯"السياسة" ان السفير السوري "حصل أخيراً من احد المتمولين الشيعة في افريقيا بأوامر من "حزب الله" على فيلا اكتمل بناؤها وتأثيثها للتو في منطقة دوحة الحص قرب العاصمة بيروت التي يسكنها الأثرياء", وسط ترجيحات بأن تصبح هذه "الفيلا الهدية" سكناً للسفير الذي يبدو انه سيطلب اللجوء السياسي في لبنان بمجرد سقوط النظام في دمشق, شأنه شأن أعداد كبيرة من قادة النظام السياسيين والعسكريين.
المصدر: السياسة

التعليقات