خبراء عرب يتدارسون الثابت والمتغير بعد سنتين من الحراك العربي

بيروت - دنيا الوطن
 تحت شعار  “سنتان من الحراك العربي: قراءة في الثابت والمتغير” ينظم مشروع منبر الحرية الشطر الأول من الدورة الرابعة للجامعة الصيفية لمنبر الحرية بالعاصمة اللبنانية بيروت. ويشارك في الدورة التي تمتد ما بين الرابع والتاسع من يوليو المقبل أساتذة جامعيون وباحثون مرموقون متخصصون في الشأن العربي.

وحسب بلاغ صادر على موقع مؤسسة منبر الحرية يدير الدورة كل من البروفيسور الكويتي شفيق الغبرا والباحثة التونسية آمال قرامي والخبير الاقتصادي المغرب نوح الهرموزي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس أحمد مفيد والباحث المصري على مسعود.

ووهكذا تقارب آمال قرامي، الأستاذة بجامعة منوبة التونسية، الثابت والمتغيّر في حركات الاحتجاج في فترة الانتقال نحو بناء الديمقراطية. وفي ورقة تقديمية لمداخلتها الأولى تقول الباحثة التونسية " استمرت حركات الاحتجاج في تونس ما بعد الثورة بنسق متصاعد ومثّلت بعض الفضاءات علامات على هذا التحرّك المطلبيّ الجماعيّ في عدّة مدن تونسيّة" ولعلّ السؤال المطروح في هذا الإطار هو ما الثابت في فعل الاحتجاج وما المتغيّر؟وما هي الأسباب التي تقف وراء هذه الحالة أو تلك؟

وفي مداخلة ثانية تعود قرامي إلى "تجليّات حريّة التعبير بعد الحراك العربي:متغيّرات ثابتة أم ظرفيّة؟"  من أجل استقراء هذه المتغيّرات من حيث انخراط المواطن في الشأن السياسي الاجتماعي والاقتصادي وحرصه على متابعة ما يجري، ووعيه بأهميّة صوته. وتقول قرامي أن الناظر في الشبكة الاجتماعية التفاعلية "فايس بوك" لا يكاد يصدّق ما يحدث في تونس، ومصر ، وليبيا ،والبحرين، واليمن : شباب وكهول وشيوخ يعلّقون ،رجال ونساء، موظّفون ومثقفون وطلبة ... يسخرون، ينتقدون، يتهكّمون، يفضحون ، يعبّرون عمّا يدور بأذهانهم....وتتساءل هل هي ظاهرة 'صحيّة' توضّح بلوغ المواطن درجة من الوعي أم أنّ المسألة مرتبطة بسدّ فراغ والتخفيف من حدّة أزمة؟

ويلقي الباحث المصري علي مسعود الضوء على "ملامح السياسات المالية في بلدان الربيع العربي قبل وبعد "2011 وذلك لمعرفة إذا ما كان هناك تغير جوهري في السياسات المالية في تلك الدول أم لا؟ وإذا كان هناك تغير فما هي الآثار الاقتصادية المترتبة على ذلك؟

وغير بعيد عن ذلك يعود "مسعود" في محاضرة ثانية إلى مستقبل تحرير التجارة الخارجية في بلدان الربيع العربي حيث يلقي الباحث الضوء على عوائق التجارة الخارجية في بلدان الربيع العربي ومدي التوجه نحو تحرير التجارة الخارجية من عدمه؟ والمكاسب المتوقعة من تحرير التجارة في تلك البلدان.

وفي سياق متصل يتوقف أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس أحمد مفيد عند "الثورات العربية و إشكالية الانتقال الديمقراطي". ويتساءل "هل من شأن هذه الثورات أن تنتج أنظمة حكم ديمقراطية؟ وما مدى ديمقراطية المبادرات المتخذة؟ وما هي آفاق الديمقراطية في المنطقة العربية على ضوء التحولات السياسية والاجتماعية التي تميزها؟".

