لبناني يؤكد تعذيبه من قبل النظام السوري

لبناني يؤكد تعذيبه من قبل النظام السوري
دمشق - دنيا الوطن
عاد محمد سليمان الأحمد إلى منزله اليوم في وادي خالد، محمولاً على الأكف، وشق طريقه وسط الحشود الغفيرة المرحبة بعودته بعد أن تم احتجازه من قبل السلطات السورية السبت الماضي.

و كانت مجموعة من قرية المسعودية في سهل عكار، شمالي لبنان، ذات الغالبية العلوية قد اختطفته داخل الأراضي اللبنانية وسلمته الى النظام السوري. وقوبلت عملية خطفه بعملية خطف مضادة من قبل اقرباء الأحمد الذين عمدوا الى خطف خمسة من سكان المسعودية، قبل أن يخلى سبيلهم بعد الانتهاء من الاحتفال بعودته.

وفور وصوله إلى بلدته، أكد سليمان أن "العلويين قاموا بخطفه وتسليمه الى النظام المجرم" الذي اتهمه بالتعامل مع الارهابيين و تهريب السلاح. و قال الاحمد إنه" تم تعذيبه من قبل هذا النظام الحاقد".

وبعد اتصالات ووساطة من قبل الحزب العربي الديموقراطي ، ومساعي النائب السابق مصطفى علي حسين مع الجهات السورية المختصة، تم الافراج عنه ، الامر الذي اراح أبناء عكار وتحديداً أبناء القرى والبلدات الحدودية المختلطة مذهبياً ، بعد أن شهدوا في الايام الماضية توترا جراء عمليات الخطف لمواطنين من مذاهب متنوعة. وقد وصلت حالة التوتر الى اوجها ليل امس بعد ان حاول اهالي المخطوفين من المسعودية خطف مواطنين من وادي خالد تخللها اشتباكات مسلحة.

وقد أعادت هذه الحوادث إلى الأذهان صورة الحرب الأهلية بكل تداعياتها، خصوصا لجهة استهداف النسيج الاجتماعي، في ظل غياب الاجهزة الأمنية عن تأدية واجبها في حفظ الأمن، خاصة أن هوية الأفراد الذين قاموا بأعمال الاحتجاز معروفة.

وفي هذا السياق، أكد عبد الرزاق الخالد أحد الناشطين في وادي خالد ل"العربية نت" على ضرورة إلقاء القبض على المشبوهين والمهربين الذين يقومون باستمرار بتعريض المنطقة لتوترات أمنية"، مشددا على اهمية انتشار الجيش على الحدود لمنع عمليات التهريب و لتأمين الحماية التامة لأبناء المنطقة الحدودية.

يذكر أن تداعيات الازمة السورية انعكست على لبنان هذه المرة بعمليات الخطف، الامر الذي حذر منه وزير الاشغال و النقل غازي العريضي عبر "العربية نت". اذ اعتبر ان" التوتر الامني في الشمال و حالات الخطف والخطف المضاد تعبير عن حالة توتر غير طبيعية"، مشددا على ضرورة اتخاذ الدولة اللبنانية التدابير اللازمة لتدارك هذا الواقع و إلا سيتجه البلد الى حالة من الفوضى و الفلتان الامني والانزلاق الى حقبة السبعينات و الثمانينات ابان الحرب اللبنانية". وختم العريضي بالقول:" لا بديل عن الحوار الذي يمد الجسور بين الافرقاء لتلافي مثل تلك التوترات الامنية التي تاتي نتيجة التشنجات والقطيعة. "

بدوره استنكر النائب عن كتلة المستقبل خالد الضاهر عملية الخطف داخل الاراضي اللبنانية" على يد عصابة النظام السوري" كما سماهم، كما استنكر أعمال الخطف المتبادل التي حصلت. و دعا عبر العربية نت أبناء عكار" الى تفويت الفرصة على النظام السوري المتربص بالبلد والى تحصين الاستقرار و العيش المشترك" . و قال ان كتلة المستقبل طالبت الحكومة برفع كتاب رسمي الى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة بانتهاكات النظام السوري المتكررة للسيادة اللبنانية".

ولم تقتصر عمليات الخطف على منطقة وادي خالد ، فقد سجلت في الاونة الاخيرة عدة عمليات خطف في منطقة البقاع (شرق لبنان) بهدف الابتزاز المالي، اخرها كانت مع المواطن السوري حبيب البريمو الذي خطف ظهر الجمعة على طريق زحلة قبل ان يخلى سبيله مقابل فدية مالية فجر الاثنين. ابو مسعود احد خاطفي البريمو قال ل"العربية نت" انه قام بعملية الخطف على خلفية عدم وفاء الاخير بإطلاق الشاب عبد الرايد المحتجز في سورية منذ 2010 من قبل نظام الاسد، بعد أن قبض مبلغاً من المال لقاء التوسط عند بعض ضباط الأمن السوريين داخل سوريا لإعادته الى لبنان.
وباء الخطف على الهوية ضرب لبنان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. ويكاد اليوم نبأ الاحتجاز يتحول إلى خبر عادي، يدرج ضمن أخبار الأمن وإن كانت قد سجلت في الفترة الماضية معدلات قياسية، في عدد من المناطق اللبنانية.

التعليقات