فياض: قرار وضع كنيسة المهد وطريق الحجيج في بيت لحم على لائحة التراث العالمي يمثل الحدث الأبرز على درب قيام الدولة ..صور

فياض: قرار وضع كنيسة المهد وطريق الحجيج في بيت لحم على لائحة التراث العالمي يمثل الحدث الأبرز على درب قيام الدولة ..صور
أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن وضع كنيسة المهد وطريق الحجيج في مدينة بيت لحم في منظمة اليونسكو، يمثل الحدث الأبرز على درب قيام الدولة منذ تأسيس أول سلطة وطنية على أرض فلسطين لما يحمله من دلالات إزاء الإقرار الدولي بحقنا في السيادة الفلسطينية على أرضنا في هذا المكان، وبما يمهد للإقرار الدولي بالسيادة الفلسطينية على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وفي مقدمتها القدس، درة التاج، والعاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة، ورمز تطور وتعايش الحضارات والثقافات. وقال " إن هذا القرار يمثل إقراراً دولياً بأحقية شعبنا وجدارته في حماية وصون هذا الإرث الإنساني الذي تمثله بيت لحم وجوهرتها كنيسة المهد".

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء، مساء اليوم، في افتتاح احتفالية وضع مدينة بيت لحم على لائحة التراث العالمي، في ساحة المهد في مدينة بيت لحم، بحضور محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ونائب رئيس بلدية بيت لحم جورج سعادة، ووزير الخارجية د.رياض المالكي، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، وعدد من الوزراء والمسؤولين، والدبلوماسيين والقناصل المعتمدين لدى السلطة الوطنية، ورجال الدين المسيحي والإسلامي، وحشد كبير من المواطنين من مختلف المحافظات.

وشدد رئيس الوزراء على أن وضع مدينة بيت لحم على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، يرقى في معانيه الهامة، من حيث مكانته في مسيرة نضال شعبنا لنيل حريته واستقلاله وتكريس حقه في تقرير مصيره وتحصيل كافة حقوقه، لأن يكون الحدث الأبرز في إطار السعي لانجاز مشروع الدولة، منذ تأسيس أول سلطة وطنية لشعبنا على أرضه في عام 1994. وأشار إلى انه يأتي تعبيرا عن تنامي الإدراك الدولي بضرورة استرداد الحقوق الوطنية الثقافية لشعبنا الفلسطيني على أرضه وفي تاريخه، وتكريساً لحقوق العضوية التامة لفلسطين في منظمة اليونسكو، والتوقيع على الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972.

ودعا فياض منظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة إلى ضرورة تحمل كامل مسؤولياتها السياسية والقانونية والثقافية والأخلاقية في حماية شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، ووضع حد لما يتعرض له وتراثه الثقافي وإرثه الحضاري الإنساني من مخاطر حقيقية جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وطغيانه وإرهاب مستوطنيه. كما شدد على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي المسؤولية بجدية وفاعلية لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره، والعيش بحرية وكرامة في كنف دولته المستقلة كاملة السيادة، وتمكينه أيضا من استعادة مكانته الحضارية والثقافية والإنسانية، وإسهامه في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين.

وأكد رئيس الوزراء على إن مدينة بيت لحم المحتلة، ومعها القدس المحتلة، وسائر الأرض الفلسطينية، كانت وستظل رمزاً للتعايش والتسامح، كما ستظل فلسطين المستقلة منارة للانفتاح على شعوب العالم وثقافاته وإرثه الحضاري الإنساني، ومقصداً لحرية العبادة وتسامح الأديان. واكد أن انتصار فلسطين في هذا القرار، هو انتصار للحق والعدل ومبادئ الإنسانية التي تجسدها تطلعات شعبنا وشعوب الأرض المحبة للعدل والحرية والسلام. وقال "إن شعب فلسطين الذي احتضن الأقصى والقيامة والمهد سيكون دوماً أميناً لهذه المبادئ، وهو يسعى للحرية ويتطلع لإقامة دولته المستقلة على أساسها".

وفي ختام كلمته توجه رئيس الوزراء بالشكر للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو على قرارها، وأشاد بجميع الوزارات والمؤسسات الفلسطينية التي تابعت هذا الملف، ونجحت في استصدار هذا القرار. وخاصة وزارة الخارجية وطواقمها، ومندوبية فلسطين الدائمة في اليونسكو. ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة، ودائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، وبلدية بيت لحم، ومركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم، وكل الجهات المشاركة في الفريق الوطني، بالإضافة للخبراء والمتطوعين والأصدقاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الانتصار.

وهذا النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء

يسعدني ويشرفني أن أكون معكم في هذا الاحتفال ممثلاً عن سيادة الرئيس محمود عباس، وأن أنقل إليكم تحياته واعتزازه بكم لكل ما تقومون به وتبذلونه من جهد متصل على درب الحرية والاستقلال.

نعم، نلتقي اليوم للاحتفال بحدث يرقى في معانيه الهامة، من حيث مكانته في مسيرة نضال شعبنا لنيل حريته واستقلاله وتكريس حقه في تقرير مصيره وتحصيل كافة حقوقه، لأن يكون الحدث الأبرز في إطار السعي لانجاز مشروع الدولة منذ تأسيس أول سلطة وطنية لشعبنا على أرضه في عام 1994.

