جيسي جاكسون في حوار خاص لدنيا الوطن: اوباما عمق الفجوة بين البيض والسود في الولايات المتحدة

جيسي جاكسون في حوار خاص لدنيا الوطن: اوباما عمق الفجوة بين البيض والسود في الولايات المتحدة
شيكاغو- دنيا الوطن - اجرى الحوار جمال المجايدة وحنين الداود 

اكد القس جيسي جاكسون الناشط البارز في مجال الحقوق المدنية الاميركية ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يواجه متاعب انتخابية مع الامريكيين السود الذين خذلهم ولن يفي بوعوده لهم .
 
واعرب في حديث خاص لدنيا الوطن علي هامش قمة الناتو في شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية عن اعتقاده بان اوباما تأخر كثيرا في الانسحاب من افغانستان وكبد الشعب الامريكي خسائر مالية وبشرية باهضة ولاتحتمل  .
 
 وأشار جاكسون الذي كان مرشحا لمنصب الرئاسة الديمقراطية الأميركية في 1984 و 1988 وشغل منصب سيناتور لمقاطعة كولومبيا من 1991 حتى 1997 الي ان قمة الناتو في شيكاغو لم تعالج الازمة الافغانية بشكل نهائي .
 
وردا علي سؤال حول اسباب دعم الناشط السياسي وداعية السلام الامريكي جيسي جاكسون للرئيس اوباما اجاب قائلا / اعترف انني من اكبر المناصرين للرئيس اوباما  لاني منذ البداية كنت اسعي الي تحقيق كلمات الراحل مارتن لوثر كينج حين قال (لدي حلم) وهو تحقيق مبادئ التسوية بين جميع الاعراق البشرية .
 
وقال انني ساندت باراك أوباما في حملته الإنتخابية ومكنته من النجاح والوصول إلى كرسي الرئاسة الاميركية، لانصاف الأميركيين السود  .

وذكر ان هذا النجاح الذي حققه اوباما كان له أبًا واحدًا فقط هو القس جيسي جاكسون لاني لطالما قدت العديد من الحملات من اجل الحصول على حقوق الاميركيين السود حيث كنت من ابرز المؤيدين لرحلة اوباما منذ البداية.

وقال انه علي الرغم من اخطاء اوباما في افغانستان وغيرها فانني مازلت عازم علي دعمه في الفترة الرئاسية الثانية وانتخاباتها التي تبدأ بعد 6 اشهر. 

وقال اننا سوف نواصل الانتصار الذي لمسناه كامريكيين سود بعد الانتصار الذي  لمسناه لمس اليد  في العام 2008 بفوز اوباما بالبيت الابيض . 

ومضي يقول /ان الامريكيين السود يشكلون 25% من الناخبين الامريكيين  وبالتالي فانا حينما اقف الي جانب اوباما فانني باسم هؤلاء أعكس رحلة طويلة وسنوات كثيرة من النضال في مجال حقوق الإنسان  ولاتنسي ان أوباما خاض الجولة الأخيرة في صراع دام 60 سنة.  

وسألناه عن حلم الدكتور مارتن لوثر كينغ الذي تحقق بعد 20 سنة من النضال للمساواة في الحقوق الامريكية وعن التزام اوباما بالامريكيين من اصول افريقية قال جاكسون / لا شك في أن جزءاً من الحماسة والإثارة اللتين عشناهما في  ليلة فوز اوباما بالرئاسة الامريكية قد اختفى وكذلك بريق اوباما /.
وردا علي سؤال اخر / هل صحيح أن مكانة أوباما قد تراجعت حتى بين الأميركيين المتحدّرين من أصل أفريقي؟ /.
 
اجاب قائلا / كنا، نحن السود، أول أناس هلّلنا لأوباما. فقد دعمناه قبل وقت طويل من إقامة الحفلات المكلفة لجمع التبرّعات. كذلك كنا أول مَن عبّر له عن المحبة. فقد صوّت 96% من السود لأوباما عام 2008. لكننا اليوم الشريحة الأكثر تأثراً بالبطالة .
 
واضاف / بما أن 16% من الأميركيين السود عاطلون عن العمل. نحن أيضاً الشريحة الأكثر تضرراً بسبب عمليات حبس الرهن وتعثّر القروض، فضلاً عن أننا نحتل المرتبة الأولى في قِصَر متوسط العمر المتوقع .

وقال جيسي جاكسون / توجه المصارف الكبرى منتجاتها السامة نحو الأقليات، والكونغرس لم يحسن مراقبتها والإشراف عليها لأن المال الذي يجنيه من (وول ستريت) قد أفسده. لذلك، يعاني مجتمعنا آلاماً كثيرة من الضروري معالجتها. 

