سلطات السجون تناور في الرد على مطالبهم.. والمعركة مستمرة

غزة - دنيا الوطن
يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي اضرابهم عن الطعام، في معركة مفتوحة أعلنوها دفاعاً عن حقوقهم وانجازاتهم وضد الاعتقال الاداري. فيما تواصل الحراك الشعبي في الاراضي الفلسطينية تضامنا مع الأسرى في «معركة الأمعاء الخاوية» التي يخوضونها.

من جهته، أكد اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني في غزة، أن قضية الأسرى وطنية بامتياز ومن الدرجة الأولى وليست مجرد قضية انسانية او اجتماعية، داعياً حركة التضامن الوطنية والدولية لأوسع التفاف حول قضية الأسرى التي ترفض "إسرائيل" الاستجابة لمطالبهم العادلة المشروعة التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق الدولية ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة.

جاء ذلك في مسيرة نسوية نظمها الاتحاد وهو الإطار النسوي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، انطلقت من مفرق السرايا باتجاه خيمة الاعتصام بالجندي المجهول بمدينة غزة، والتي حملت العشرات من الشعارات المطالبة بالوقوف إلى جانب الأسرى والاسيرات في السجون الاسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية بحق الحركة الأسيرة والتي تمثل انتهاكاً فاضحاً لكافة القوانين الدولية.

ودعت مسؤولة المكتب التنفيذي لاتحاد لجان العمل النسائي رائدة أبو العوف إلى أوسع حراك شعبي لنصرة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في اضرابهم عن الطعام دفاعاً عن كرامتهم وحقوقهم التي انتزعها الاحتلال وسجانيه.

ورفعت خلال المسيرة النسوية الشعارات واليافطات المؤكدة على أن الأسرى هم شعلة النضال والأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية.

وقال الأسير المحرر مصطفى مسلماني والذي يخوض اضرابا عن الطعام في خيمة التضامن مع الأسرى في غزة، ان هناك أكثر من 7 أسرى يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام لأكثر من 60 يوماً ضد الاعتقال الاداري والمطالبة بإلغائه وهذا يختلف عن الاضراب الذي يخوضه ما يقارب الـ1600 أسير دفاعا عن كرامتهم وحقوقهم المسلوبة منهم من قبل مصلحة السجون الاسرائيلية. وأوضح مسلماني، انه التزاماً منا كأسرى قمنا بخوض اضراب مفتوح مؤازرة ومساندة لأسرانا في داخل السجون الاسرائيلية،

وشدد على أن الحل الامثل للتضامن الحقيقي مع قضية الأسرى تكون بالخروج بمسيرات عارمة إلى مناطق الاحتكاك مع الاحتلال الاسرائيلي بغزة لايصال صوت الأسرى لكافة المحافل الدولية من أجل تحقيق مطالب الأسرى.

وفي رام الله نظمت مسيرة جماهيرية (6/5) تلبيه لدعوه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نصرة للأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية منذ أكثر من 20 يوما، وتنديداً بسياسات الاحتلال وممارساته القمعية بحق الأسرى.

وتقدم المسيرة أعضاء المكتب السياسي للجبهة، قيس عبد الكريم (ابو ليلى)، رمزي رباح، ابراهيم ابو حجلة ومحمد سلامة وعدد كبير من قادة وكوادر وأعضاء الجبهة ومناصريها وصف واسع من الشخصيات الوطنية وممثلي الاتحادات الشعبية والنقابات المهنية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني وأهالي الأسرى.

ودعا رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة إلى اسناد قضية الأسرى من خلال تفعيل الحراك الشعبي المناصر لقضيتهم وحشد الطاقات والهمم من اجل دعم صمودهم ومطالبهم العادلة، وكذلك تسخير كافة الطاقات السياسية والدبلوماسية من اجل تفعيل قضية الأسرى في كافة المحافل الدولية سواء المؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها المؤسسات التابعة للامم المتحدة.