وفي مستوى ثان يقدم  "مفيد" مداخلة ثانية بعنوان "التحديات الأساسية لتحقيق التغيير والتنمية في الدول العربية بعد الثورة" من خلال تحليل المخاطر والاختلالات الكبرى التي تعاني منها الأنظمة  والشعوب العربية، كما " يناقش التحديات الأساسية التي تطرحها، وسبل تجاوزها، من أجل عالم عربي لا يشكل استثناءا في خريطة العالم، ويتمتع بمستوى مقبول من الحرية والديمقراطية والتنمية" تقول ورقة تقديمية توصلنا بها.

أما الخبير الدولي في الشؤون السياسية شفيق الغبرا فيستعرض مسارات ومستقبل ثورات  الحراك العربي ويتساءل في محاضرة أولى عن أسباب الثورات وأسباب الحراك التاريخي العربي وعن طبيعة المكونات  والتفاعلات الرئيسية والآفاق المستقبلية التي تؤثر على هذا الحراك التاريخي.

 وتحضر تيمة الحرية في مداخلة ثانية للغبرا حيث يناقش في ورشة مستقلة "الحرية وكيفية تأثيرها على مجرى حياتنا وقراراتنا؟"  كما يحاول العودة إلى جذور الحرية ومعناها وعلاقتها بالفرد وبالحياة السياسية والحكومة والدولة.

وبمداخلة بعنوان "سنتين بعد الثورة :أية حصيلة اقتصادية؟" يساهم أستاذ الاقتصاد المغربي نوح الهرموزي في  تقيم حصيلة سنتين من الثورة خاصة جانب السياسات الاقتصادية المنتهجة في بلدان ما بعد الثورة، موضحا كيف تتسم معظمها بالارتجالية في أحسن الأحوال ومهادنة الفئات الأكثر ضجيجا ؛ نفوذا أو تنظيما، والتي تبحث بطبيعتها عن استمرار بؤر الريع التي كانت تستفيد منها أو "تناضل" فئات جديدة من أجل الحصول على امتيازات لم تكن تستفيذ منها في ظل النظام القديم محاولة قلب الموازن لصالحها، بعدما أقصيت سنين من هذه الامتيازات.

          وفي ذات السياق يذكر "الهرموزي" بأهم الأفكار الاقتصادية النمطية المؤسسة للاختلالات التي أصابت اقتصاديات المنطقة، والتي ما يزال التخلص منها أمرا عصيا. ويقترح التوقف عند الحلول المعتمدة على تشجيع الطلب الداخلي عبر سياسات الطلب المحفزة للاستثمار والجهد والابتكار والمقوية لتنافسية البلدان بالإضافة إلى محاربة الثقل البروقراطي والمركزية المستنزفة اقتصاديا.

وسيكون مستقبل حرية الصحافة في ظل الربيع العربي حاضرا من خلا مداخلة يقدمه الإعلامي  السوري محمد زيد مستو الذي يعود إلى دور الصحافة في التغيير الجاري في الدول العربي، سيما صحافة المواطنة التي برزت بشكل كبير في الثورة "ومن المهم بمكان الحديث أيضا من المهم الحديث عن تأثير الربيع العربي على حرية الصحافة في المستقبل سلباً وإيجابا، ومن خلالها يمكن تصور الديمقراطية في الدول التي عرفت تغيير من خلال الحديث عن حرية الصحافة والإعلام.

يذكر أن مشروع منبر الحرية ينظم ما بين الخامس والعاشر من شتنبر المقبل الشطر الثاني من هذه الدورة بالقرب من العاصمة المغربية الرباط. وتُعدّ جامعة منبر الحرية الصيفية مناسبة لتنظيم ندوات دراسية وحلقات نقاش للحديث حول أهم قضايا الساعة في المجتمعات العربية. ويفتح باب الحضور و المشاركة في هذه الجامعة أمام كل الشباب المهتمين بقضايا الحرية في الوطن العربي والذين تتراوح أعمارهم ما بين19 و 40 سنة مهما كانت تخصصاتهم ومن كلا الجنسين.



التعليقات