'معركة حاسمة' في حلب.. وروسيا تلمح لوجود القاعدة على الحدود السورية التركية

'معركة حاسمة' في حلب.. وروسيا تلمح لوجود القاعدة على الحدود السورية التركية
دمشق - دنيا الوطن
اتجهت الى مدينة حلب في شمال سورية تعزيزات عسكرية مرسلة الى القوات النظامية، واعداد من المقاتلين لينضموا الى المعارضين الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع النظاميين منذ ستة ايام، من اجل خوض ما وصفتها مصادر متطابقة الاربعاء بـ'المعركة الحاسمة'، جاء ذلك بينما كشف تقرير أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية (روسي) في لندن، أمس الأربعاء، أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سورية يجري تنفيذه حالياً في عواصم غربية وتركيا والأردن.
وقال التقرير إن هذا التحرك 'تم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ، ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سورية من الانتقال إلى دول الجوار'.
لكن التقرير استبعد احتمال القيام بغزو على نطاق كامل، مرجحاً 'عملاً محدوداً لحماية المدنيين أو من أجل تأمين وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، يمكن أن يشمل أيضاً تسليح جماعات المعارضة السورية أو تجميع تحالف دولي من أجل العمل العسكري'.
واشار إلى أن مشكلة احتواء الأزمة في سورية ومنعها من توسيع دائرة العنف وتفتيت الدول المجاورة واثارة حتى الغزوات عبر الحدود 'هي الآن أكثر إلحاحاً من تخفيف حدة العنف داخل سورية، بعد أن صارت مهيأة للتنافس بالوكالة'.
واقترح التقرير المعهد الملكي بأن ايران وروسيا 'قد تكونان مستعدتين لمحاولة القيام بتحرك داخلي محكم من خلال العمل على استبدال الرئيس بشار الأسد بشخصية سنية مفضَلة'.
جاء ذلك في الوقت الذي صرح فيه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قدم 'ضمانات اكيدة' لروسيا بان الاسلحة الكيميائية مخزنة في امان تام.
وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة الانباء الروسية ايتار تاس 'تلقينا ضمانات اكيدة من دمشق بأن امن هذه الترسانات (الكيميائية) مؤمن بشكل كامل'.
الا ان المسؤول الروسي حذر دمشق من خطر وقوع هذه الاسلحة 'بأيدي المعارضة المسلحة'.
ومن جهته قال وزير الخارجية الاردني الاربعاء ان الاردن اتخذ احتياطات تحسبا لاستخدام اسلحة كيماوية في سورية مما يعكس القلق في المنطقة بشأن تهديد سورية باستخدام مثل هذه الاسلحة ضد قوات اجنبية.
وعندما سئل عن استعدادات الاردن في حالة حدوث هذا السيناريو في سورية قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الاردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول لكنه اتخذ احتياطاته لحماية سلامة البلاد وامنها الوطني.
وفي اسرائيل زاد الاقبال على شراء اقنعة الغاز، ويتوجه الاسرائيليون القلقون من التطورات في سورية الى مراكز توزيع الاقنعة الواقية من الغاز خصوصا بعد ان اعرب مسؤولون اسرائيليون عن قلقهم على مصير الاسلحة الكيميائية في سورية في حال سقوط نظام بشار الاسد.
واعرب المسؤولون الاسرائيليون في الايام الاخيرة عن قلقهم على مصير مخزونات الاسلحة الكيميائية والبيولوجية في سورية في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
الى ذلك قالت روسيا امس الأربعاء ان المسلحين الذين سيطروا على معابر على الحدود السورية مع تركيا ربما يكونون حلفاء لتنظيم القاعدة.
وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المزاعم التي تقول ان الجيش السوري الحر المعارض هو من سيطر على المعابر الحدودية من ايدي القوات الحكومية.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي 'وفقا لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك .. مهما كان ما يعتقده البعض بشأن هذا.. وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة'.
وميدانيا قال مراسل صحيفة سورية في مدينة حلب ان 'مئات المتمردين القادمين من كل شمال سورية يتدفقون الى حلب في ما يبدو انه تحول الى المعركة الحاسمة'.
واشار الى ان 'المتمردين يسيطرون على حوالى عشرة احياء في اطراف حلب'، وان 'اصوات القصف والرشقات الرشاشة تتردد في كل انحاء المدينة'.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان 'الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، وسبق لهم ان اعلنوا ان معركة حلب هي معركة حسم وتحرير'، مضيفا 'هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة الى النظام'.
ورأى ان 'حلب بالنسبة الى الثوار هي عاصمة الشمال وتمثل بنغازي (ليبيا) سورية، خصوصا ان معظم المناطق شمال مدينة حلب باتت خارجة عن سيطرة النظام'.
وكان الجيش السوري الحر اعلن الاحد بدء معركة 'تحرير حلب'. وقال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي ان الاوامر اعطيت الى 'كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها'.
واوقعت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية 87 قتيلا، بحسب المرصد. والقتلى هم 43 مدنيا و32 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلا معارضا.
ومن جهته دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء المجتمع الدولي للتحرك من اجل وقف 'المجزرة'، وذلك في خطاب امام البرلمان في البوسنة احد بلدان البلقان الذي شهد ابادة في سريبرينتسا في 1955. وقال بان 'اوجه نداء من قلب البوسنة والهرسك الى العالم اجمع: لا تتأخروا، اتحدوا، تحركوا. تحركوا الان لوقف المجزرة في سورية'.

التعليقات