لص يسرق محرك طائرة مقاتلة!

لص يسرق محرك طائرة مقاتلة!
غزة - دنيا الوطن
في مواجهة ما سماه "أوهام أمريكا في الشرق الأوسط"، رصد مارك سيلفربيرج محلل السياسة الخارجية بمركز آرييل للبحوث السياسية بإسرائيل، عددا من الوقائع السياسية في مصر والعالم العربي، متوقعا أن "يصمد الجيش العلماني في مصر لبعض الوقت في مواجهة الإسلام السياسي -الإخوان والسلفيين- المسيطر على الساحة السياسية، لكنه في النهاية سيرضخ، كما فعل العسكر في إيران في عهد الخميني وفي تركيا في عهد أردوغان. وكما أشار مايكل ويدلانسكي مؤخرا في مجلة "فرنت بيج"، فإن "تركيا التي كانت من قبل حليفا موثوقا لحلف شمال الأطلسي أصبحت الآن قوة لا يمكن الاعتماد عليها، ومصر التي كانت حليفا تعتمد عليه الولايات المتحدة ستنجرف بعيدا أيضا".. وفي الحالة الأخيرة أنهى نظام أردوغان الإسلامي إصلاحات كمال أتاتورك، وسجن قادة الجيش التركي، وحل نظام حكم إسلامي محل الحكم العسكري العلماني، لكن جماعة الاخوان المسلمين تعتبر أكثر تطرفا من حركة الإسلام السياسي التركي.. وعلى الحكومات الغربية الآن أن تعلم أنها كلما تساهلت مع الأنظمة الإسلامية، كلما بدت ضعيفة أمامهم، وكلما قل خوفهم منا، كلما أصبحوا أكثر خطورة".

وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة "أروتز شيفا" الإسرائيلية أن الغرب لم يفهم حتى الآن السبب في فشل سياساته في المنطقة، هو فقط يعرف ما يريده، ولذلك يسقط رغبته على الآخرين المنتمين لثقافة مختلفة تماما، ومما زاد الطين بلة أن الغرب يدير السياسات القائمة وفقا لهذه النماذج الخاطئة، وهذا ما يفعله الغرب في مواجهة العالم العربي فيما يسمى بـ"الربيع العربي".

وتابع سيلفربيرج أن "الانتخابات، سواء أكانت نتائجها إلى الأفضل أم إلى الأسوأ، تحددها العوامل الديموغرافية، وفي مصر كانت التركيبة السكانية والتفكير الشعبي واضحًا منذ وقت طويل قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لكننا لم نكن نستمع إلى أحد، وحتى لو كنا نستمع كنا نبحث عن استنتاجات خاطئة.. ولنأخذ على سبيل المثال نتائج استطلاعين للرأي أجرتهما مؤسسة جالوب في مصر 2008 ثم في 2010: تقول النتائج إن 95٪ من المصريين يريدون أن يكون للإسلام تأثير أكبر في السياسة، ويريد 64٪ أن تكون الشريعة الإسلامية الأساس للتشريع، ويؤيد 54٪ الفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة، ويؤيد 82٪ رجم النساء كعقاب على الزنا، ويوافق 84٪ على عقوبة الإعدام للمرتدين عن الإسلام، وهذا هو سبب تصويت 75٪ من المصريين لجماعة الإخوان وحلفائها السلفيين المتشددين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفي ظل اتجاهات رأي على هذا النحو من الطبيعي جدا أن تسقط مصر في أحضان الإسلام، وبشكل أكثر تحديدا، في أحضان الإخوان المسلمين والسلفيين، الذين سيبدأون في غضون سنوات تطبيق الشريعة في الحياة اليومية لما يقرب من 90 مليون مصري..

ولكن عندما يكتشف ملايين الفقراء من أنصار جماعة الإخوان حسب قوله أنهم تعرضوا للخديعة مرة أخرى، سيوجه الإخوان الاتهام للغرب واليهود، للصهاينة وإسرائيل، لأن هذه هي طبيعة الأنظمة التي أنتجتها هذه الثقافة".

التعليقات