مسؤول جزائري: المطرب اليهودي أنريكو ماسياس كاذب ولم نمنعه من زيارة الجزائر

مسؤول جزائري: المطرب اليهودي أنريكو ماسياس كاذب ولم نمنعه من زيارة الجزائر
غزة - دنيا الوطن
"لا أحد منع المطرب الفرنسي أنريكو ماسياس من زيارة الجزائر"، بهذه العبارة أجاب وزير الاتصال الجزائري ناصر مهل، عن القضية الشائكة التي شغلت الرأي العام منذ 2007، بعد منع المطرب الفرنسي اليهودي من أصل جزائري من دخول الجزائر ،وزيارة مسقط رأسه في قسنطينة شرق الجزائر بسبب دعمه للاحتلال الإسرائيلي بماله وفنه. في أول تصريح رسمي بخصوص "قضية" منع المطرب المعروف بولائه لإسرائيل،صرح وزير الإعلام الجزائري ، الخميس 5 يوليو/ تموز الجاري، بأن "الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة الجزائر مرحب بهم بمن فيهم أنريكو ماسياس إن أراد ذلك",

وأضاف الوزير ناصر مهل "أنا أعي ما أقول فلقد كنت في صلب العلاقة بين الجزائر وباريس حينها وأنا من كان يكلم ماسياس والزيارة ألغيت من طرف ماسياس نفسه وبوسعي أن أقدم له الدليل أنه هو من ألغى السفر وليس الجزائريين ".

وربط المسؤول الجزائري ما حدث من ضجة بقوله "هناك ميل كبير في الجزائر لالتزام الصمت لأننا لا نريد خلق المشاكل اليوم وقد انقضت عشر سنوات عن ذلك وأنا عضو في الحكومة الجزائرية ويسعني القول أن ماسياس قد كذب".

وأضاف "كل الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة الجزائر مرحب بهم بما فيهم أنريكو ماسياس إن أراد ذلك، وكل الذين جاؤوا بإمكانهم أن يشهدوا أنه تم الترحيب بهم "، وتابع "الجزائر استعادت استقلالها في 5 يوليو تموز 1962 وقد طوت الصفحة اليوم.، كما أن الأمر لا يتعلق بمستقبلنا نحن بل بمستقبل أجيال كاملة في فرنسا كما في الجزائر".

وكان المطرب الفرنسي اليهودي من أصل جزائري، أنريكو ماسياس، حذر ممن أسماهم بـ"المتطرفين" في الجزائر من استمرار حرمانه من زيارة مسقط رأسه. وطالب منذ 2007 بتمكينه من تحقيق حلم حياته بالوقوف على تراب مدينة قسنطينة التي ولد فيها، وإحياء حفل فني كبير يجمع شمل يهود المدينة ومعجبيه.

وجدد المطرب المعروف بولائه لإسرائيل طلب تحقيق أمنيته، قبل أن يفارق الحياة، خصوصًا وأنه حظي بالتكريم في أكثر من بلد، دون أن يحظى بزيارة للجزائر.

وخرج ماسياس عن صمته تجاه الإبقاء على منعه دخول الجزائر، منذ حوالي سنة في حفل تكريمه بكندا، وقال "أنا اليوم أكرم في كندا وأحلم بأن أكرم في الجزائر التي حرمني متطرفون من دخولها منذ عشرات السنين، لأسباب تافهة جدًا".

ولم يخف المطرب الفرنسي اليهودي شعوره بالحزن والسنوات تمر دون أن يحقق حلمه، قائلا "أنا سعيد جدًا، لكني أريد أن يتحقق حلم العودة إلى بلد الولادة، وأن أسير على تراب مدينة قسنطينة وأحيي حفلاً فنيًّا يجمع شمل يهود المدينة والمعجبين بفني".

وسبق للمطرب اليهودي أن هاجم حكم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، معتبرًا الجزائريين لا يستفيدون من ثروة الغاز والبترول. وقال "الجزائر تربح المال الكثير من وراء الغاز والبترول، لكن الشعب لا يستفيد من هذه الثروة". واعتبر يومها المطرب العائد للساحة الفنية بعد غياب سنتين بسبب وفاة زوجته، أن "المشكلة التي تواجه الجزائر، أننا لا نعرف تحديدًا من يحكم هل الرئيس بوتفليقة أم الجيش؟".

ورد المطرب الفرنسي على منتقديه ومنعه من زيارة الجزائر وإحياء حفلات في مدينة قسنطينة مسقط رأسه، قائلاً "أنا أبلغ من العمر 72 سنة الآن، ولم أحقق حلم زيارة الجزائر مع زوجتي "سوزي"، لكنني وعدتها بأني سأتمسك بتحقيق حلمي إلى وفاتي".

وعاد المطرب الفرنسي، الذي تمنعه الجزائر منذ الاستقلال من العودة والغناء في أرضها؛ بسبب دعمه المادي والفني للاحتلال الإسرائيلي، إلى الساحة الفنية الفرنسية من خلال ألبوم غنائي جديد بعنوان "سفر معزوفة"، بالغناء بالبربرية والعربية والفرنسية واللاتينية. وشارك معه الغناء المغني الجزائري القبائلي إيدير.

ماسياس ولد بالجزائر عام 1938م، وقد اشتهر بلقب "مطرب المليون منفي"، ولم يتوقف عن الغناء للجزائر ومسقط رأسه مدينة قسنطينة، فغنى لها "قسنطينة" و"غادرت بلدي" و"سولنزارا".

ويُمنع ماسياس من دخول الجزائر بسبب دعمه لإسرائيل بفنه وأمواله؛ حيث يسهم ذلك في تمكين جيش الاحتلال من قتل الفلسطينيين.

وكان والده سيلفان غريناسيا عازف كمان في فرقة  موسيقى عربية بقيادة الشيخ رايموند، وأدخل الأب ابنه جاستون غريناسيا إلى جوقة عندما كان طفلاً صغيرًا عمره 15 سنة فقط، متخذًا اسم أنريكو ناب رفقة الحاج محمد الطاهر الفرقاني الذي لا يزال على قيد الحياة، عن الشيخ رايموند، مدير فرقة المالوف.

وتنظم منذ أشهر حملة مقاطعة ألبومات المطرب اليهودي على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بالإضافة إلى الإصرار على منع دخوله الجزائر.

التعليقات