الحمود : اوباما يسعى لإيجاد نظام سياسي في سوريا يقدم ضمانات للأمن الإسرائيلي

الحمود : اوباما يسعى لإيجاد نظام سياسي في سوريا يقدم ضمانات للأمن الإسرائيلي
غزة - دنيا الوطن
رأى الخبير الدولي الاقتصادي والسياسي الدكتور نصير الحمود انه في حال فوز أوباما من جديد، فإن ذلك يعني استمرار السياسة الحالية في الشرق الأوسط مع إمكانية إيجاد حل جذري للملف السوري مع إيجاد نظام سياسي جديد يقدم ضمانات للأمن الإسرائيلي فضلا عن ضمانه عدم التعرض للجيران والسعي لإشاعة الديمقراطية . وجاء تصريح الحمود في حوار صحفي .  

ويذكر ان الحمود سياسي اردني يعمل نائب رئيس صندوق تنمية الصحة العالمية وسفير النوايا الحسنة، المدير الإقليمي لمنظمة (إمسام) سابقاً – المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة. مستشار الشئون الدولية لجمعية اللاعنف العربية. وفيما يلي نص الحوار :

كخبير دولي ما هو برأيكم نهاية الملف السوري ؟

- أعتقد بأن السوريين يسيرون بخطى ثابتة ولو كانت بطيئة ومكلفة للغاية في سبيل تحقيق حريتهم عن نظام استمرأ سياسة القمع طيلة 4 عقود، ساهم خلالها في إطفاء جذوة المنجزات الحضارية لهذا البلد، الذي يمتلك سجلا تاريخيا طويلا من المنجزات الإنسانية والعلمية والثقافية لقد قرر السوريون الخروج للشوارع قبل أكثر من عام ونصف مطالبين سلميا بإنهاء سياسات القمع البوليسية المسلطة على رقابهم طيلة السنوات الماضية، وذلك أسوة بنظرائهم في العالم العربي، بيد أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يقدم النظام الحاكم على استخدام المدفعية والطيران والذبح المباشر بالسلاح الأبيض في سبيل ثنيهم عن مطلبهم البسيط وقد ادى التصعيد المستخدم من قبل النظام في دمشق في إحداث مواجهات عسكرية رغبة من قبل المواطنين في حماية أنفسهم وأعراضهم فضلا عن أموالهم، وقرروا ألا يعودوا من الشوارع قبل نيل حريتهم، إذ أن نكوصهم عن تلك المطالبات، سيسهم في زيادة قمع النظام لهم مستقبلا النظام لن يستطيع  النأي بنفسه عن التطورات الداخلية والمقاطعة الخارجية، إذ لن تنفعه إيران والصين وروسيا مع استمرار الوقت الذي سيؤدي طول أمده لتغير مواقف الدول الكبرى حيال هذا القمع الدامي  متفائل بقدرة السوريين على نيل حريتهم وبناء دولة حضارية على أسس ديمقراطية مدنية

  * في الفترة الأخيرة تزايد مسلسل العنف الدموي في العراق .. برأيكم من يتحمل المسؤولية ؟

- - الخطاب الطائفي والاقصائي الذي تتبناه غالبية القوى في العراق يزيد من شقة الخلاف والفرقة الداخلية، ما يجعل الأفق المستقبلي دونما وضوح خلال المرحلة المقبلة الجميع يتحمل مسؤولية ما يجري، وإن كانت إيران والقوى السياسية العراقية التي تدور في فلكها حريصة على إذكاء الاختلاف والاقتتال الداخلي لتمرير رؤية وسياسة طهران في العراق الذي نتمنى عودته للحضن العربي ليست كعضو فقط وإنما كقائد مؤثر في مسيرة العالم العربي العراق تاريخيا كان داعما بل قائدا للتنوير في المنطقة، وهو التنوير العلمي والمعرفي المستند لآفاق رحبة تتسع الجميع، فكيف به يضيع ذرعا بمواطني هذا البلد القادر على استعادة موضعه الرائد في العالم

