لا استطيع الإقلاع عن هذه العادة!

لا استطيع الإقلاع عن هذه العادة!

 انا شاب اعزب وعمري 23 سنة واعاني من مشكلة العادة السرية بكثرة ، رغم اني اعرف انها حرام وانها مضرة ولكن لا تجدي نفعاً ،عاقبت نفسي كثيراً على ان لا اعود مرة ثانية ودعوت ربي كثيرا ولكنني سرعان ما اعود وبزيادة عن السابق

اتمنى مساعدتي في حل مشكلتي لانني تعقدت كثيرا ولا اقدر على نفسي

وبارك الله فيكم


الجواب

العادة السرية  عند الشباب ممن لا يوجد لديهم شريك جنسي  ليست مضرة للصحة الجسمانية او النفسية  ,على عكس  ما تكتبه في سؤالك  , وعلى عكس  ما  يقال ويكتب  هنا او هناك .

طبعا لكونك  تعتقد  مسبقا  ان ما تفعله  بممارسة العادة السرية   سلوك  ممنوع  من ناحية دينية و اعتقادك  ايضا بانك تقوم  بشيء مضر  فان  ممارسة العادة السرية لديك  يعقبها  شعور بالقلق والخوف  ولربما تأنيب ضمير ,  وهذا ما يسبب لك المعاناة وليس العادة السرية بحد ذاتها .

لست الشخص  المخول  في الحديث عن  فهم الدين للعادة السرية هذا خارج صلاحياتي , لكن فيما يتعلق  بالتوابع  الصحية  والنفسية بإمكاني القول :

اولا  العادة السرية  تبدا مع وصول  الشاب سن البلوغ وتستمر لديه طالما لم يتوفر  له شريك جنسي  , و الامتناع عن  ممارستها  ضمن هذه الظروف  غير ممكن عند كل الشباب حتى لو  انكروا ذلك .

ثانيا  هي ليست  مضرة  لصحة الشباب  لا من الجوانب الجسمانية او النفسية بل هي سلوك طبيعي ومتوقع .

ثالثا  هي قد تعتبر عادة  غريبة ومستهجنة في حال ممارستها رغم توفر شريك جنسي  ( الزوجة )

رابعا  حجم التعرض لمثيرات جنسية كالمنتوجات  الاباحية  التي يتم عرضها عبر كافة الوسائل يزيد الخيال الجنسي  عند الرجل  بطريقة متطرفة  وغير معقولة ,   فالمواد  الاباحية  مصممة لتخاطب الخيال الجنسي للرجل   و تجسيد الخيالات الجنسية  الذكورية  المتطرفة في مادة مصورة ( و هي غير موجهة  للمرأة  )  , و قد  تخلق عند الرجال رغبات جنسية مما لا يمكن تطبيقه في الحياة الواقعية و مع الشريك الجنسي  الشرعي ( الزوجة )  , وتخلق ضغطا نفسيا شديدا  على الزوجة في حال الطلب منها   ممارسة هذا الخيال الجنسي الذكوري المتطرف مما يتم عرضه  عبر وسائل الاعلام ( كالتلفزيون  او شبكة الانترنيت )  . و  لصعوبة نقل الخيال الجنسي الجامع الذى يتعرض له الرجال عبر المواد الاباحية  قد يحدث اغتراب  جنسي بين الزوجين  , وشعور  بعدم الاكتفاء من قبل الرجل , و امتعاض من قبل المرأة  وشعورها بالمهانة من طبيعة مطالب زوجها  , وهذا قد يكون سببا  لممارسة العادة السرية من قبل رجال ناضجين ومتزوجين  بعيدا عن زوجاتهم .. اما بالنسبة للشباب الصغار  فالتعرض لهكذا مواد اباحية قد يخلق لديهم تصورا مشوها عن العلاقة الجنسية يصعب  عليهم التخلص منها  حتى بعد الزواج .

خامسا من غير المعروف لدينا أي وسيلة بإمكانها  منع او كبح الشباب عن ممارسة العادة السرية , حتى التحريم الديني  لا يجعل الشباب يقلعوا عن ممارسة هذه العادة ,  هو قد يسبب لهم قلقا  وشعورا بالإثم  فقط  , ولكن ليس التوقف عن ممارسة العادة السرية .

سادسا يجب  ان نكون متواضعين  تجاه الشباب  و ان نحتكم للممكن والجدوى  , فمن غير الممكن منع الشباب  عن هذا السلوك  والاهم لا توجد جدوى من  فعل ذلك .

سابعا  ما هو ممكن بالنسبة للشباب لعدم الافراط في ممارسة هذه العادة هو ان يمنعوا انفسهم  من مشاهدة المواد الاباحية , وان يجعلوا حياتهم اكثر ثراءا عبر تصعيد اهتمامهم بممارسة الرياضة ,  والاندماج في الفعاليات والانشطة الثقافية , وان يدفعوا انفسهم للمشاركة في نشاطات جدية  و مفيدة  بما يمكنهم من  تعديل اجندة  حياتهم ,  ليس بهدف الغاء الجنس من اهتماماتهم ( فهذا من غير الممكن تحقيقه) , لكنه على الاقل  ان يجعل حياتهم اكثر ثراءا  من حيث النوعية بحيث لا يكون الجنس هو العنصر الوحيد النشط في وعيهم ... لا يجب ان نطلب المستحيل من ابنائنا  عندما يصبحوا  شبابا ولهم رغبات وقدرات جنسية , فمهما فعلنا  سيمارسوا  العادة السرية , فهذه وسيلتهم  للتعامل ضمن الممكن مع حاجاتهم  الغريزية .

التعليقات