واضاف / لقد كان أوباما منظِّماً اجتماعياً، وهو يدرك كيفية بناء المجتمعات. على سبيل المثال، اعتُمدت خطة لبناء الديمقراطية في أفغانستان. وقد أُرسل مئات آلاف الجنود لحمايتها. نضع خطة لإعادة بناء بلد بعيد وإعماره، وننفق كل اسبوع ملياري دولار في افغانستان من الخزينة الامريكية, في حين أن آلاف الأميركيين يموتون سنوياً بسبب العنف والفقر، ولا نملك خطة لإعادة الإعمار في بلدنا .
 
وقال / لقد كنت أتمنى لو لم يكتفِ أوباما باللجوء إلى مستشار اقتصادي واستعان أيضاً بزعيم عمالي لإحقاق بعض التوازن. فلا صوت للفقراء والعاطلين عن العمل في واشنطن في الوقت الراهن .
 
واعرب عن اعتقاده بان أوباما لا يدرك مدى تشدّد الطرف الآخر عقائدياً ومدى تصميمه على تدميره، حتى لو أذت الخطوات التي يتّخذها اقتصاد الأمة وملايين الناس. 

وقال : أعتقد بأن المصالحة هدف أوباما. لكن الصراع مع الجمهوريين صعب وقاس فهم لا يستسلمون. والأسوأ من ذلك أن الجمهوريين يشعرون اليوم أن باستطاعتهم مواصلة الضغط على أوباما وأنه لن يتوقّف عن الرضوخ لهم. فلم يلمسوا لديه أي رفض حازم. لكن الشعب الأميركي بحاجة إلى صوت رئاسي أوضح وأقوى، صوت يشبه صوت الرئيس لندون جونسون. يملك أوباما هذا الصوت، إنما عليه استعماله.   

وردا علي سؤال اخر  هل تعتقد بأن ازمة أوباما هو انه متردّد في معالجة مسائل مماثلة لأنه لا يريد أن يُصنَّف كـ رئيس أسود للولايات المتحدة ؟
 
اجاب قائلا : إلى حد ما… تمتّع بيل كلينتون ببعض حريات أتاحت له التقرّب من السود ومعالجة مشاكلهم لأنه رئيس أبيض. في المقابل، اضطر أوباما إلى تحمّل إهانات لم توجَّه إلى أي رئيس سابقاً .
 
وذكر جاكسون ان من يتأمّل في اللغة المليئة بالإيحاءات التي يستعملها اليمينيون ضده. فينعتونه علانية بالكاذب في الكونغرس، يقولون إنه ليس مسيحياً وإنه لم يولد في الولايات المتحدة، ويدّعون أنه ليس واحداً منا. لذلك، يصبح التطرّق إلى مسائل مماثلة أكثر صعوبة بالنسبة إلى أول رئيس متحدّر من أصول أفريقية في البيت الأبيض .
 
وقال انه في الاونة الاخيرة اتسعت الفجوة بين البيض والسود في الولايات المتحدة حيث نشهد اليوم تنامي هذه الهوة في مجالات الصحة والإسكان والدخل. ولكن لا دخل لهذه الفجوة بالمجهود. فهي فجوة بنيوية ومؤسساتية.  

ووصف هذه الهوة بإنها الإرث المتواصل لقرون من العبودية والفصل القانوني بقوله / ويجب ألا ننسى أن المجتمع الأسود شكّل عنصراً أساسياً في فوز أوباما , وعليه أن يعتني بهذه القاعدة إن أراد أن يبقى في البيت الأبيض لولاية ثانية .  

واعتبر القس الاميركي جيسي جاكسون اليوم وصف الاسلام بالارهاب ترويجا لبعض الانظمة السياسية السابقة التي لا تمت للاديان والاخلاق بصلة مؤكدا ان الاسلام دين عظيم يتضمن جميع مبادئ العدالة الانسانية التي تسعى الى ترسيخ مفهوم للتعايش الحضاري وبناء ثقافة السلام. 

وأضاف ان عنصرية اللون والعرق تهدم كل ما تبنيه البشرية من اخلاق ومبادئ سامية تعنى بنشر الحب والوئام وفهم معاني الرعاية والاهتمام مشيرا الى ان البشرية بحاجة الى فهم حقيقة الايمان والعقيدة لتحقيق معنى التعايش الحضاري بين الاديان البشرية وربط الجسور بين الثقافات والاعراق العالمية. 

واكد ضرورة تطبيق الديمقراطية على اساسها ومسارها الصحيح بحيث يتمتع المواطنون بالتعبير عن حرياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية مؤكدا ان توظيف الديمقراطية بشكل سليم يؤدي الى تحقيق نهضة الدولة ورفاهيتها وعدالتها الانسانية.
 
واضاف "ان العدالة الانسانية تعني اعطاء كل فرد في المجتمع حقه الاجتماعي والديني والاقتصادي والفكري الامر الذي يعكس حجم تطور ورقي الامم في جميع نواحي الحياة تحت اطار المنفعة العامة للجميع بغض النظر عن الانتماءات العرقية واختلاف الوان البشرية".

 

التعليقات