* هل تتوقعون مشاركة إخوان الأردن في الانتخابات المقبلة ؟

- - من المستبعد مشاركتهم في الانتخابات المقبلة في ظل تشدد الحكومة الحالية على السير قدما في قانون الانتخاب الذي لم ينل رضا الشارع الأردني برمته بيد أن الإخوان – باعتبارهم قوة سياسية- قد يلجئون للمساومات السياسية التي لا تنل من شعبيتهم لدى قواعدهم من خلال حرصهم على الثوابت التي يدعون إليها كقوة معارضة وتتمثل في محاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات الجدية البعيدة عن المناورات الإعلامية الرامية لكسب الوقت لا يمكن للأردن تجاهل التطورات الحاصلة في الساحة العربية والتي تمخض عنها ارتفاع سقف المطالبات بالإصلاحات واستئصال جذور الفساد الذي بات – للأسف يطال شخصيات كبرى في البلاد الحقيقة أن تجربة الإخوان في مصر خلقت نوعا من الاضطراب في التوقعات، وهو ما ينطبق على المسار الأردني المنبثق عن نظيره المصري، وتحديدا حيث عاد الإخوان عن موقفهم بترشيح رئيس للدولة رغم تعهدهم بعدم النية على الإقدام على ذلك يعاب على جماعة الإخوان المسلمون في العالم العربي انعزالها عن الشارع واكتفائها بالضغط لتحقيق مصالحها الذاتية في أحيان كثيرة، كما أنها باتت تواجه مشكلة ثقة مع عموم الشعب نظرا لقناعتها بكونها الوحيدة التي تمثل التيار الإسلامي ورغم أنني لا أقلل من أهمية الجماعة وصدقية بعض التوجهات الإصلاحية لدى الجماعة، لكنها مطالبة بالتخلص من سياسة الإقصاء وتجاهل الآخرين في الحياة السياسية قد يشارك الأخوان في الانتخابات المقبلة مقابل صفقات سياسية حينذاك، لكن إعلانهم عن دخول الانتخابات سيكون متأخرا ليمارسوا دون الضاغط على مؤسسات الحكم والحصول على أفضل مكتسبات ممكنة

* ما هي انعكاسات الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة على احداث الشرق الأوسط ؟

- من المرجح تجديد الأميركيين ثقتهم بالرئيس الحالي باراك أوباما نظرا لنجاحه في تقليص البطالة لأدنى مستوياتها الممكنة، كما تمكن من تغطية الأخطاء الاقتصادية التي وقع بها سلفه جورج بوش الابن حين قاد البلاد لمآزق مالية جسيمة ناتجة عن خوضه غمار حربي العراق وأفغانستان

في حال فوز أوباما من جديد، فإن ذلك يعني استمرار السياسة الحالية في الشرق الأوسط مع إمكانية إيجاد حل جذري للملف السوري مع إيجاد نظام سياسي جديد يقدم ضمانات للأمن الإسرائيلي فضلا عن ضمانه عدم التعرض للجيران والسعي لإشاعة الديمقراطية . القضية الفلسطينية لن تحل من خلال أوباما أو منافسه الجمهوري ، لاعتقادي الجازم بعد وجود نية حقيقية لإقامتها من قبل واشنطن مالم يتم منح إسرائيل كافة المكتسبات التي تتطلع اليها على صعيد ملفات القدس والحدود والمستوطنات والمياه فضلا عن اللاجئين في حال فوز الجمهوري رومني، قد يتم توطيد التعاون مع الدول العربية الفاعلة لمحاربة ما يدعى بالإرهاب، لمواجهة نفوذ القاعدة في اليمن والمغرب العربي فضلا عن القرن الإفريقي، كما سيعاد تقسيم العالم لفسطاطين أحدهما حليف لواشنطن ومحارب للإرهاب والآخر عكس ذلك

* ما هو تعليقكم على السياسة الاستيطانية الإسرائيلية عامة وفي القدس خاصة ؟

- لقد نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستثمار فترة الربيع العربي وانشغال الرأي العام العالمي بهذه التطورات، من خلال مواصلته سياسة الاستيطان التي ترضي غرور حلفائه من المتدينين اليمينيين لقد ضرب نتنياهو عرض الحائط جميع النداءات المتكررة الصادرة عن زعامات عربية وأخرى إسلامية بضرورة وقف الاستيطان، وهو ما ساعد المتطرفين على مواصلة سياستهم العنصرية ضد العرب والفلسطينيين بالألفاظ والأفعال فضلا عن الاستيطان نتنياهو ونظرائه من رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين يسعون لاستثمار فترة تواجدهم في الحكم لإرضاء قاعدتهم الجماهيرية والتي تتفق بأن القدس هي عاصمتهم الأبدية، لذا فإن عليهم التخلص من العرب الذين ينازعون عليها  الانقسام الفلسطيني ووهن الجسد العربي، وغياب التوازن على صعيد القوى الدولية، يصب في صالح السياسات التوسعية الاستيطانية الإسرائيلية، فيما يدرك المسؤلون في تل أبيب بأن لا قوة قادرة على ردع تصرفاتهم بما في ذلك الإدارة الأميركية

التعليقات