ناجي عطا الله يضحك على الشعب العربي وليس الموساد

ناجي عطا الله يضحك على الشعب العربي وليس الموساد
كم كان شوقي ولهفتي لرؤية عادل إمام في مسلسله الجديد "فرقة ناجي عطا الله" كما كانت لهفة الشعوب العربية لمشاهدة عمل فني يحمل قيم إنسانية واجتماعية خاصة وأن بطل هذا المسلسل هو الزعيم عادل إمام والذي لن يغامر في سمعته  وتاريخه الكبير في أي عمل خاصة بعد غيابه عن ادوار التلفزيون لأكثر من ثلاثين عاماً، وكنت أتوقع أن لا يقل مستوى هذا المسلسل عن تلك الأدوار  التي قدمها الزعيم  في مسلسلي "دموع في عيون وقحة" و"أحلام الفتى الطائر"  خاصة في ظل الخبرة التي اكتسبها خلال مشواره الفني.

ويبدو أن الزعيم فضل استثمار عودته إلى التلفزيون ليزيد من نجاح أبنائه في الوسط الفني ورغم اقتناعي التام بنجاح ابنه "رامي" في مجال الإخراج من خلال أعمال فنية متعددة "عايزة أتزوج- حسن ومرقص- غبي منه وفيه- بوحة ....." وغيرها من الأعمال التي أبرزت مهارته الإخراجية ، إلا أنه كان ينقصه بعض اللمسات الفنية في عدة مشاهد من المسلسل خاصة التي يتواجد بها الزعيم، ظناً منه أن وجود والده يكفي لنجاح هذه المشاهد.

ونأتي إلى ابنه "إبراهيم" اقصد "محمد" الممثل الصاعد والذي حاول في المسلسل أن يكون نسخة مكررة عن والده خاصة في غرامياته النسائية، وكنت أتمنى أن يأخذ خط مختلف عن سير والده ليبرز مهارته الفنية مثلما فعل في دوره في مسلسل "خطوط حمراء" مع الفنان أحمد السقا والتي تؤكد امتلاكه للمهارة الفنية.

ونأتي إلى جوهر الموضوع وهو قصة المسلسل والتي تبدأ بقصة رجل دبلوماسي يعمل في السفارة المصرية في تل أبيب ولظروف ما يتم تجميد أمواله في أكبر بنوك إسرائيلية، فيقرر  بعدها أن يتم سرقة البنك ويقوم بتكوين فرقته، ولن أتطرق لدخوله للأراضي الفلسطينية "غزة" والتي تحدث عنها كل مواطن في غزة لما تضمنتها من مغالطات ينبغي لمؤلف كبير مثل "يوسف متعاطي" ألا يقع بها ، ومن ثم التسلسل إلى "تل أبيب" والتي أهملها المؤلف تماما.

ثم مشهد سرقة البنك والذي كان أسوء المشاهد في المسلسل رغم كونه أساس القصة فبدونه لم يكن هناك مسلسل.

والانتقال إلى الأراضي اللبنانية وعملية أسرهم من قبل "حزب الله"والإعلان عن أنهم إسرائيلية من قبل التأكد من هويتهم والتي تدلل على السطحية العسكرية والسياسية ل "حزب الله" وهو عكس الموجود على أرض الواقع.

ونأتي إلى فترة انتقاله إلى الأراضي السورية والتي يتعرف فيها على "كاميليا" مندوبة الأمم المتحدة والتي تقع في غرام عادل الإمام كعادته في أعماله الفنية المختلفة، والتي تتبعه في رحلته بكل سذاجة أينما ذهب وسافر دون حتى الاستعلام عن حقيقة الأمر.

وفي الأراضي العراقية لم يسلم المسلسل من تعليقات العراقيين عبر الفيسبوك، واتهم المسلسل بأنه ناقش الأوضاع في العراق من زاوية طائفية تتبع هوى المعلق ورؤيته الطائفية لعراق اليوم.

وأخيرا عملية اختطاف الطائرة المقلة من مطار "اربيل- اسطنبول- القاهرة" والتي يبدو أن المؤلف لم يجد أحداث يضعها في المسلسل فبدأ نسجها من خياله ولا تمس لأرض الواقع بشيء.

وعملية الفدية والتي دفعتها الدول لتخليص رعاياها من الأسر بدون التفاوض، وأخيرا عودة الفرقة إلى الأراضي المصرية بعد التبرع بكل الأموال لذوي الأمراض والجوع في أفريقيا "تيتي تيتي مثل ما روحتي مثل ما جيتي" وتنتهي أحداث المسلسل هنا.

ولكن السؤال هنا والتي لم تتطرق لها الأحداث النهائية للمسلسل  ماذا فعل المخابرات المصرية التي كانت تحقق في الأمر وهل سمحت لهم بالدخول بهذه السهولة.

فيبدو بعد مشاهدتي للأحداث النهائية للمسلسل بأن  ناجي عطا الله ضحك على الشعب العربي وليس الموساد.

المهندس:أحمد خليل الشرفا 

التعليقات