كيف لا ونحن نحتفل بنجاح فلسطين الباهر في إدراج كنيسة المهد، التي شيدتها الملكة هيلينا في عام 339 فوق المغارة التي ولد فيها سيدنا المسيح، يسوع المخلص، عليه السلام، وطريق الحجاج في بيت لحم على لائحة التراث العالمي. فبالإضافة لكون هذا النجاح يؤكد على الأهمية العالمية لهذه المدينة الفلسطينية المقدسة، ومكانتها للبشرية جمعاء وللتراث الإنساني، وذلك لارتباطها بمولد رسول السلام والمحبة، فإنه يبعث أيضاً على الأمل، لا بل على الثقة، بحتمية انتصار قضية شعبنا العادلة. كما إنه يزيد من إصرار شعبنا على مواصلة انخراطه، وبكامل مؤسساته وفئاته وهيئاته، في تعميق جاهزيتنا الوطنية لقيام دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس، على حدود عام 1967.

  ويكتسب هذا الحدث دلالات ثقافية ووطنية هامة. فهو يأتي تعبيرا عن تنامي الإدراك الدولي بضرورة استرداد الحقوق الوطنية الثقافية لشعبنا الفلسطيني على أرضه وفي تاريخه، وتكريساً لحقوق العضوية التامة لفلسطين في منظمة اليونسكو، والتوقيع على الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972.

 نعم، عندما أقول إن هذا الحدث يعتبر الأبرز على درب قيام الدولة منذ تأسيس أول سلطة وطنية على أرض فلسطين، فذلك لما يحمله من دلالات إزاء الإقرار الدولي بحقنا في السيادة الفلسطينية على أرضنا في هذا المكان، وبما يمهد للإقرار الدولي بالسيادة الفلسطينية على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وفي مقدمتها القدس، درة التاج، والعاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة، ورمز تطور وتعايش الحضارات والثقافات. كما إنه يمثل إقراراً دولياً بأحقية شعبنا وجدارته في حماية وصون هذا الإرث الإنساني الذي تمثله بيت لحم وجوهرتها كنيسة المهد.

نعم، إن هذا القرار يؤكد الأهمية العالمية لهذه المدينة الفلسطينية المقدسة، ومكانتها لدى شعوب العالم وفي تراثها وحضاراتها. وهنا فإنني أتوجه للمجتمع الدولي لأقول: لقد آن الأوان لمنظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة في أن تتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والثقافية والأخلاقية في حماية شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، ووضع حد لما يتعرض له شعبنا، وتراثه الثقافي وإرثه الحضاري الإنساني، من مخاطر حقيقية جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وطغيانه وإرهاب مستوطنيه. وعلى المجتمع الدولي أن يمارس هذه المسؤولية بجدية وفاعلية لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره، والعيش بحرية وكرامة في كنف دولته المستقلة كاملة السيادة، وتمكينه أيضا من استعادة مكانته الحضارية والثقافية والإنسانية، وإسهامه في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين. 

 إن مدينة بيت لحم المحتلة، أيها الأخوات والأخوة، ومعها القدس المحتلة، وسائر الأرض الفلسطينية، كانت وستظل رمزاً للتعايش والتسامح، كما ستظل فلسطين المستقلة منارة للانفتاح على شعوب العالم وثقافاته وإرثه الحضاري الإنساني، ومقصداً لحرية العبادة وتسامح الأديان. فانتصار فلسطين في هذا القرار، هو انتصار للحق والعدل ومبادئ الإنسانية التي تجسدها تطلعات شعبنا وشعوب الأرض المحبة للعدل والحرية والسلام. وإن شعب فلسطين الذي احتضن الأقصى والقيامة والمهد سيكون دوماً أميناً لهذه المبادئ، وهو يسعى للحرية ويتطلع لإقامة دولته المستقلة على أساسها.

وفي الختام، ومن هنا، من قلب ساحة المهد، وحيث يطل علينا الأقصى والقيامة، فإنني أتوجه بالشكر للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو على قرارها، وأحيي في نفس الوقت جميع الوزارات والمؤسسات الفلسطينية التي تابعت هذا الملف، ونجحت في استصدار هذا القرار. وأخص بالذكر وزارة الخارجية وطواقمها، والمندوبية الدائمة لفلسطين في اليونسكو. كما أخص وزارة السياحة والآثار، بإدارتيها السابقة والحالية، ووزارة الثقافة، ودائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، وبلدية بيت لحم، ومركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم، وكل الجهات المشاركة في الفريق الوطني، بالإضافة للخبراء والمتطوعين والأصدقاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الانتصار. وكلي ثقة في أنه سيفتح الباب والأمل نحو نجاحات أخرى تمكننا من وضع كافة مواقعنا التراثية على لائحة التراث العالمي، إقراراً بمكانة فلسطين وإرثها الثقافي الإنساني في الحضارة الإنسانية، ومؤشراً على حق شعبنا في سيادته الكاملة على أرضه، وفي استعادة دوره ومكانته في الأسرة الدولية وحضارتها الإنسانية. فشعبنا يستحق كل ذلك، وهو جدير به. 







التعليقات