لبنان: التلويح بعودة الاغتيالات إحياء لمشروع فتنة خطير

غزة - دنيا الوطن
قبل فترة وجيزة عادت للانطلاق لغة التخوين والتشكيك إلى الحياة من جديد على ألسن رموز قوى التحالف السوري الإيراني في لبنان، وعدنا لنسمع تصريحات بعضهم التي تتهم وتلمح إلى ارتباط مشاريع وتحالف قوى معادية في الداخل اللبناني مع قوى الخارج لتستهدف المقاومة ومشروعها ورموزها ودورها.. ولكن يحق لنا التساؤل عما هو مشروع المقاومة..وإلى أين يسير؟؟ وما يحمل في طياته؟ وما هي أهدافه؟ وأي محور يخدم؟ وبما أنه يطرح نفسه إلى جانب أنه طرف مسلح باسم المقاومة، عاملاً سياسياً ولاعباً أساسياً في الداخل اللبناني والمنطقة العربية والإسلامية، ويصدر البيانات التي تعتبر في صلب السياسة الخارجية للدولة اللبنانية ووزارة خارجيتها المصادرة في دورها وحضورها، فيؤيد قوى سياسية في هذا البلد أو ذاك ويدين ويستنكر ويتهم ويطالب ويستقبل وفود ورموز معينة تخل لبنان في عمق الأزمات العربية والدولية، لذا فما عليه سوى أن يطرح على الرأي العام اللبناني والعربي رؤيته للواقع السياسي والاقتصادي في لبنان والمنطقة؟ وما هي الحلول التي يطرحها للمعالجة ؟ ..وهذا ما لن نراه أو نسمعه أو حتى يتسنى لنا الاطلاع عليه بالتأكيد لأنه غير موجود عل الإطلاق وغير متوافر..

ولكن مؤخرا عاد الحديث في لبنان عن أن وجود لائحة بأسماء شخصيات لبنانية مستهدفة بالاغتيال، وجميعها من قوى الرابع عشر من آذار، وعلى رأس لائحة المستهدفين كما ذكر الرئيس فؤاد السنيورة.. وجديد هذا الملف ما كشفته أمس مصادر رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة لـ"النهار": (من أن السنيورة تلقى خلال الفترة الأخيرة ومن أكثر من جهة غربية وإقليمية تحذيرات بوجوب التنبه إلى وجود مخططات لاغتياله من جانب جهات وصفتها هذه المصادر بأنها تتمتع بقدرات أمنية ولوجستية. وأضافت المصادر نفسها "إن التحذيرات تقاطعت بين أكثر من جهة دولية وإقليمية عالية المستوى خلال الأيام الأخيرة وفي الاتجاه نفسه، ويبدو أن هذه المخططات ترتبط بالتطورات والترتيبات الجارية في المنطقة على صعد مختلفة". ولفتت مصادر السنيورة إلى أن "المعلومات تضمنت تحذيرات من مخططات تستهدف لائحة من الشخصيات الأخرى بهدف التسبب بفتنة في لبنان"، ملمحة إلى أن ثمة أربع شخصيات شمالية هي من ضمن المستهدفين).وهنا إذا ما استعرضنا التصريحات التي انطلقت قبل فترة قصيرة والتي تطال بالاتهام والتشكيك بعض الرموز بالتواطؤ والانخراط في مشروع مؤامرة وعلى الأخص الرئيس السنيورة ..فلن نستغرب حينها هذا التحضير النفسي والسياسي والإعلامي لمرحلة قادمة قد تكون خطيرة وحاسمة، وإذا سلمنا جدلاً بان التهديد بالاغتيال غير جدي فقد يكون المقصود منه إثارة الرعب والقلق في نفوس السياسيين اللبنانيين وأبناء الشعب اللبناني والعودة لحالة الحصار السياسي لمنع قادة هذا الفريق من التحرك والتواصل مع جمهورهم قبل الوصول إلى فترة التحضير للانتخابات النيابية المقبلة. ولكن هل يتحمل لبنان إشاعات من هذا النوع وحتى عودة مسلسل الاغتيالات من جديد..؟ وهل يظن من يسعى لإدخال البلاد في أتون وخضم هذه الحالة الخطيرة انه سيكون بمنأى عن الحساب أو المعاقبة..أو انه لن يتعرض لردات فعل صاخبة قد تطيح بالسلم الأهلي والاستقرار الداخلي..؟؟ وهل يظن من يركب المنابر كل أسبوع ليطلق العنان لعبارات غير مسؤولة أنه يخدم التقارب بين الطوائف والمذاهب، وانه يساعد المتحاورين على طاولة الحوار للوصول إلى مواقف متقاربة وقواسم مشتركة..؟؟ وهل يعتبر من يكتب المقالات التحريضية والمعلومات المغلوطة، أنه يسعى لتشكيك فريق لبناني بقيادته عسى أن يلتحق بفريق ورموز آخرين..؟؟ وهل العمل على شراء ضمائر وعمائم غير ذات حجم وحضور بمبالغ مالية سخيفة وزهيدة مقابل إطلاق تصريحات الإدانة أو التأييد أو التشكيك بحسب الطلب والرغبة القادمة من مرجعيات المال وأركان المشروع السوري ـ الإيراني المتهالك، قد يخدم الوحدة الوطنية ومشروع المقاومة المجهول الأهداف ولكن المعروف النوايا والتوجهات..؟؟

وهذا الكلام أو التقرير المذكور ليس ببعيد عن الواقع مطلقاً.. فقد جرت محاولة قتل فاشلة قبل فترة استهدفت سمير جعجع، ومن بعدها تم اغتيال الشيخ أحمد عبدالواحد ورفيقه في عكار، وفتحت أبواب الاشتباكات واسعاً في طرابلس بين باب التبانة وبعل محسن، وتجاوزت التعديات الرسمية السورية على الحدود اللبنانية والقرى اللبنانية كل حدود واستهدفت مواطنين أبرياء بالقتل والخطف، ومع ذلك أركان الدولة في غياب مريب ويتسلحون بالصمت المطبق، والفلتان الأمني في الضاحية الجنوبية يتطور بشكل لافت، بسبب انتشار السلاح باسم المقاومة وبرعايتها بين عائلات ومجموعات مسلحة لخلاف على مغانم ومكتسبات يعرفها حزب الله والقوى الأمنية حق المعرفة..؟؟ ولكن دون رادع أو محاسبة أو حتى معاقبة.. ودون وضع حدٍ لها..؟؟ مما يعني أن هناك إذاً من يسعى لإطلاق عجلة الفوضى ونشر الخوف والرعب في قلوب المواطنين وتعطيل الموسم السياحي ودوران عجلة الاقتصاد وإيقاف الحركة المالية لدفع الشباب للانخراط في الميليشيات أو اللجوء لمرجعيات سياسية وأمنية وطائفية لتأمين لقمة العيش أو الحد الأدنى من متطلبات الحياة.. إذاً التلويح بعودة لغة الاغتيالات مرفوض وخطير سواء كان جدياً أو إعلامياً للتهويل فقط أو لتحقيق غايات سياسية، وإذا ظن البعض أن الساحة اللبنانية من الممكن أن تعود مفتوحة لخدمة مشروع إيران في المنطقة أو لحماية النظام السوري وبقائه فهو مخطئ تماماً ...وعليه أن يتحمل العواقب..؟؟

التعليقات