الشيخ سيف الدين الحسامي:كيف يمكن تشبيه الضاحية الجنوبية بطرابلس

طرابلس - دنيا الوطن

علق رئيس جبهة العمل الإسلامي – هيئة الطوارئ على ما جاء في كلام إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير خلال مقابلة
على شاشة تلفزيون الجديد، بأن كلام الشيخ الأسير رائع جدا، وهو في ذلك قد وفر علينا العديد من المواقف التي جسدها في المقابلة.

وما جاء في كلام الشيخ الحسامي، إن توافقنا على كل ما جاء به الشيخ الكريم لا يأتي من المجهول، بل هو أمر واقع، ففكرة
أن يبقى السنة يتلقون الضربات بحجة عدم مواجهة الجهات المهيمنة على الطائفة الثانية، وإلصاق صفة الخنوع بنا، هي أمور سخيفة بالنسبة لنا، فنحن مسلمين مؤمنين مسالمين، وديننا يقف حائل دون معالجة الأمور بالطرق السلبية، وقد قال الله تعال في
كتابه الكريم:" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"، فإذا كان كلام الله هذا لا يكفي الجهات التي تعتبرنا خانعين أو مذلولين، فإن الله قد أعطانا حقا آخر وهو
الدواء الشافي لتصحيح الأمور، وقد قال الله أيضا في كتابه الكريم:"  ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين"، وعندها يكون حقنا قد وصل وبأمر من الله عز وجل، فهل أنتم راضين يا مهيمنين، يا من تفهّمون أتباعكم الأمور
بغير حقيقتها؟

السيد حسن نصر الله لا يزال يعتبر أن السابع من أيار يوما مجيدا، ضاربا عرض الحائط كل الإعتراضات التي نظهرها
ويعلنها أي شريف في البلد، بالرغم من أنه وحزبه متهمين بقتل الشهيد رفيق الحريري، وقبل أن يعترض بأن الإتهام سياسي أو يأتي من قبل جهات غربية، نحن إتهمنا هذا الحزب
منذ البداية، ومنذ اللحظة الأولى لقتله، كيف لا وهو يعلن بأنه أكبر من الدولة وأقوى من العدو الصهيوني. وفي ذلك ندعو نصر الله إلى إعلان موقفا جديدا من كل الأمور، ويقدم إعتذاره عن السابع من أيار مع أننا نعلنه يوما سخيفا، وإذا أراد أن يرى سخافة ذاك اليوم، فليطلب ذلك علنا، وسيجد بأن السابع من أيار كان نزهة بالنسبة لنا، وقد عضضنا على الجرح فقط لأن المسلمين لا يتقاتلون، فبالنسبة لنا كمسلمين حتى الآن لم يسجل لنا التاريخ أي قتال داخلي، إما بالنسبة للطائفة التي يهيمن عليها السيد حسن نصر الله فقد شهدت المجازر فيما بينها، وكل ذلك يحدث بسبب تعلقها بالسياسات الخارجية الغير مؤمنة، وكيف يتفق حزب بعث حتى العلمانية بعيدة عنه، والدين الإسلامي؟

إننا كمسلمين سنة وشيعة نعيش حالة الهيمنة على الدولة والشارع من قبل حزب الله، فالشمال كالجنوب كالبقاع وبيروت، وما يعيشه الأخوة في الجنوب نعيشه في الشمال، والسلاح المهيمن على الشارع ذاته، وبإسم المقاومة، أين المقاومة من الخروقات الاسرائيلية التي أعلنت منذ أيام بأن الشمال الفلسطيني المحتل سيعيش أكثر من خمسين سنة قادمة بسلام بعدما تمكن
الجيش الإسرائيلي من تنفيذ خطته التي لم يتمكن من تنفيذها إبان المقاومة الوطنية التي كانت تضمن الإسلامية أيضا عام 1982 خلال الإجتياح الاسرائيلي، وإستمرت المقاومة حتى حضور وهيمنة حزب الله على مقدراتها وللأسف بمعاونة المقاومة الوطنية التي إعتبرتها أحد أركانها، ولم تكن على دراية بمجريات الأمور، وكانت تضع نصب أعينها عدوا واحدا لتقاتله.

 وختم الشيخ الحسامي، نأسف لكل ما يجري ولكل ما
يحاك ضد هذا البلد، وعلى الجهات الرسمية التحرك لمنع الفتن وتقوية القضاء للإقتصاص من كل من يعمل على تخريب الأمن والسياسة، ونتمنى على وزير الداخلية فرض الأمن على
كل البلد، والإستعانة بالجيش اللبناني في ذلك، كما نرجوه إعلان أكثر من شهر أمني في البلد، لا أن يكون فقط إعتبارا من الضاحية الجنوبية إلى طرابلس، بل من أقصى إلى أقصى البلاد، فمن الضاحية الجنوبية إلى طرابلس لها معنى غير صحي، وكيف يمكن تشبيه الضاحية الجنوبية بطرابلس، فلا تركيبة المنطقتين متشابهتين ولا أمنهما متشابه، والجميع يعلم ما في الضاحية المتخبطة بكل أنواع الفساد، فيما طرابلس التي تضم كافة
الطوائف والمذاهب والجهات التي تتصارع سياسيا، وتهمتها أن لديها جرح قديم تأبى القوى السياسية المهيمنة والميليشيوية المسيطرة أن تعالجه لأسباب خارجية، وأين وجه
التقارب بين الضاحية وطرابلس، أو أن طرابلس باتت تل أبيب؟ الضاحية مقابل طرابلس، إن هذا خطأ فادح يجب معالجته، وإلا الأمور ستسوء ولن يتقبل المواطن الطرابلسي صفة
جديدة لا صلة له بها.

التعليقات