اليرغول.. وصفة طبية لشفاء زريفة

اليرغول.. وصفة طبية لشفاء زريفة
رحمة حجة

 المسرح الشعبي

" أكتر مشهد حبيتو لما راح زريف على مغارة الأفاعي وما مات، كيف كل اللي بفوت عليها بموت وهو لا؟!" قال الطفل إبراهيم ياسر بعد انتهاء عرض مسرحية للدمى ليلة أمس بعنوان "زريف"، قدمه مسرح السيرة من الجليل، على خشبة المسرح الشعبي في اليوم الثاني من مهرجان "فوانيس رمضان"، الذي تنظمه جمعية المسرح الشعبي في حرش العمري.
وفيما احبت تيما الشعيبي (6 سنوات) مشهد العرس في المسرحية، قال الطفل بشير ضبابات مبتسمًا "أنا حبيت لما الدكتور ضرب أبوها عشان خايف على مريضتو". واستخلص الطفل أحمد منسي من المسرحية أن "الطمع شيء سيء". هؤلاء الأطفال وغيرهم ممن شاهد المسرحية، أنعشوا بضحكاتهم هواء رام الله، وكذلك أصواتهم حين كانوا يستجيبون لطلب الفنان راضي شحادة مشاركتهم من خلف صندوق الدمى. ويبدو أهاليهم من حولهم سعداء أيضًا، ربما يسترجعون بدورهم شيئًا من ذاكرة الطفولة.
أما زريف، عازف اليرغول الفقير، الذي يحب زريفة ابنة التاجر ، يحول بينه وبينها طمع والدها الذي يريد عريسًا غنيًا. تمرض زريفة ولا يشفيها إلا عزف زريف على اليرغول، ليوافق والدها على زواجهما شرط أن يخيط لها ثوب العرس من جلود أفاعي الكوبرا الموجودة في مغارة بعيدة. ينجح زريف في تحقيق الشرط ويتزوجان.
في مسرحية "زريف" شاركت 30 دمية، حركتها الأيدي الماهرة للفنان راضي شحادة والفنانة منيرة شحادة، التي صممت ملابسهن مع غصوب سرحان، بينما لونّ الوجوه حسن طوافرة. واستخدم راضي شحادة أنواعًا مختلفة من الدمى منها دمى القفاز والعصا والخيوط.
شكلّ صوت اليرغول خلفية والأغاني الشعبية خلفية لأحداث المسرحية، وتفاعل جمهور الصغار والكبار مع زريف وزريفة، مترقبين الذي سيحدث في المشهد التالي، هل ستُشفى زريفة؟ هل سيحضر زريف ثوب الأفاعي؟ هل سيتزوجان؟ وذلك بمصاحبة التبديل في ألوان الأضواء التي تنير بالألوان مع مشاهد العرس بينما تصبح ظلالًا سوداء حين يدخل زريف المغارة.
ومع أوّل ظهور لزريف على المسرح وتحيته الجمهور أطلق الأطفال أصواتهم فرحًا لرد التحية. فكان العرض تشاركيًا بين المؤدين والجمهور، حيث ربط الفنانان شحادة تقدّم أحداث المسرحية بكلمات بسيطة ومحببة ليعبروا عن مشاعرهم ومناداة الأطفال، ليكونوا بالتالي جزءًا من العرض لا متفرجين فقط.
وحول تقييمها لعرضهم في المهرجان، عبرت منيرة شحادة عن سعادتها بوصفه "بجنن" ومضيفة "ارتحنا في العرض جدا وما دمنا كذلك معناه أن الجمهور منسجم معنا". وعن مشاركة مسرح السيرة في مهرجان فوانيس قال راضي شحادة "هي نوع من التواصل الحميم مع الأهل والأصدقاء والتواصل الثقافي بيننا في أراضي 1948 والجمهور في الضفة".

التعليقات