بيان اجتماع أوقاف عكار اليوم الأحد صادر عن هيئة علماء المسلمين

غزة - دنيا الوطن
 تلاحقت الأحداث الداخلية في الأسبوع الأخير بوتيرة متسارعة، إلا أن خبر إطلاق سراح الضباط والعسكريين المتورطين في مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب شكّلَ صدمة كبيرة لأهل عكار والرأي العام، خاصة أن ملابسات الجريمة التي ارتكبت في وضح النهار معروفة للجميع، وقد تجاهل المسؤولون عن هذا الملف كل المواقف والبيانات التي طالبت بتحويله من المحكمة العسكرية إلى المجلس العدلي تجنباً لتداعيات خطيرة للجريمة تهدد السلم الأهلي في حال تم التفريط والتهاون بمعاقبة قاتلي عالم دين ينتمي إلى طائفة أساسية كبيرة في النسيج الداخلي.

وقد ترافق إطلاق سراح هؤلاء المجرمين مع معاودة النظام السوري استباحة الحدود اللبنانية بشكل سافر واستهداف الأبرياء والآمنين من المدنيين اللبنانيين في قرى وادي خالد ضمن محاولاته اليائسة لتصدير أزمته إلى لبنان في ربع الساعة الأخيرة التي يعيشها هذا النظام المجرم، وقد أتت هذه الحادثة بعد أقل من أسبوع من اختطاف عنصرين من الأمن العام من داخل مركزهم الحدودي في ظلّ غيابٍ مستغرب لسلطة الجيش ودوره وهيبته في حماية الوطن وحدوده.

وانطلاقاً من هذا الواقع الأليم والمؤسف الذي وصل إليه الوضع الداخلي في لبنان فإن علماء المسلمين في الشمال وكل لبنان يعلنون ما يلي:

 

1. نُجدّد تحذيرنا من التلاعب بنتائج التحقيق في جريمة اغتيال الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه وتبرئة الضباط المتهمين المعروف لدى الجميع بأنهم هم الذين أصدروا الأوامر للعسكريّين بإطلاق النار، وهذا سيكرّس منطق الأمن الذاتي في ظل غياب العدالة وانحياز القضاء!

2. يطالب العلماء الحكومة اللبنانية بنقل الملف فوراً من المحكمة العسكرية إلى المجلس العدلي، مما سيؤدي إلى تنفيس الاحتقان وسحب فتيل الانفجار وهذا ما يحرص العلماء عليه.

 

 

3. ندعو الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية للقيام بواجباتها في حماية الحدود ووضع حد لتجاوزات جيش الأسد وشبيحته في الاعتداء على المدنيين والعسكريين داخل الحدود اللبنانية، وإن تفريط هذه الأجهزة في فرض الأمن على الحدود يؤدي إلى فقدانها لهيبتها وقدرتها على الإمساك بالأمن في كافة أرجاء الوطن.

 

4. تحذّر الهيئة من تدخل أيدي خفية متغلغلة داخل أجهزة الدولة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان خدمة للنظام السوري وذلك من خلال القرارات والممارسات التي تؤدي إلى الشحن الطائفي والمذهبي.

5. تستغرب الهيئة مسارعة القضاء إلى إطلاق بعض الضباط والعسكريين الذين اغتالوا الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه بعد أقل من شهرين على الجريمة النكراء، وكذلك ممارسة ضغوط سياسية لإطلاق المتهم بمحاولة إحراق قناة الجديد رغم توقيفه متلبِّساً، بعد أيام من الجريمة، في مقابل إبقاء الموقوفين الإسلاميين دون محاكمة بعد 5 سنوات!!.

 

وختاماً: تعلن هيئة علماء المسلمين في لبنان بما تمثله من امتداد شعبي وجغرافي في مختلف المناطق أنها ستتعاون مع كل العقلاء والحكماء لتجنيب لبنان الانزلاق إلى فتنة مذهبية دون التفريط في حقوق أهل السُّنة والجماعة فيه.

وستبقي الهيئة اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة المستجدات وأخذ المواقف المناسبة.

التعليقات