إدارة السجون تناور

هذا وقد لجأت ادارة سجون الاحتلال إلى المناورة في التعامل مع مطالب الأسرى المضربين من خلال اعتماد سياسة التسويف والتأجيل وتجزئة مطالب الأسرى بهدف احداث انشقاق في مواقفهم. ومن ضمن ردودها على مطالبهم جاء التالي:

·        زيارات أسرى قطاع غزة، تأجيل الرد لمدة أسبوعين بحجة إجراء الترتيبات لذلك مع الجهات المختصة منها الجيش والصليب الأحمر الدولي.

·        العزل الانفرادي: تشكيل لجنة من قبل مصلحة السجون وجهاز الأمن تجتمع كل شهر مرة وتناقش 4 أسماء في كل شهر لبحث موضوع عزلهم وخروجهم إلى أقسام عزل جماعية ومفتوحة.

·        السماح بالاتصال التلفوني للأسير مرة كل شهر.

·        زيادة مبلغ الكنتين 400 شيكل شهرياً بدل 300.

·        السماح بإعادة ثلاثة محطات فضائية هي BBC2 وأبو ظبي روتانا سينما.

·        السماح بالتصوير مع الأهل مرة كل خمس سنوات وليس مرة واحدة في العمر كما كان سابقاً.

·        السماح بتجميع الأشقاء أو الآباء مع أبنائهم في سجن واحد.

·        السماح بزيارات مفتوحة ودون شبك للحالات الإنسانية من الأهل.

·        السماح لأي أسير سابق من الدرجة الأولى بالزيارات.

·        تحسين موضوع الكنتين من حيث توفير الأغراض الناقصة بما فيها الفواكه والخضار وتشكيل لجنة لفحص غلاء الأسعار بحيث تتناسب أسعار الكنتين مع أسعار السوق.

·        السماح بتصوير الأسرى داخل الأقسام مرة كل سنة.

·        تشكيل لجنة لدراسة الحالات الممنوعة من الزيارة من سكان الضفة الغربية لإيجاد حلول لها.

·        إعطاء توصية لنقل الحالات المرضية من الأسرى في سيارات إسعاف بدل البوسطة واعتماد تقرير طبيب السجن حول هذه الحالات.

·        التعليم الجامعي: انتظار رد محكمة العدل العليا حول ذلك بسبب التماس مرفوع للمحكمة من عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.

قادة الاضراب

وفي سياق الرد على مناورات ادارة السجون ومحاولتها التوصل لاتفاقات جانبية مع بعض الأسرى من خارج قيادة المعركة التي يخوضها المضربون عن الطعام، أعلن التجمع العالمي لكسر القيد عن قائمة رسمية بأسماء القيادة الوطنية العليا للإضراب داخل سجون الاحتلال.

ونوه التجمع العالمي لكسر القيد أن بعض الاسماء التي نشرت عبر وسائل الاعلام كانت خاطئة، وان الاسماء الصحيحة كانت قد وصلت خلال الأيام السابقة برسالة من القادة الأسرى في سجن هداريم المركزي، حملت اسم «نداء الكرامة الأول»، وذلك بسبب اللغط الذي نشرته بعض وسائل الاعلام، والذي حمل بعض الأسماء الخاطئة.

وشدد التجمع العالمي على أن أي حوارات أو اجتماعات مع مصلحة السجون لا تكون إلا من خلال اللجنة الوطنية القيادية للاضراب.

من جانبها أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الأسرى المضربين في سجون ومعتقلات الاحتلال يمتلكون من الحكمة رفض الردود الهزيلة التي قدمتها مصلحة السجون الإسرائيلية، والتي جاءت بعيدة كل البعد عن مطالب الأسرى الرئيسية والجوهرية، ودون الحد الأدنى من مطالبهم الإنسانية المشروعة.

وأضافت أن مصلحة سجون الاحتلال، ومن خلفها المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، تعيش حالة من التخبط والارتباك في تعاملها مع إضراب الأسرى ومطالبهم كما برز في ردها على هذه المطالب، وهي تواصل سياسات التسويف والمماطلة والرهان على كسر إضراب الأسرى، لكن تصعيد الفعاليات الجماهيرية لنصرة الأسرى وتكثيف الجهود السياسية والديبلوماسية لعرض قضيتهم وفضح انتهاكات إسرائيل لأبسط قواعد القانون الدولي، كفيلان في إرغام دولة الاحتلال على الانصياع للمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية والاستجابة الفورية لكافة مطالب الأسرى.

التعليقات